نفحة من تراث لبنان ممزوجة مع حفنة من تفاصيل صغيرة تذكرنا بجذوره، عنونت معرض سيدة جبرا للصور الفوتوغرافية «روح واحدة» الذي تقيمه في مشغلها «لي استوديو» في سن الفيل.
25 لوحة جمعت بين تراث لبنان بطبيعته الخلابة وعمارته الهندسية الأصيلة، وضعتها الفنانة جبرا تحت مجهر عدسة كاميرتها لتبرز مدى العلاقة الوطيدة التي تربطها ببلدها عبر شغفها للتصوير. وبين تقنية «ميكس آرت» وتلك الكلاسيكية المعروفة في هذا الفن، شكلت سيدة جبرا الفرق في أعمالها التي أخذت طابعا فنيا يمزج بين الرسم والطبع والتصوير الفوتوغرافي.
قفل لباب خشبي قديم في بلدة بشري، وشبابيك بيت قروي في دوما، وشبكة صياد ماهر على شاطئ صور، إضافة إلى سيارة قديمة (فولكس فاغن) متروكة على قارعة طريق في مدينة عالية، ويدي امرأة ترق العجين على طبلية خشبية في الجنوب... وغيرها من الصور التي تعبق بلبنان الجذور وأيام البركة، التقطتها سيدة جبرا بعينها الثاقبة عن قرب لتبث في الناظر إليها الحنين والشوق لرائحة تراب بلاد الأرز.
«لقد اخترت كل هذه التفاصيل لأنها في رأيي تروي قصصا معبرة عن عاداتنا وتقاليدنا وبلدنا الغني بحضارات وثقافات متعددة»؛ قالت سيدة جبرا خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، وأضافت: «لقد جلت بكاميراتي في مناطق لبنانية من شماله إلى جنوبه مختلفة لسبعة أعوام متتالية. فكنت أركن سيارتي جانبا وأذهب سيرا على الأقدام أبحث عن هذه التفاصيل المخبّأة هنا وهناك. فبرأيي كل ما هو موجود في الطبيعة لا يمكن أن يفنى؛ لا بل هو يمدنا بنبض حياة من نوع آخر يزخر بالسكينة والفرح، فيجمعنا حوله وكأننا روح واحدة؛ كما يشير اسم المعرض.»
قاربت سيدة جبرا مواصفات الطبيعة من خلال المرأة؛ بحيث استعملتها كمرآة تعكس سكونها ورقتها ونقاوتها، فيما مارست مهمتها التصويرية هذه من الناحية الحسابية عندما التقطت عدستها مشاهد مختلفة من زاويا معينة لا يمكن أن نراها بالعين المجردة... «هي صور تم طبعها وتنفيذها على خلفيات عدة؛ بينها (الكانفاس) و(فوتو بايبر) و(ميتاليك بايبر) و(بليكسي)؛ اخترتها حسب موضوعات الصور وما يناسبها لإظهار جماليتها.»
ورأت سيدة جبرا، التي ترى في الصور تجسيدا للحياة بكل معانيها، أنها لجأت إلى تقنية «ميكس آرت» المعروفة لدى المصورين الفوتوغرافيين، نتيجة رغبتها في إبراز الجمال الداخلي للطبيعة كما الخارجي لدى المرأة، فنسقتهما بحيث يكمل كل عنصر منهما الآخر.
وفي ركن عنونته بـ«استحلي واشتري»؛ عرضت الفنانة اللبنانية مجموعة من الصور الفوتوغرافية بقياسات صغيرة إضافة إلى أخرى مطبوعة على قواعد للأكواب (sous verre) يختار زوار المعرض ما يعجبهم منها بأسعار تشجيعية ليحتفظوا بها ذكرى من المعرض، أو يقدموها هدية في مناسبات الأعياد. كما عرضت في زاوية متاخمة حلويات وسكاكر لبنانية عادة ما نجدها في دكاكين القرية؛ ضيافةً لزوار المعرض.
وتخلل افتتاح المعرض مزاد علني على صورتين ضخمتين؛ إحداهما بعنوان: «تواصل معي»، وأخرى: «اكتشف نفسك»، عاد ريعهما إلى «مركز سرطان الأطفال» في لبنان بمبادرة من سيدة جبرا ليكون الفن في خدمة الإنسانية.
معرض سيدة جبرا للصور الفوتوغرافية... علاقة حب مع «لبنان الجذور»
تضمن مزاداً علنياً ذهب ريعه إلى «مركز سرطان الأطفال»

جانب من الصور الفوتوغرافية المعروضة - صورة فوتوغرافية من نوع «ميكس آرت» بمعرض «روح واحدة» لسيدة جبرا
معرض سيدة جبرا للصور الفوتوغرافية... علاقة حب مع «لبنان الجذور»

جانب من الصور الفوتوغرافية المعروضة - صورة فوتوغرافية من نوع «ميكس آرت» بمعرض «روح واحدة» لسيدة جبرا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة