أكثر ما يلفت النظر في قصص النجاح التي شهدها القرن الماضي، توسع بيوت الأزياء من نطاق صغير أو عائلي إلى بيوت أزياء عالمية تقدر بمليارات الدولارات، مثل أرماني وشانيل وديور وجيفنتشي، ورالف لورين وميسوني وغيرها. العنصر الوحيد الذي سعوا إليه ولا يزالون يتمسكون به في وجه العولمة محاولات التوفيق بين إرثهم وحرفيتهم فضلا عن الحفاظ على حبل العائلة قويا، بتسليمهم المشعل إلى جيل جديد سيرث المهنة من بعدهم، وبالتالي لا بد من تحضيرهم حتى يكونوا أهلا لها. من هؤلاء نذكر جورجيو آرماني 77 عاما، ورالف لورين 71 وميسوني وسلفاتوري فيراغامو وفرساتشي وغيرهم ممن أدخلوا الأبناء والبنات والإخوة والأخوات إلى حضن العائلة. وسواء تمكنوا من ملأ فراغ المؤسسين أم لا، إلا أنهم سيلعبون دون شك دورا كبيرا في هذه الشركات خلال السنوات القادمة، لأنهم يمثلون، بصورة غير رسمية، خيط الاستمرار بين الماضي والمستقبل.
هذا الأمر ليس بالظاهرة الجديدة، ففي عام 1992 بعد وفاة إيميليو بوتشي، تولت ابنته لودوميا أعمال دار الأزياء التي أسسها، ورغم بيع الدار إلى مجموعة «إل في إم إتش» بعد ثماني سنوات، استمرت في موقعها كنائب لرئيس مجلس إدارة والمتحدث باسم المدير.
وكذلك الحال مع إرمينغيلدو زيغنا الذي أسس شركته لأزياء الرجال الشهيرة عام 1910، واليوم يدير الدار حفيده غيلدو. فيما تتولى فيرونيكا إيترو تصميم أزياء النساء في إيترو، الشركة التي أسسها والداها عام 1968، وتلعب بنات كارولينا هيريرا، كارولينا جونيور وباتريشيا، أدوارا استشارية في شركة والدتهما الشهيرة، بينما تشغل إليزا بولين، الابنة بالتبني لأوسكار دي لا رنتا، مهمة رئيس للتراخيص في شركة «أو دي إل آر» وزوجها أليكس مهمة رئيس تنفيذي. كما استحوذ فرنسوا هنري بينول على أرتميس، بعد تقاعد والده فرنسوا عام 2003.
الآن، حتى الأطفال الذي أعلنوا في السابق عدم رغبتهم في السير في نفس طريق آبائهم غيروا رأيهم، وأصبحت لهم أدوار مهمة، بعضهم بدأ تأثيره يظهر منذ الآن، وبعضهم سيلعب دورا حقيقيا في اتخاذ القرارات في السنوات القادمة، حتى وإن كانوا سيديرون الأمور من وراء الستار.
* روبرتا آرماني
الوظيفة: المدير العالمي للعلاقات العامة والترفيه
روبرتا هي ابنة أخ المصمم، سيرجيو. وعلى الرغم من عملها في شركة عمها لأكثر من 20 عاما، إلا أنها لم تتحول إلى شخصية عامة إلا قبل ست سنوات تقريبا. وقد لعبت منذ ذلك الحين، دورا ملحوظا في الشركة، سواء أكان بالظهور مع المشاهير في الصف الأول في كل عروض الموضة، والسفر مع عمها أو استلام جائزة نيابة عنه. وكانت مسؤولة عن جانب كبير من الثورة الأخير التي شهدتها الشركة، حيث كانت مسؤولة عن فستان ظهرت به لايدي غاغا في حفل توزيع جوائز غرامي، كان أشبه بفستان فضائي بمذنب ماسي يدور حول جسم المغنية، إضافة إلى أزياء خاصة بجولتها عام 2011، ما أسهم في منح الدار صورة عصرية أكثر. تبدو روبرتا أكثر هدوءا ونشاطا من عمها، ويتوقع أن تكون مسؤولة عن إدارة الشركة في القرن الحادي والعشرين دون التخلي عن علاقاتها الوثيقة مع هوليوود. فقد كانت روبرتا، هي من ساعدت في ترتيب حفل زفاف توم كروز وكاتي هولمز في عام 2006.
* سيلفانا آرماني
الوظيفة: المدير الفني لشركة «إمبوريو آرماني» وعضو مجلس إدارة، جورجيو آرماني
عملت شقيقة روبرتا الكبرى في التصميم لسنوات، لكن خلف الأضواء، حيث تدربت على يد عمها، ما يجعلها الفرد الوحيد في العائلة التي تعمل حاليا في الجانب الإبداعي.
كانت سيلفانا المدير الفني للأزياء النسائية وخط إمبوريو آرماني الشبابي والمربح منذ انطلاقه عام 2001. نجاحها شجع على تسليمها مهمة كل ماركات «آرماني» بما في ذلك خط «بريفي» للهوت كوتير وخط الأزياء الجاهزة، وليس ببعيد أن تكون خليفة أرماني في مجال التصميم، على الرغم من أنه لم يبد أي إشارة حتى الآن على تسمية خليفة رسمي له.
* أنطوان آرنو
الوظيفة: الرئيس التنفيذي لشركة «برلوتي» وعضو المجلس التنفيذي لمجموعة «إل في إم إتش»
الابن الثاني لبرنارد آرنو من زوجته الأولى آن ديوافرين. درس في كلية إنسيد لإدارة الأعمال في فرنسا وأسس موقع «دوماينو دوت كوم»، شركة لتسجيل المواقع، قبل الانضمام إلى لويس فيتون عام 2002. قضى ثماني سنوات في الشركة، قبل أن يدخل إمبراطورية «إل في إم إتش» كرئيس للاتصالات والعلاقات، حيث كان مسؤولا عن حملة تسويق «القيم الأساسية»، التي لقيت ثناء كبيرا لتأكيدها على خط «لوي فويتون» الكلاسيكي الذي جذب شخصيات شهيرة مثل ميخائيل غورباتشوف وبونو وكاثرين دونوف للترويج للماركة.
برنارد آرنو، المعروف بنقل المديرين التنفيذيين من شركة إلى أخرى، نقل أنطونيو لشركة «برلوتي» للأحذية الفاخرة رئيسا تنفيذيا كخطوة مهمة، إذ يقال إنها من الماركات المفضلة لبرنار، ويعدها «الجوهرة الخفية» داخل الشركة. وإذا ما نجح أنطونيو في مهمته، فلا شك أنه سيصبح شخصية محورية في المجموعة خاصة وأنه واحد من القلائل داخل الشركة الذي يجيد استخدام شبكات الإنترنت، ذلك العالم الذي يدرك والده أن أداة المستقبل.
* ديلفين آرنو
الوظيفة: نائب المدير العام، في «ديور كوتير»، وعضو اللجنة التنفيذية، وعضو مجلس إدارة «إميليو بوتشي» و«لوي فويتون»
تعد أكثر أكبر أبناء برنار آرنو جدية في تعاملها مع الموضة. عملت مستشارة في شركة «ماكينزي» قبل الانضمام إلى شركة والدها عام 2000، حيث عملت مع جون غاليانو، الذي صمم فستان زفافها على رجل الأعمال الإيطالي أليساندرو فالارينو غانتشيا عام 2005. وعلى الرغم من تراجعها في المحافل العامة خلف أخيها الأصغر أنطونيو، فإن دلفين تلعب دورا مهما في «ديور»، الماركة الأقرب إلى قلب والدها، والتي كانت أول شركة يشتريها، لتشكل محور إمبراطورية «إل في إم إتش». كانت أيضا عنصرا أساسيا في الكثير من القرارات المهمة بشأن انتقاء المصممين لكل دار تملكها المجموعة، حيث ساعدت على سبيل المثال في استقطاب ستيوارت فيفر إلى دار «لويفي» وبيتر دانداس إلى إيميليو بوتشي ونيكولا غيسكيير لدار «لوي فويتون» وراف سيمونز إلى «ديور».
* كريستينا بلانيك
الوظيفة: نائب المدير الإداري في «مانولو بلانيك»
كانت كريستينا ابنة أخ لمانولو، واحدة من المسؤولين عن التوسع العالمي الأخير الذي شهدته شركة عمها. درست الهندسة المعمارية، حيث كانت لها تجربة خاصة مع «داتا نيتشر أسوشيتس» هي وزوجها السابق نيك ليث سميث، وساعدت في تصميم متاجر «مانولو بلانيك»، لكنها انضمت إلى شركة العائلة منذ أكثر من عامين، وبعدها مباشرة تولت منصب المدير الإداري الذي كانت تشغله والدتها، إيفانجلينا. وعلى الرغم من أنها ليست مصممة أحذية، فإنها اضطلعت بالإشراف على إبداع أنماط عمها في إيطاليا، وكانت مسؤولة عن التعاون بشأن أحذية الجري التي ظهرت في عروض كل من أنطونيو بيراردي وريتشارد نيكول ولويس غولدن. وكانت أيضا القوة المحركة لصناعة مجموعة لمحلات «ليبرتي».
* كارولينا كاستيليوني
الوظيفة: مديرة المشروعات الخاصة لشركة «مارني دوت كوم»
لم تكن كارولينا على اتصال بوسائل الإعلام في شركة «مارني»، دار الأزياء الإيطالية التي أسسها والداها كونسويلا وجياني عام 1994 حين كانت تدير جانب صناعة الفراء التي شكلت أساسا للماركة العالمية، ولم تظهر سوى أخيرا على الساحة العالمية للمرة الأولى، من خلال ترؤسها تطوير استراتيجية الإنترنت، بعد ست سنوات من انطلاق المتجر الإلكتروني للماركة، والذي يعد الآن أكبر متجر للتجزئة للشركة في العالم. ونتيجة لذلك تنامت مسؤوليات كارولينا ونالت لقب سفيرة للشركة. وشاركت أيضا في تصميم خط جواهر «مارني» الناجح. ويمكن القول إنها لعبت دورا مهما ومؤثرا في تنامي الشركة بين الماركات العالمية، مستخدمة التكنولوجيا، واستراتيجيات توسع جديدة لأسواق بعيدة.
* جيمس فيراغامو
الوظيفة: مدير جانب الإكسسوارات الجلدية في شركة «سالفاتوري فيراغامو»
أحد ابني فيروتشيو فيراغامو رئيس «مجموعة فيراغامو» التوأم. ويعد جيمس حاليا الجيل الثالث المشارك في عملية التصميم في دار أزياء جده، «سالفاتوري». جيمس أحد القوى المحركة وراء انتشار إكسسوارات النساء، لا سيما وأنه لم ينس إرث الدار وعاد إليه في مناسبات كثيرة بإصدار مجموعات كلاسيكية مستوحاة من تلك التي كانت تفضلها أودري هيبورن وغريتا غاربو وعدد من نجوم السينما القدامى عندما كن يتعاملن مع الجد. وبهذا عزز أيضا قوة الدار من خلال بريق هوليوود ونجمات عشقن تصاميم الدار. يعرف جيمس بمظهره الوسيم وثقافته، حيث تلقى تعليمه في إنجلترا وتخرج في كلية ستيرن لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك، وانضم إلى شركة العائلة عام 1998. ومع سعي كبريات المجلات للحصول على قصته، تحولت شهرته إلى جزء من دوره منذ ذلك الحين. وعادة ما يجلس وسط المشاهير في عروض الموضة ويجري استخدامه كواجهة للماركة العالمية.
* ديفيد لورين
الوظيفة: النائب الأول لمدير التسويق والإعلان والاتصالات في شركة «بولو رالف لورين»
هو الابن الثاني من بين ثلاثة لرالف لورين، وأكثر من يشبهه من الناحية البدنية. حاول عدم الانضمام إلى شركة العائلة، وأسس مجلة «سوينغ»، عندما كان في جامعة ديوك في الولايات المتحدة، لكن القدر كان له بالمرصاد، وانضم لماركة «بولو» عام 2000. أنيطت به مسؤولية حمل الدار إلى المرحلة التالية بوضع شاشات لمس على واجهات متاجر الشركة في بريطانيا خلال بطولة ويمبلدون، من خلال فيلم ثلاثي الأبعاد جرى عرضه فيما بعد في متاجر نيويورك ولندن مصحوبا بنفحات العطر. ولا يتوقع أن يحصل ديفيد على منصب قيادة الشركة، لأنه لا يملك خلفية في التصميم وربما لا يرغب في ذلك، لكنه جزء لا يتجزأ من عملية حمل الشركة إلى القرن الحادي والعشرين.
* مارغريثا ماكاباني ميسوني
الوظيفة: مصممة إكسسوارات، بشركة «ميسوني»
مارغريثا من الجيل الثالث الذي يشارك في عمل العائلة، التي بدأها جداها أوتافيو وروزيتا. حاولت، كما هو الحال بالنسبة لوالدتها أنجيلا من قبلها، أن تمتهن وظيفة أخرى لا علاقة لها بالعائلة، حيث درست التمثيل في كلية لي ستراسبيرغ في نيويورك، إلا أنها انضمت أخيرا إلى الشركة «كسفيرة» - فهي الوجه الممثل لها وتظهر في كل المناسبات والمحافل بأزياء «ميسوني». شكلها الأنيق وجمالها فضلا عن صداقاتها مع فتيات المجتمع والممثلات يجعلها أفضل إعلان لمنتجات العائلة.