مسرحية «فريدم هاوس» من تونس... دعوة صريحة للحرية

عُرضت لأول مرة في الدورة الـ19 لـ«أيام قرطاج المسرحية»

مشهد من مسرحية فريدم هاوس
مشهد من مسرحية فريدم هاوس
TT

مسرحية «فريدم هاوس» من تونس... دعوة صريحة للحرية

مشهد من مسرحية فريدم هاوس
مشهد من مسرحية فريدم هاوس

بملابس عسكرية خضراء اللون، اعتلى الممثلون خشبة المسرح بقاعة الفن الرابع وسط العاصمة التونسية لتتعالى الأصوات عازفة لسيمفونية رافضة للحكم العسكري. هكذا حاولت مسرحية «فريدم هاوس» للمخرج التونسي الشاذلي العرفاوي أن تلخص الواقع السياسي في تونس، من دون أن تشير إليه بأصابع الاتهام.
ففوق الخشبة عرض هذا العمل المسرحي لأول مرة خلال الدورة الحالية لأيام قرطاج المسرحية، وهي تجمع كلاً من المسرحي محمد حسين قريع في دور الجنرال، وشاكرة الرماح ومنى التلمودي في دوري عاشقة الجنرال، وعبد القادر بن سعيد وشكيب الرمضاني الذين أدَّيا دوري بطانة الجنرال التي انقلبت عليه بمرور الوقت وتطور الأحداث لغير صالحه، أمّا الموسيقي منصف بن مسعود فقد تقمص نفس الدور وجسد شخصية موسيقي الجنرال تمثيلاً وعزفاً على آلة الساكسفون.
تروي مسرحية «فريدم هاوس» قصة جنرال عسكري حاول الانقلاب المبكر على النظام السياسي القائم قبل بقية الطامعين في السلطة، غير أن منظومة الحكم كانت قوية فعاقبته عقاباً شديداً، وليس أشد عقاباً من أن تتهم صاحب السلطة بالجنون وتُدخِله مستشفى الأمراض العقلية.
وبالنظر إلى قوة جذب السلطة وسيطرتها على تفكير الجنرال، فقد توهم أنّ محاولة سيطرته على المشهد السياسي نجحت، وأوهم نفسه بوجود جيش وشعب وقوة وعدو متربص بالنظام، ليكتشف في نهاية المسرحية أنّ كل ما فعله كان من نسج الخيال.
«فريدم هاوس» مسرحية دعت إلى التمسك بقيم الحرية وعدم الانسياق وراء أوهام السلطة، ولكنّ عنوانها جلب لها انتقادات كثيرة، على الرغم من الدعوة الصريحة لجعل «البيت حرّاً من كل القيود»، على حد تعبير مخرجها، فإنّ عبارة «فريدم هاوس» تطرح أكثر من تساؤل على مستوى علاقتها بثورات ما يسمّى بـ«الربيع العربي»، وهو ما عبر عنه أكثر من ناقد مسرحي متابع للدورة الـ19 من أيام قرطاج المسرحية.
وعن هذه المسرحية قال مخرجها الشاذلي العرفاوي محاولاً تخفيف هذا الأمر، إنّها «كوميديا سوداء، موضوعها آنيّ يعالج قضايا ومواضيع سياسية واجتماعية وإنسانية، الآن وهنا، لكن في شكل فانتازيا»، وهي بعيدة عن الواقع في الظاهر ولكنّها ملتصقة به بشكل كبير.
يذكر أنّ 11 عملاً مسرحياً تتنافس خلال الدورة الجديدة من أيام قرطاج المسرحية التي يسدل عليها الستار يوم غد (السبت)، على جوائز «العمل المتكامل» وجائزة «الإخراج» وجائزة «النص»، وجائزة «أحسن أداء مسرحي نسائي»، وجائزة «أحسن أداء مسرحي رجالي».
تشهد الدورة مشاركة 105 أعمال مسرحية، وتسهم تونس بـ56 مسرحية، وهو ما يفوق نصف الأعمال المسرحية المشاركة، فيما يتوزع الباقي بين 14 مسرحية عربية وخمس مسرحيات أفريقية، ونحو 8 مسرحيات من جنسيات مختلفة.
تدخل تونس المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية بعملين مسرحيين مهمّين هما مسرحية «فريدم هاوس»، للمخرج الشاذلي العرفاوي، ومسرحية «الأرامل» وهي من كتابة وإخراج وفاء الطبوبي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.