غليان فلسطيني عشية «جمعة الغضب»

السلطة تتروّى بانتظار مشاورات... ورفض دولي واسع لقرار ترمب بشأن القدس... وقصف إسرائيلي على غزة

جنود إسرائيليون يعتقلون متظاهراً في الخليل أمس (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يعتقلون متظاهراً في الخليل أمس (إ.ب.أ)
TT

غليان فلسطيني عشية «جمعة الغضب»

جنود إسرائيليون يعتقلون متظاهراً في الخليل أمس (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يعتقلون متظاهراً في الخليل أمس (إ.ب.أ)

سادت حالة من الغليان في الأراضي الفلسطينية أمس غداة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. فقد نزل الفلسطينيون إلى الشوارع في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، تعبيراً عن سخطهم وغضبهم من القرار، واشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين.
وأبدت المملكة العربية السعودية أسفها الشديد جراء إعلان الرئيس الأميركي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، مؤكدة أنها سبق أن حذرت من العواقب «الخطيرة» لمثل هذه الخطوة «غير المبررة وغير المسؤولة». ودعت إلى مراجعة القرار، الذي عدّته «انحيازاً كبيراً ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس».
وتفجّرت المواجهات في الضفة والقطاع مع إعلان إضراب شامل شلّ الحياة في الأراضي الفلسطينية، عشية الدعوات لـ «جمعة غضب». وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وتوقفت المؤسسات الحكومية والخاصة عن العمل، بما في ذلك المدارس والجامعات. وصعّدت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ودعتا إلى انتفاضة جديدة. طالب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بعقد «قمة عربية طارئة»، ومقاطعة الإدارة الأميركية. وتعهد هنية بأن ردود الفعل ستجعل ترمب يندم على قراره. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مساء أمس هدفين في وسط قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخين من القطاع.
وبدأت القيادة الفلسطينية تدرس خياراتها بترو في انتظار استكمال المشاورات العربية والدولية. ويدرس الفلسطينيون عدة أفكار، منها قطع العلاقات مع واشنطن، ورفض أي دور لها في العملية السلمية، وتقديم شكوى ضد ترمب في مجلس الأمن، واستئناف الانضمام إلى المؤسسات الدولية، وتصعيد على الأرض يشمل احتجاجات في القدس، وتقارب أكبر مع «حماس». وفي إطار تنسيق الرد، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان أمس، وبحث معه آخر التطورات. وقال العاهل الأردني للرئيس الفلسطيني إن قرار ترمب يشكل خرقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وستكون له عواقب وخيمة. وشدد الزعيمان على ضرورة تنسيق الموقف العربي، والتواصل مع المجتمع الدولي بخصوص التداعيات الخطيرة للقرار.
ومع اتّساع الرفض الدولي للقرار الأميركي، أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس اتصالا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأبديا قلقهما الشديد إزاء القرار الأميركي الأخير، حسبما أفاد الكرملين. وذكرت أنقرة أن إردوغان سيجري اتصالات مع قادة الدول الإسلامية بعد الدعوة التي وجهها لعقد قمة لمنظمة «التعاون الإسلامي» في إسطنبول الأربعاء المقبل. ويعتزم إردوغان الاتصال أيضاً مع بابا الفاتيكان «لما تتمتع به القدس من قداسة لدى المسيحيين»، حسبما أفادت أنقرة.
...المزيد



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.