إيزاك هايدن: فلاميني حرمني من تكملة مشواري مع آرسنال

لاعب وسط نيوكاسل الحالي يحكي كيف تدخل زميله ليصيب كاحله ويخرج بعدها من صفوف المدفعجية

هايدن يأمل بأن يكون نيوكاسل بوابته للانضمام إلى منتخب إنجلترا (أ.ب) - هايدن خلال إحدى مشاركاته القليلة مع آرسنال - بينيتيز مدرب نيوكاسل (رويترز) - هايدن في ملعب تدريب آرسنال قبل الرحيل بسبب الإصابة
هايدن يأمل بأن يكون نيوكاسل بوابته للانضمام إلى منتخب إنجلترا (أ.ب) - هايدن خلال إحدى مشاركاته القليلة مع آرسنال - بينيتيز مدرب نيوكاسل (رويترز) - هايدن في ملعب تدريب آرسنال قبل الرحيل بسبب الإصابة
TT

إيزاك هايدن: فلاميني حرمني من تكملة مشواري مع آرسنال

هايدن يأمل بأن يكون نيوكاسل بوابته للانضمام إلى منتخب إنجلترا (أ.ب) - هايدن خلال إحدى مشاركاته القليلة مع آرسنال - بينيتيز مدرب نيوكاسل (رويترز) - هايدن في ملعب تدريب آرسنال قبل الرحيل بسبب الإصابة
هايدن يأمل بأن يكون نيوكاسل بوابته للانضمام إلى منتخب إنجلترا (أ.ب) - هايدن خلال إحدى مشاركاته القليلة مع آرسنال - بينيتيز مدرب نيوكاسل (رويترز) - هايدن في ملعب تدريب آرسنال قبل الرحيل بسبب الإصابة

انتظر لاعب خط الوسط الإنجليزي إيزاك هايدن طويلا من أجل تحقيق حلمه باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وعندما أصبح هذا الحلم على وشك أن يصبح حقيقة انقلبت الأمور رأسا على عقب. كان هايدن في التاسعة عشرة من عمره عندما أخبره المدير الفني لنادي آرسنال الإنجليزي، آرسين فينغر، بأنه سيكون ضمن التشكيلة الأساسية للمدفعجية في المباراة التالية أمام هال سيتي على ملعب الإمارات، وكان ذلك بالتحديد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2014، لكن ما حدث بعد ذلك في التدريبات كان له تأثير كبير على مستقبل اللاعب مع الفريق اللندني.
يقول هايدن: «أتذكر أنني انطلقت بالكرة ومررتها قبل أن أتعرض لتدخل قوي من ماثيو فلاميني. لقد تدخل بقوة على الكاحل، الذي تعرض لالتواء شديد. سمعت صوت هذا الالتواء مرتين في حقيقة الأمر».
لقد كان ما حدث بمثابة كابوس لهايدن، الذي يلعب الآن لنادي نيوكاسل يونايتد، لأن الإصابة حرمته من المشاركة في مباراة آرسنال أمام هال سيتي كما أخبره فينغر - ولعل الشيء المثير للسخرية هو أن فلاميني هو من لعب مكانه في التشكيلة الأساسية في تلك المباراة – وتم استبعاده من الفريق الأول للمدفعجية بقية هذا الموسم. ولم يحصل هايدن على أي فرصة أخرى تحت قيادة فينغر.
لكن هايدن لم يستسلم لذلك وانتقل لنادي هال سيتي على سبيل الإعارة وقدم موسما رائعا مع الفريق في دوري الدرجة الأولى وقاده للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز بعد مباراة فاصلة، قبل أن ينتقل لنادي نيوكاسل يونايتد مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى حوافز مالية بقيمة 250 ألف جنيه إسترليني. وحقق هايدن حلمه باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب الإمارات، لكن هذه المرة لم تكن بقميص آرسنال ولكن بقميص نيوكاسل يونايتد عندما التقى الفريقان الأسبوع الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز وفاز المدفعجية بصعوبة بهدف دون رد.
ويعود هايدن بالذاكرة ويقول: «لم يتعمد فلاميني إيذائي أو إصابتي. لقد كان مجرد سوء حظ، لكنه كان موقفا بين لاعب محترف صغير في السن وآخر مخضرم يود أن يقول: انظر، أنا ما زلت هنا، وهذا مركزي، وإذا كنت تريد الحصول عليه فيتعين عليك أن تقاتل من أجله. كنت سأشعر بسعادة كبيرة للدخول في مثل هذه المنافسة، لكن الأمر أصبح مستحيلا بعد هذه الإصابة».
ويروي هايدن ما حدث بعد إصابته بالتفصيل قائلا إن فينغر طلب منه أن يضع الثلج على مكان الإصابة وطلب منه المجيء إلى فندق الفريق في لندن في وقت لاحق. لم يكن فينغر يريد استبعاده، لكن هايدن لم يكن قادرا على الحركة وظل في منزله في تلك الليلة. وفي صباح اليوم التالي - يوم مباراة الفريق أمام هال سيتي - خضع هايدن لاختبار لمعرفة مدى قدرته على اللحاق بالمباراة. صحيح أن الورم قد خف بعض الشيء، لكن الفريق الطبي شكك في قدرته على اللعب، خاصة أنه كان لا يزال يشعر بالألم.
ولن ينسى هايدن مطلقا هذه الفترة الصعبة. فإذا لم يشارك في تلك المباراة، فهل من الممكن أن يحصل على فرصة أخرى، خاصة في مركز لاعب خط الوسط المدافع الذي يفضل اللعب به؟ لم يشارك هايدن مع آرسنال سوى في مباراتين فقط - وكانتا في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ولعب المباراة الأولى في خط الوسط أمام وست بروميتش ألبيون، في حين لعب الثانية في مركز قلب الدفاع أمام ساوثهامبتون. وفي نهاية المطاف، لم يدفع فينغر بهايدن أمام هال سيتي.
يقول هايدن: «لم يجروا أشعة على الإصابة. واكتفوا بالقول فقط: يمكنك أن تلعب هكذا. وقلت لهم مازلت أشعر بألم وأشعر إن هناك التهاب، لكنهم قالوا إنه يمكن اللعب بمثل هذه الإصابة وتناول الأسبرين وسيكون كل شيء على ما يرام.
ولذلك، خضعت لجلسة تأهيلية، لكنني لم أكن قادرا حتى على تسديد الكرة. كنت أشعر بألم شديد في كل مرة تلمس فيها الكرة قدمي، لذلك أرسلوني لعمل إشاعة بالتصوير بالرنين المغناطيسي».
وأضاف: «أظهرت الإشاعة أن الرباط الأمامي للكاحل قد تحرك بعيدا عن المفصل، وأنه إذا واصلت اللعب فإنه قد يتمزق تماما. وأظهرت الإشاعة أيضا أن هناك شرخا بسيطا في الغضروف، لكن لم يكن هذا يدعو للقلق. قلت في نفسي: (حسنا، أنا أثق بهم في ذلك). وابتعدت عن الفريق لمدة شهرين بسبب الإصابة في رباط الكاحل وعلى أمل أن يكون هذا التشخيص وفترة الراحة سبيل لعودتي في كامل اللياقة».
وعاد هايدن للمشاركة في المباريات في ديسمبر (كانون الأول) ولعب 72 دقيقة مع فريق النادي تحت 23 عاما أمام بولتون واندررز. لكن في هذه الفترة قرر فينغر قطع إعارة فرانسيس كوكولين لنادي تشارلتون أثلتيك بسبب النقص العددي الواضح في مركز خط الوسط المدافع. لم يتمكن كوكولين من حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق، ورأى هايدن أن الفرصة ما زالت متاحة أمامه للعب من جديد. وحاول أن يستعيد عافيته بعد مباراة بولتون واندررز، لكن الإصابة عاودته من جديد.
شعر الطاقم الطبي لنادي آرسنال بالحيرة، لأنهم تأكدوا من أن اللاعب قد تعافى تماما من إصابة الكاحل، وهو ما أكدته أشعة الرنين المغناطيسي. وأوصى الفريق الطبي بأن يخضع هايدن للراحة لمدة أسبوعين، لكن اللاعب ظل يشعر بالألم. ولذا، استعان النادي بخدمات الطبيب المتخصص في إصابات الكاحل، جيمس كالدير، الذين أرسل هايدن لإجراء مسح بالأشعة المقطعية لمعرفة كل شيء يتعلق بهذه الإصابة. وأظهرت الأشعة وجود تمزق كبير في الغضروف يحتاج لعملية جراحية ستجعل اللاعب يغيب عن الملاعب لمدة خمسة أشهر، وهو ما كان يعني أن موسم هايدن مع الفريق قد انتهى بالفعل.
وبنهاية الموسم، كان كوكولين قد نجح في تكوين شراكة قوية مع ساني كازورلا في خط وسط آرسنال، ورأى هايدن أن لاعبين آخرين قد تخطوه في الترتيب في هذا المركز، بما في ذلك آرون رامزي وجاك ويلشير، بالإضافة إلى مايكل أرتيتا وفلاميني. وكان يعني ذلك أن مسيرة هايدن مع آرسنال قد وصلت لنهايتها.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي كان سيحدث لو تم تشخيص الإصابة الصحيحة في وقت مبكر؟ هل كان يمكن لهايدن أن يفرض نفسه على التشكيلة الأساسية للفريق بدلا من كوكولين؟ وهل كان من الممكن أن يصبح هايدن هو لاعب محور الارتكاز الذي يبحث عنه آرسنال منذ فترة طويلة؟
يقول هايدن: «عندما أصيب ماثيو ديبوتشي في الكتف ثم في الكاحل، ثم أصيب كالوم تشامبيرس أيضا، قال فينغر: حسنا، هيكتور بيليرين هو خياري الوحيد. وشارك برلين للمرة الأولى مع الفريق في مباراة قوية أمام بروسيا دورتموند، ثم لعب مباراة سيئة أمام ستوك سيتي، لكنه حصل على الفرصة لأنه لم يكن هناك أي لاعب آخر في هذا المركز. وكان فينغر قد اضطر للدفع بفلاميني في مركز الظهير الأيمن».
ويحكي هايدن كواليس المشاركة الأولى له مع آرسنال أمام وست بروميتش ألبيون في سبتمبر (أيلول) 2013، عندما قرر فينغر الدفع به في المباراة ولكن في خط الوسط وليس كقلب دفاع. كان هايدن يلعب كمدافع في التدريبات، وحتى بعد هذه المباراة والتي أدى فيها بشكل رائع، أعاده فينغر للعب في قلب الدفاع مرة أخرى.
لم يكن هايدن قادرا على معرفة ما يدور في ذهن فينغر، على العكس من المدير الفني الحالي لنادي نيوكاسل يونايتد رفائيل بينيتيز الذي يتسم بالوضوح الشديد. وعندما علم نيوكاسل يونايتد أن هايدن متاح في سوق الانتقالات، شاهد بينيتيز 12 مقطع فيديو للاعب ليلا ثم قرر التعاقد معه.
يقول هايدن عن أول لقاء له ببينيتيز: «كان ذلك في فندق روزوود بلندن، وكان هناك وعاء كبير مملوء بالشوكولاته على الطاولة. وفجأة، ملأ يديه بقطع الشوكولاته ووضعها على الطاولة في تشكيلات مختلفة تشبه تحركات اللاعبين داخل الملعب، وبدأ يطرح بعض الأسئلة: حسنا، إذا جاءت الكرة من هنا، وكان مدافعا الفريق يقفان هنا، فأين سيكون مكانك أنت؟ وكان يقول في بعض الأحيان: ممتاز. لكن في أحيان أخرى كان يقول: لا، هذا غير مناسب. لقد كان الأمر يشبه حصة تدريبية في أول لقاء بيننا. وبعد ذلك، قلت لوكيل أعمالي: أنا لا أهتم بالمقابل المادي الذي سأحصل عليه، كل ما أريده هو أن تتم هذه الصفقة.. كنت أدرك أنني سأتعلم الكثير من هذا الرجل الذي يهتم بكل شيء».
يقول هايدن إن بينيتيز قد كتب أطروحة حول دور لاعب خط الوسط - تحليل شامل لهذا المركز في خمسة بلدان، بما في ذلك إنجلترا وإسبانيا. وأشار هايدن إلى أنه كان يعتقد أن بينيتيز قد درس ذلك في إحدى الجامعات في مدريد.
يقول هايدن: «إنه مهووس بهذا المركز، خاصة أنه قد لعب بنفسه فيه. إنه لا يريد أن يتوقف عن الحديث عن هذا المركز. يمكنني أن ألعب بشكل ممتاز، لكنه لن يقول مطلقا: أحسنت. سوف يخبرني دائما بأنني لم أكن أقف في المكان الصحيح داخل الملعب بفارق ياردتين عن المكان الذي كان يجب علي أن أكون به. هذه هي طريقته دائما، لكنه محفز لكي تخرج كل ما في طاقتك».
وعندما انتقل هايدن إلى نيوكاسل، أقام في نفس المبنى السكني الذي يعيش به بينيتيز. يقول هايدن: «انتقلت إلى مكان آخر الآن. كنت أطلب طعاما من أحد المطاعم القريبة، والذي كان يقدم أطباق دجاج ومعكرونة رائعة، وكنت أحصل عليها بعد التدريب. كان يعود إلى المنزل في نفس الوقت وكان يراني متلبسا وأنا أخرج من سيارتي. وذات مرة، كنت جالسا في السيارة في انتظار أن يأخذ المصعد، لكنه كان ينتظرني. لقد برد الطعام، كان ينتظرني لأنه يريد أن يتحدث معي عن كرة القدم واستمر يشرح ونحن واقفين لمدة نصف ساعة».
وعندما تتعامل مع هايدن عن قرب تشعر بأنه ناضج للغاية رغم أنه ما زال في الثانية والعشرين من عمره، علاوة على أنه دائم الانتقاد لنفسه ولديه طموح كبير. وقد مثل هايدن المنتخب الإنجليزي في جميع المراحل العمرية المختلفة ويسعى لمواصلة ذلك والانضمام للمنتخب الإنجليزي الأول.
يقول هايدن إن كرة القدم في نيوكاسل لها مكانة مقدسة، كما أن الضغوط تتزايد عليه وعلى زملائه في الفريق مباراة بعد الأخرى، مشيرا إلى أنه من نوعية اللاعبين الذين يعشقون التحدي.
وأضاف: «هدفنا في هذا الموسم هو البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. يمتلك النادي إمكانات كبيرة، لكنها لن تستغل أبدا في ظل الملكية الحالية للنادي. لا أعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أن مايك أشلي مالك النادي لا يريد استغلال هذه الإمكانات، لكني أعتقد أنه غير قادر على الإنفاق بالشكل الذي يسمح باستغلالها. انظر إلى ملاك مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، حيث تنفق أموال طائلة في الدوري الإنجليزي الممتاز من جانب الأندية التي ترغب في المنافسة على القمة. أشلي لا يمكنه المنافسة في مثل هذا الدوري بهذا الشكل لا بد من دعم الفريق بنجوم قادرين على أحداث الفارق، لكنه يتبع سياسة متحفظة في الإنفاق دائما ما تنعكس سلبا على مشوار الفريق».
وأعرب بينيتيز أكثر من مرة عن رغبته في تدعيم صفوف فريقه في يناير (كانون الثاني) المقبل خلال فترة الانتقالات الشتوية لمساعدة النادي على البقاء في الدوري الممتاز لكنه غير واثق من توفر الأموال اللازمة لذلك.
ودخل مايك أشلي مالك نيوكاسل في مباحثات من أجل عملية بيع محتملة إلى مجموعة بي.سي.بي كابيتال بارتنرز التي تديرها سيدة الأعمال البريطانية أماندا ستافلي.
ولم يكن بينيتيز مدرب ريال مدريد السابق سعيدا بنشاط نيوكاسل في فترة الانتقالات قبل انطلاق الموسم الجاري ولم يحقق الفريق أي فوز في سبع مباريات متتالية في الدوري ويحتل المركز 16.
وقال بينيتيز: «نراقب اللاعبين لكن في الوقت الحالي لا نعرف المبلغ المالي الذي سيكون متوفرا».
وأضاف: «كل ما يمكننا عمله هو التركيز على كرة القدم والمباريات. لا نعرف ميزانية الانتقالات. نحن نعرف ما نريده لكن هل يكون بوسعنا تحقيقه؟ لا أعرف».
ويقول هايدن: «نعرف أن أشلي يحاول أن يبيع النادي، وسيكون شيئا رائعا بالنسبة لنيوكاسل يونايتد عندما تتم الصفقة، لكن في الوقت الحالي يتعين علينا البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. يمكننا القيام بذلك، خاصة في ظل وجود مدير فني مثل بينيتيز. من الناحية الواقعية، يمكننا المنافسة على المركز الثاني عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز وربما مركزا أفضل من ذلك. يتوقف الأمر على وضع الأمور في نصابها الصحيح، ولو تمكنا من البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أتوقع، فسيكون كل شيء على ما يرام بعد ذلك».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».