الحكومة البلجيكية: لن نتفاوض مع «الدواعش» ولن نتحاور مع الإرهابيين

في تعليق على عرض قيادي متطرف محتجز في العراق

صورة لعمليات تفتيش للمواطنين في بروكسل لمواجهة أي مخاطر إرهابية أثناء تنظيم أحد الأنشطة في مولنبيك («الشرق الأوسط»)
صورة لعمليات تفتيش للمواطنين في بروكسل لمواجهة أي مخاطر إرهابية أثناء تنظيم أحد الأنشطة في مولنبيك («الشرق الأوسط»)
TT

الحكومة البلجيكية: لن نتفاوض مع «الدواعش» ولن نتحاور مع الإرهابيين

صورة لعمليات تفتيش للمواطنين في بروكسل لمواجهة أي مخاطر إرهابية أثناء تنظيم أحد الأنشطة في مولنبيك («الشرق الأوسط»)
صورة لعمليات تفتيش للمواطنين في بروكسل لمواجهة أي مخاطر إرهابية أثناء تنظيم أحد الأنشطة في مولنبيك («الشرق الأوسط»)

«لن تتفاوض الحكومة البلجيكية تحت أي ظروف مع المقاتلين الذين سافروا للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش، ويرغبون في العودة من جديد إلى بلجيكا»، هذا ما جاء على لسان رئيس الوزراء شارل ميشال، في تصريحات نقلتها محطة التلفزة البلجيكية «في تي إم»، مضيفا: «لا يوجد مكان في مجتمعنا لهؤلاء الأشخاص»، وجاء ذلك تعليقا على ما ورد على لسان «أبو حمزة البلجيكي» طارق جدعون، وهو قيادي متشدد في تنظيم داعش، في حوار مع مراسل محطة التلفزة في بغداد من داخل سجنه، في انتظار المحاكمة بعد أن جرى اعتقاله في الموصل صيف العام الجاري.
وقال أبو حمزة البلجيكي إنه يرغب في العودة من جديد إلى بلجيكا لرؤية عائلته، وتقديم الاعتذار للمتضررين من جراء الهجمات التي وقعت في بلجيكا وفرنسا. كما عرض أن يتعاون مع السلطات الأمنية البلجيكية، وقال إن لديه معلومات يمكن أن تؤدي إلى نتائج كبيرة.
واجتمع مجلس الأمن القومي البلجيكي، وطرح رئيس الحكومة رؤيته حول هذا الأمر خلال الاجتماع، وحسب وسائل الإعلام في بروكسل أغلق رئيس الوزراء الباب أمام أي محاولة لفتح مفاوضات مع عناصر «داعش» من المقاتلين الذين سافروا من بلجيكا إلى مناطق الصراعات، وذلك بعد أن قال: «لا يمكن التفاوض مع هؤلاء الأشخاص الذين تورطوا في جرائم حرب، وبالتالي لا يمكن أن يحدث ذلك».
وأضاف: «وفقا للقوانين الدولية وبعد التشاور مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي، لا بد من وضع استراتيجية ويجب أن نختار نهجا صارما»، وأوضح أنه يريد «التعامل مع ملف المقاتلين في العراق وسوريا بدراسة كل حالة على حدة، ولكن لن نتفاوض مع الإرهابيين تحت أي ظروف، وخاصة بعد الأحداث الدامية التي عرفتها بلجيكا ودول أخرى، ولهذا لا يمكن أن ننفتح على هؤلاء».
وكانت بلجيكا قد تعرضت لعدة هجمات إرهابية، أبرزها التفجير الذي وقع في مارس (آذار) من العام الماضي، وشمل مطار بروكسل ومحطة للقطارات الداخلية، وأسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وتحدث جدعون في فيديو، خلال مقابلة عبر الهاتف من وراء حاجز، في أحد السجون العراقية، مع صحافي في محطة التلفزة البلجيكية «في آر تي»، ونشرت وسائل الإعلام في بروكسل تفاصيل المقابلة، وقالت إن جدعون موجود الآن في سجنه بالعراق ينتظر تحديد مصيره، ونوهت إلى أنه يواجه عقوبة الإعدام.
فيما قالت صحيفة «ستاندرد» اليومية، على موقعها بالإنترنت، إن طارق جدعون تدرج في تنظيم داعش حتى وصل إلى مكانة مهمة خلال السنوات الماضية، بعد أن لعب دورا كبيرا في تدريب المقاتلين الجدد، ثم لعب دور المخطط والمهندس لعدة هجمات في أوروبا، ما جعل البعض يطلق عليه لقب «خليفة أباعود» نسبة إلى البلجيكي عبد الحميد أباعود، الذي تعتبره وسائل الإعلام في بروكسل وباريس أحد المخططين لتفجيرات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، والذي لقي مصرعه بعد أيام قليلة من الهجوم، أثناء عملية مداهمة أمنية لأحد المساكن في حي سانت دوني بباريس، وفقا لتقارير إعلامية وقتها.
وقد ألقي القبض على جدعون الصيف الماضي، أثناء هجوم على الموصل، واعترف وقتها بأنه يتولى مهمة تدريب الشباب صغار السن بين صفوف «داعش»، وقال إن لديه معلومات يمكن أن يساعد بها بلجيكا، وقال: «أريد مساعدة الأجهزة الأمنية البلجيكية، ولكن ليست لدي الوسيلة لفعل ذلك»، وأضاف أن «رجال الأمن البلجيكيين حصلوا فقط على تصريح بالتحقيق معي على مدى يومين فقط، وكنت أعتقد أن الأمر سيستغرق أسبوعا أو أسبوعين، ولا أعلم إذا كانوا انتهوا من التحقيق معي أم لا». وأشار إلى أن المعلومات التي لديه قد تؤدي إلى أشياء كبيرة، وقال جدعون إنه لن يعترف بأي مسؤولية سوى تهمة واحدة، وهي أمر واقع، أنه عضو في منظمة إرهابية، «أما خلاف ذلك فلا توجد أدلة، وإذا كانت هناك أي هجمات قد وقعت في بلجيكا أو فرنسا، فأنا لست من أعطى الأوامر بذلك، ولم أشارك في قيادة من نفذوا تلك الهجمات»، كما أضاف أنه لم يشارك في العمليات القتالية ضمن صفوف «داعش» وأن كل ما قام به هو تقديم الإسعافات والتمريض في الجبهة.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».