بينما كانت طائرته تقلع من مطار دكا في نهاية زيارته لبنغلاديش، محطته الثانية لجولة شائكة سياسيا في جنوب آسيا، بدأها في ميانمار الأسبوع الماضي، كتب البابا على «تويتر» قائلا: «أصدقائي الأعزاء في ميانمار وبنغلاديش، أشكركم على ترحيبكم. أصلي من أجل أن تنعم عليكم البركات الإلهية بالتوافق والسلام».
في ميانمار، أولى محطاته لم يستخدم بابا الفاتيكان فرنسيس الأول كلمة «الروهينغا»، وهي كلمة ترفض حكومة وجيش ميانمار استخدامها لوصف الأقلية المسلمة التي تقطن غرب ميانمار في ولاية راخين. وأغضب هذا الأمر جماعات معنية بالحقوق، مثل منظمة «العفو الدولية» و«هيومان رايتس» التي قالت إن «قوات الأمن في ميانمار تجري حملة تطهير عرقي ممنهجة ومنظمة وقاسية، ضد سكان الأقلية المسلمة غير المعرفة بحقوقها المدنية».
وفي اليوم الثاني لزيارته للعاصمة بنغلاديش، دكا، التقى البابا فرنسيس مع لاجئين من الأقلية المسلمة، واستخدم كلمة «الروهينغا» للمرة الأولى خلال زيارته قائلا: «إن الله موجود أيضا في قلوب الروهينغا». وفي الأمس في ختام جولته لبنغلاديش التي استقبلت أكثر من 600 ألف لاجئ من الروهينغا الهاربين من بلادهم خوفا على حياتهم، بعدما أحرقت قراهم من قبل جيش ميانمار وميليشيات بوذية، طلب الحبر الأعظم من أبناء الأقلية المسلمة الصفح باسم كل من اضطهدوهم. وقال، في تصريحات نقلتها عنه وكالة «رويترز»: «باسم كل من اضطهدوكم وآذوكم أطلب منكم الصفح. أناشد قلوبكم الكبيرة أن تمنحنا الصفح الذي ننشده».
في زيارته لبنغلاديش التي استمرت ثلاثة أيام، زار البابا أمس السبت في اليوم الأخير دارا أسستها الأم تيريزا في دكا في أوائل السبعينات، للأيتام والأمهات غير المتزوجات والمسنين المعوزين. توفيت الأم تيريزا عام 1997 ورفعها البابا فرنسيس إلى مصاف القديسين عام 2016.
وتحدث في خطاب لاحق ألقاه أمام نحو سبعة آلاف من الشبان الكاثوليك والمسلمين وأتباع الديانات الأخرى، عن الترحيب بمن «يتصرفون ويفكرون بصورة مختلفة عنا» وتقبلهم. وأضاف في كلية «نوتردام» التي أسسها قساوسة كاثوليك، بعدما تمخضت حرب الاستقلال في أوائل السبعينات عن بلد جديد تندر فيه أماكن التعليم العالي: «عندما يتحول شعب أو ديانة أو مجتمع إلى عالم صغير، فإنه يفقد أعز ما كان يمتلكه، وينغمس في طريقة تفكير قائمة على مبدأ (أنا جيد وأنت سيئ)».
وأشاد في كلمته للراهبات والقساوسة ببنغلاديش، واصفا إياها بأنها أحد أفضل الأماكن في العالم فيما يتعلق بالعلاقات بين الأديان. وحث البابا خلال زيارته للدار، صباح أمس، القساوسة والراهبات على الابتعاد عن الثرثرة، معتبرا إياها شكلا من أشكال «الترهيب». ورحبت بنغلاديش بإشادة البابا.
ويعيش في بنغلاديش غالبية من المسلمين، ويشكل الكاثوليك أقل من واحد في المائة من عدد سكانها البالغ نحو 169 مليون نسمة. ودعا البابا مستمعيه من الشبان إلى «عدم قضاء يومهم كله في اللعب على هواتفهم وتجاهل العالم المحيط بهم!». وقبل أزمة الروهينغا كان يعيش نحو 400 ألف من مسلمي الروهينغا بالفعل في بنغلاديش، ثم تدفق إليها ما يقرب من 625 ألفا آخرين منهم، منذ شهر أغسطس (آب)، بعدما شن جيش ميانمار حملة التطهير العرقي، بعد أن استخدم هجمات قام بها مقاتلون من الروهينغا ضد مراكز شرطة في ميانمار كذريعة لأعماله.
البابا يطلب الصفح من الروهينغا باسم كل من آذوهم
أشاد في ختام جولته بالانسجام بين الأديان في بنغلاديش
البابا يطلب الصفح من الروهينغا باسم كل من آذوهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة