مركز «غيتي للفنون» يفلت من حرائق غابات كاليفورنيا

الولاية الأميركية تلتقط أنفاسها وتأمل بتراجع قوة الرياح

رجل إطفاء يغادر منطقة الحرائق قبل عودة الرياح مع ضوء النهار في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
رجل إطفاء يغادر منطقة الحرائق قبل عودة الرياح مع ضوء النهار في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

مركز «غيتي للفنون» يفلت من حرائق غابات كاليفورنيا

رجل إطفاء يغادر منطقة الحرائق قبل عودة الرياح مع ضوء النهار في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
رجل إطفاء يغادر منطقة الحرائق قبل عودة الرياح مع ضوء النهار في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

قال مركز «غيتي» في كاليفورنيا، وهو واحد من أغنى المؤسسات الفنية في العالم، إنه أفلت من حرائق الغابات التي تجتاح لوس أنجليس، بفضل خطة لمواجهة الكوارث تحمي المركز أيضاً في حال وقوع زلزال. ووصل الدخان المتصاعد من حرائق الغابات، التي أجبرت أكثر من200 ألف شخص على الفرار من منازلهم، إلى موقع المركز هذا الأسبوع. و«غيتي» من بين أكثر المتاحف استقبالاً للزوار في الولايات المتحدة وأعيد افتتاحه الجمعة بعد إغلاقه لمدة يومين.
وساعد تصميم المتحف وخطة وضعتها شركات التأمين لحماية المقتنيات النفيسة في الحفاظ على أعمال فنية مهمة بينها لوحة «الربيع» لإدوار مانيه التي دفع المركز 65 مليون دولار عام 2014 مقابل اقتنائها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويكافح أكثر من 5700 رجل إطفاء ستة حرائق كبيرة تذكيها الرياح، وعدداً آخر من الحرائق الصغيرة المندلعة منذ يوم الاثنين. واضطر 200 ألف شخص إلى ترك منازلهم.
إلى ذلك تراجعت قوة الرياح التي تسببت بتوسع رقعة الحرائق في جنوب كاليفورنيا مما أعطى السكان وعمال الإطفاء أملاً بتنفُّس الصعداء مع بدء ظهور حجم الخسائر والأضرار وفداحتها.
لكن هيئة الأرصاد الوطنية تتوقع أن تزداد سرعة الرياح إلى 88 كيلومتراً في الساعة، أمس (الأحد)، مقارنةً بسرعة بلغت أكثر من 64 كيلومتراً في الساعة، أول من أمس (السبت)، حسب «رويترز».
وبعدما حاصرتهم النيران على مدى خمسة أيام، تمكن أخيراً بعض سكان كاليفورنيا من العودة إلى منازلهم لتفقد الأضرار التي تسببت بها حرائق الغابات وقضت على أكثر من 850 مبنى، بينها قصور بملايين الدولارات.
ورغم ضخامة الحرائق التي اجتاحت مناطق ممتدة بين شمال لوس أنجليس وسان دييغو، فإن الخسائر البشرية اقتصرت على ضحية واحدة.
وقال الكابتن جون هيغي من جهاز حماية الغابات والوقاية من الحرائق في كاليفورنيا: «لا يزال هناك أطنان من الأماكن الخطرة».
وأطلق الجهاز الوطني للأرصاد الجوية تحذيراً بدءاً من الساعة الثامنة مساء (4:00 ت.غ) للتنبيه إلى أن الظروف المناخية ستسرع من انتشار الحرائق. وتوقع الجهاز تسجيل أقصى سرعة للرياح في جبال مقاطعة سان دييغو وسفوحها.
وعلى الرغم من تراجع قوة الرياح حذر خبراء الأحوال الجوية من أن تصاعد الدخان والرماد سيستمر، ما يستدعي استمرار التحذير من رداءة نوعية الهواء في كثير من المقاطعات.
وفي بلدة أوجيه الجبلية تجاوز مؤشر نوعية الهواء معدل 500، وهي أعلى درجات الخطورة فيما بقيت ألسنة الدخان المتصاعدة جراء حريق «توماس» محاصرة بين الجبال.
ومنذ اندلاع الحرائق في مقاطعة فنتورا، ليل الاثنين، أتى الحريق على نحو 60 ألف هكتار ودمر أكثر من 500 مبنى، فيما أعلن، أول من أمس (السبت)، متحدث باسم أجهزة مكافحة الحرائق تحقيق تقدم في عمليات الاحتواء بعد تنفيذ عمليات إطفاء حثيثة ليل الجمعة. وقال حاكم كاليفورنيا جيري براون إن كثيرًا من العلماء يعتقدون أن ازدياد مواسم الحرائق الضخمة يندرج ضمن تداعيات التغير المناخي.
وقال الحاكم: «إنه الوضع العادي الجديد. نحن نواجه واقعاً جديداً في هذه الولاية، حيث تهدد الحرائق حياة الناس وممتلكاتهم وأحياءهم». وفي مقاربة تناقض موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب المشكك في التغير المناخي قال براون: «نعلم إنه بسبب التغير المناخي ستؤدي (الحرائق) إلى تفاقم باقي الأمور، وعلينا على المدى الطويل التفكير في كيفية التأقلم مع تغييرات الطبيعة».
وأضاف: «لا يمكننا أن نطلب من الطبيعة التأقلم مع حاجاتنا». وقدر مسؤولون في فنتورا تكلفة جهود إخماد الحرائق بنحو 17 مليون دولار. وتم احتواء حريق «سكيربل» قرب مقاطعة بيل إير بنسبة 75 في المائة بعدما حاصرت ألسنة النيران التلال، وأتت على أكثر من 150 هكتاراً.
وتمكنت فرق الإطفاء من احتواء 85 في المائة من حريق «كريك» وهو الأكبر، الذي يهدد منطقة لوس أنجليس، حيث أتى على أكثر من خمسة آلاف هكتار، فيما حريق «راي» الذي أتى على أكثر من 2500 هكتار تم احتواؤه بنسبة 80 في المائة.
وقال جهاز الإطفاء في مارييتا إنه اعتباراً من ليل السبت تم احتواء حريق «ليبرتي» بنسبة 100 في المائة أي أنه «تم تطويق الحريق بما يحول دون تمدده».
وقالت وكالة مكافحة الحرائق في ولاية كاليفورنيا إن «أحوالاً مناخية ملائمة أسهمت في تحقيق تقدم ملحوظ»، إلا أنها نبهت «السكان إلى ضرورة البقاء يقظين لأن الأوضاع قد تتغير بسرعة».
وقرب سان دييغو، حيث أتى حريق «ليلاك» على أكثر من 1500 هكتار، وتم احتواء الحريق بنسبة 50 في المائة، أصدرت السلطات تحذيراً مماثلاً أعلنت فيه أنها تتوقع تحقيق تقدم، إنما دعت السكان للبقاء يقظين. وفي بونسال حيث بدأ الحريق، نفقت عشرات الخيول في إسطبلاتها في سان لوي راي. وفي فولبروك، شمال مقاطعة سان دييغو، أتى الحريق على منازل، واجتاح مساحات حرجية، وسقطت الأشجار أرضاً.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
الولايات المتحدة​ امرأة وزوجها وسط أنقاض منزلهما الذي أتى عليه الحريق في كاماريللو (أ.ب)

حرائق كالفورنيا «تلتهم» أكثر من 130 منزلاً

أكد عناصر الإطفاء الذين يعملون على إخماد حريق دمّر 130 منزلا على الأقل في كالفورنيا أنهم حققوا تقدما في هذا الصدد الجمعة بفضل تحسن أحوال الطقس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يوجه خرطوم مياه نحو النار في منزل دمّره حريق «ماونتن فاير» قرب لوس أنجليس (أ.ف.ب)

السيطرة على حرائق غابات مدمّرة قرب لوس انجليس

بدأ رجال الإطفاء السيطرة على حريق غابات استعر قرب مدينة لوس انجليس الأميركية وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 132 مبنى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي زراعة 3 آلاف غرسة في غرب حمص أواخر العام الماضي قام بها طلبة متطوعون (مواقع)

موجة حرائق تلتهم مساحات واسعة من قلب سوريا الأخضر

صور الحرائق في سوريا هذه الأيام لا علاقة لها بقصف حربي من أي نوع تشهده البلاد وجوارها، بعيدة عن الاهتمام الإعلامي وقريبة من ساحات الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رجال الإطفاء يخمدون حريقاً  ألحق أضراراً بالعديد من المباني في أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

كاليفورنيا: المئات يخلون منازلهم بسبب حريق غابات

أعلن مسؤول في إدارة الإطفاء الأميركية إنه تم إصدار أوامر للمئات من سكان شمال ولاية كاليفورنيا بإخلاء منازلهم في أحد أحياء مدينة أوكلاند بسبب حريق ينتشر سريعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.