تطبيقات هاتفية وأدوات رصد وأفرشة ذكية للتمتع بنوم هانئ

توظيف التكنولوجيا للحصول على راحة أكبر ليلاً

فراش «إيت سليب» وغطاؤه لمراقبة النوم  -  ساعة «فيت بيت» للمراقبة  -  تطبيق للاسترخاء الموسيقي
فراش «إيت سليب» وغطاؤه لمراقبة النوم - ساعة «فيت بيت» للمراقبة - تطبيق للاسترخاء الموسيقي
TT

تطبيقات هاتفية وأدوات رصد وأفرشة ذكية للتمتع بنوم هانئ

فراش «إيت سليب» وغطاؤه لمراقبة النوم  -  ساعة «فيت بيت» للمراقبة  -  تطبيق للاسترخاء الموسيقي
فراش «إيت سليب» وغطاؤه لمراقبة النوم - ساعة «فيت بيت» للمراقبة - تطبيق للاسترخاء الموسيقي

يسمع كثير من الناس بما يسمى «إيقاع الساعة البيولوجية» و«دورة النوم»، والجميع يعرف ما هو نوم حركة العين السريعة، وأنه من غير المحبب أن يستيقظ الشخص من نوم عميق؛ لكن كل ما سبق هي مصطلحات أكاديمية، فالناس لا يستطيعون مراقبة أنفسهم وهم نيام! الجميع مضطر لضبط ساعة المنبه صباحاً، كما أن توقيت الاستيقاظ لا علاقة له أبداً بدرجة عمق نومهم.
- تقنيات طبية
تساعد التكنولوجيا اليوم الناس على فهم حياتهم اللاواعية أكثر والتعرف إليها. وبفضل التطبيقات المتطورة، والساعات الذكية، وحتى الأفرشة، بات بإمكان الإنسان أن يضبط الطريقة التي يعمل بها جسده خلال الليل.
تتضمن العلوم الطبية فرعاً متخصصاً يعرف بـ«تخطيط النوم» مهمته المساعدة في تشخيص اضطرابات النوم. إلا أن من الصعب أن نحدد ما إذا كان يمكن لتطبيق إلكتروني مجاني أن يحل محل نصائح المتخصصين. وقد كتب باحثون من جامعة «واشنطن» في تقرير أعدوه تحت عنوان «تقنيات المستهلك للنوم: قراءة للمشهد» يقولون: «تتمتع هذه التقنيات بالقدرة على تحسين، وإضعاف، صحة النوم الفردي والجماعي، اعتماداً على طريقة تطبيقها»؛ بمعنى آخر، فإن الحكم بشأنها لا يزال غير مكتمل.
ولكن كثيرين ما زالوا يعتقدون أن اختيار التكنولوجيا الصحيحة من شأنه أن يؤثر إيجاباً على أنماط نومهم؛ خاصة في حال استخدمت بطريقة مدروسة ومنهجية.
فيما يلي بعض التقنيات التي يمكنها أن تساعد الناس في الحصول على نوم أفضل، عرضتها «يو إس إيه توداي»، ومن بينها التطبيقات الإلكترونية وأجهزة المراقبة، والأفرشة الذكية.
- تطبيقات النوم
تعتبر تطبيقات النوم الأكثر انتشاراً في هذا المجال؛ لأنه يمكن تحميلها على الهواتف الذكية، أي لا حاجة لأجهزة إضافية. وتستخدم هذه التطبيقات «جهاز استشعار السرعة» الموجود في هاتف المستخدم، لمعرفة ما يقوم به جسمه. يكفي أن يضع هاتفه بجانب السرير، لكي يضبط التطبيق الحركة خلال الليل، ويتكهن «علمياً» بمرحلة النوم التي يمرّ بها الجسم.
كيف يعمل هذا الجهاز؟ يشكل جهاز استشعار التسارع (التعجيل) accelerometer جزءاً من الهاتف، ويعمل على ضبط اتجاهه. هل تساءل الناس يوماً عن كيفية معرفة الهاتف أي جهة هي الأعلى؟ أو كيف تشير البوصلة الرقمية إلى الغرب؟ كل هذه الوظائف يؤديها جهاز استشعار التسارع؛ حتى أنه يمكنه أن يحدد ما إذا كان جسم الإنسان في وضع الحركة. ويجمع التطبيق البيانات بالاعتماد على حركات الإنسان، ويقدم له تقريراً في نهاية كل دورة.
لعلّ أكثر الميزات فائدة في هذه التطبيقات هي ساعة المنبه. يكفي أن يضبط المستخدم التوقيت الذي يريد أن يستيقظ فيه، وسيحدد التطبيق ما إذا كان قد دخل في مرحلة النوم «الخفيف». وعلى عكس المنبهات القديمة، تعمل الحديثة منها على إيقاظ الشخص بلطف وهدوء، وتسحبه دون جهد من أحلامه.
الخيار الأكثر شيوعاً هو «سليب سايكل ألارم كلوك Sleep Cycle Alarm Clock» (منبه دورة النوم)، بفضل حساسيته ودقته في ضبط الحركة، وتنبيهاته الخفيفة، وتقاريره السهلة القراءة.
يمكن أيضاً الحديث عن تطبيق آخر هو «سليب تايم آب Sleep Time app» (تطبيق وقت النوم)، الذي يستخدم ساعة منبه مشابهة تعتمد على مبدأ الدورة. كما أنه يتميز بكتالوغ لعدد كثير من الأصوات، ويستطيع أن يقلد أصوات الطبيعة، كالشاطئ أو الغابة المطرية، ما يساعد الشخص على النوم والاستيقاظ. يمكن تحميل هذا التطبيق من متاجر «آبل» و«غوغل».
تقدم الأصوات المذكورة أعلاه مساعدة كبيرة للأشخاص الذين يعانون من الأرق. يعيش بعض الناس في مبانٍ أو أحياء كثيرة الضجيج، ويحتاجون إلى بديل سمعي ليحل محل طرق الأبواب والأبواق المزعجة. يقدم تطبيق «ريلاكس ميلوديز Relax Melodies app» مجموعة متنوعة من الأصوات الرقيقة، كالموسيقى والضوضاء الخافتة، وموسيقى جلسات التأمل. وتم تصميم جميع هذه الأصوات المميزة بهدف إحاطة المستمع بمزاج مسترخ وتحفيزه على النوم.
- ساعات الرشاقة
يستخدم كثيرون ساعات ذكية خاصة لمراقبة صحتهم ورشاقتهم؛ إلا أن هذه الساعات ليست مخصصة للرياضيين فقط؛ لأن ملايين الأشخاص يستخدمون هذه الساعات الذكية لتساعدهم في احتساب خطواتهم، ومراقبة معدل ضربات قلبهم، وتحسين أنماط نومهم، حتى أن أرخص الموديلات من هذه الساعات مثل «ليتسكوم أكتيفيتي تراكر Letscom Activity Tracker» و«ويسوو ك1 فيتنس ووتش Wesoo K1 Fitness Watch» تتضمن في تصميمها أجهزة لمراقبة النوم.
تقدم ساعات الرشاقة كثيرا من الفوائد، إذ يشعر المستهلك أن ارتداء ساعة المعصم أمر طبيعي جداً، وبالتالي لا داعي لأن يتشارك سريره مع هاتف ذكي. وفي حال كان يستخدم هذه الساعة في تعقب حركته ورشاقته، فيمكنه ببساطة أن يضيف تقرير نومه إلى حساب خطواته، ومعدل حرق السعرات الحرارية عليها.
يعرض في السوق كثير من ساعات الرشاقة؛ لكن علامتين تجاريتين تتميزان بأسهل طريقة استخدام، هما: «فيت بيت Fitbit» التي يمكن معرفة وظيفتها من اسمها بفضل تصميمها المتطور. تماماً كتطبيق الهاتف أو جهاز مراقبة نوم عالي الجودة، تعمل «فيت بيت» على ضبط حركات الشخص خلال نومه.
تستطيع «فيت بيت»، مثل تطبيق «سليب سايكل»، أن تحدد دورات النوم الخاصة بمستخدمها، حين يجمع الأخير البيانات الكافية، تزوده «فيت بيت» بلمحة عن حالته، عبر مقارنة أنماط نومه بأشخاص آخرين من السن ذاته والجنس.
المفاجئ أن «آبل واتش» لا تتضمن في تصميمها جهاز تعقب للنوم؛ لكن تتيح لصاحبها تحميل التطبيق الذي يريده لهذه الغاية من «آي تيونز ستور».

أجهزة مراقبة النوم
يمكن العثور على هذه الأجهزة في كل مكان، وتأتي بمجموعة متنوعة من التصميمات: بعضها يأتي على شكل لوحة تثبت أسفل السرير، بينما تأتي أخرى على شكل أساور، أو تماثيل، أو حتى كرات مضيئة. وعلى عكس الهاتف الذكي، صممت هذه الأجهزة خصيصاً لمراقبة أنماط النوم، وبهدوء تام.
تستخدم هذه الأجهزة تقنية «أكتيغرافي» لتوثيق حركات الشخص خلال الليل. على سبيل المثال، يأتي جهاز «بيديت» لمراقبة النوم «Beddit Sleep Monitor» على شكل حزام طويل أبيض اللون، يثبته المستخدم بملاءات السرير؛ بالكاد يشعر بوجوده، فقط عندما يتحرك أو يتقلب خلال النوم. تتمتع بعض أجهزة المراقبة أيضاً بميزات تسجيل معدل نبضات القلب، وما إذا كان المستهلك يشخر خلال نومه.
- أسرة ذكية
قد تبدو فكرة السرير الذكي وكأنها خيال علمي. ولكن في حال كان المستهلك يخطط لإنفاق مبلغ كبير من المال، تتيح له هذه الأفرشة التكنولوجية الحديثة فرصة تعديل تركيبها وشدتها، بحسب حاجات الشخص الجسدية.
تعتبر «سليب نامبر Sleep Number» العلامة التجارية الأفضل والأشهر في هذا المجال، إذ تستخدم نسيجاً من الجيوب الصغيرة التي تتضخم وتنكمش خلال الليل. تستطيع هذه الأفرشة عزل بعض أجزاء الجسم، عبر تأمين سطح صلب للكتفين وأقل صلابة للقدمين، أو العكس.
أما الفراش الأكثر تطوراً، فهو الفراش العالي الذي يمكنه أن ينقذ حياة آلاف الناس الذين يعانون من الشخير الشديد أو انقطاع التنفس خلال النوم.
حين يضبط هذا السرير الشخص النائم وهو يشخر، سيعلو بشكل أوتوماتيكي إلى الأعلى، ليغير وضعية رأسه. حين يحمل المستخدم بياناته الخاصة، يقدم له «سليب نامبر» تقييماً لجودة نومه.
أما فراش «إيت سليب Eight Sleep»، فيأتي جهاز مراقبة النوم فيه على شكل غطاء يمدّ على الفراش. يتميز هذا الغطاء بخاصية تدفئة يتم ضبطها وفقاً لمؤقت. كما يتميز هذا الجهاز بنظام تنبيه ذكي، بالإضافة إلى إمكانية استخدام تطبيق «إيت سليب» لمقارنة أنماط النوم والتمارين التي مارسها المستخدم أخيراً.
والأفضل، هو أنه يمكن للمستهلك أن يصل فراش «إيت سليب» بجهاز «إيكو» من «أمازون» عندما يشعر بالبرد ليلاً، يكفي أن يطلب من «أليكسا» أن تدفئ فراشه، لترتفع درجة حرارة الغطاء أوتوماتيكياً. أهلاً بكم في المستقبل!


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).