ذكرت وكالة أنباء «تاس» أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وصف أمس التعليقات التي أدلت بها السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بأنها «خطاب متعطش للدماء»، وقال إن استخدام القوة ضد بيونغ يانغ سيكون خطأ كبيراً، كما أوردت وكالة «رويترز».
وكانت هيلي قد حذّرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، قيادة كوريا الشمالية، بأنها «ستُدمّر بالكامل» إذا اندلعت الحرب. وجاء التهديد بعد أن اختبرت بيونغ يانغ صاروخاً هو الأكثر تطوراً لديها، ويمكن أن يضع الأراضي الأميركية في مرمى نيران الصواريخ الكورية، في انتهاك آخر لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ونقلت «تاس» عن لافروف قوله إن استخدام القوة ضد كوريا الشمالية سيكون «لعباً بالنار وخطأً جسيماً، وإن موسكو ستفعل كل ما تستطيع لمنع هذا السيناريو».
من جانبها، اعتبرت كوريا الجنوبية أنه رغم المدى الطويل للصاروخ الكوري الشمالي، لا تزال بيونغ يانغ بحاجة لإثبات امتلاكها لتكنولوجيا مهمة في مجال الصواريخ، مثل التمكن من إعادة دخول الصاروخ إلى الغلاف الجوي، وتوجيه المرحلة الأخيرة فيه وتفعيل الرأس الحربي.
وقالت سيول، وفق «رويترز»، إنها تتوقع أن توقف بيونغ يانغ برنامجها الاستفزازي المتعلّق باختبار صواريخ لبعض الوقت، بعد النجاح الذي حقّقه صاروخها الجديد «هواسونغ - 15» الذي من الممكن أن يصل مداه إلى البر الرئيسي الأميركي.
واعتبرت كوريا الشمالية أن التجربة الصاروخية التي أجرتها الأربعاء الماضي كانت «انفراجة»، وأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «حقّق أخيراً الهدف التاريخي العظيم وهو استكمال القوة النووية للدولة».
وقال وزير الدفاع في كوريا الجنوبية، سونغ يونغ - مو، إن «كيم يتصرف بطريقة ذكية ومحسوبة جداً»، وأضاف أن «كيم غيّر توقيت الإطلاق والاتجاه والمسافة ليستعرض امتلاكه لهذه القوة الهائلة... ومن المحتمل أن يعلن في كلمته بمناسبة العام الجديد عن انتهاء الشمال من برنامجه للأسلحة».
وأشارت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إلى أن الصاروخ «هواسونغ - 15» نوع جديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكنها التحليق لمسافة تتجاوز 13 ألف كيلو متر.
على صعيد آخر، أعلن محام أمس أن الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، كان يحمل «ترياقاً» لغاز الأعصاب «في.إكس» عند اغتياله بهذه المادة الشديدة السمية، في عملية تذكّر بأساليب الحرب الباردة. وكان بحوزة كيم جونغ نام 12 قرصاً من عقار «الأتروبين» في حقيبته الظهرية عندما تعرض للهجوم، بحسب محامي الدفاع غووي سون سنغ، نقلاً عن شهود عيان في المحاكمة المستمرة لامرأتين متّهمتين بقتله. ويشتبه بأن الإندونيسية ستي عايشة والفيتنامية دوان ثي هوونغ، وكليهما في العشرينات من العمر، نفّذتا الهجوم في مطار كوالالمبور الدولي في 13 فبراير (شباط)، عندما كان كيم جونغ نام ينتظر رحلته إلى ماكاو، وفق تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومات كيم بعد وقت قصير على مسح غاز الأعصاب على وجهه. والمادة الشديدة السمية مصنّفة لدى الأمم المتحدة من أسلحة الدمار الشامل. واعتقلت الشابتان بعد أيام على عملية الاغتيال، وتواجهان عقوبة الإعدام شنقاً حال الإدانة. ودفعتا ببراءتهما من تهمة قتل الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي، المعارض المقيم في الخارج، في بدء محاكمتهما في أكتوبر (تشرين الأول). وقالت الشابتان إنّهما خدعتا للاعتقاد بأنهما كانتا تشاركان في مزحة لبرنامج من تلفزيون الواقع. ووجه محامو الدفاع عنهما أصابع الاتهام لعملاء كوريين شماليين. وأدلت خبيرة في السموم من الحكومة الماليزية هذا الأسبوع بشاهدتها، وقالت إن كيم كان يحمل «الأتروبين»، الذي يدخل في العديد من الاستخدامات الطبية، ومنها العلاج من هجوم بغازات أعصاب مثل «في.إكس».
وقالت الخبيرة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، للمحكمة العليا في شاه عالم إن الشرطة أرسلت إليها أدلة متعلقة بالقضية لفحصها، منها قارورة تحتوي على 12 قرصاً أبيض استنتجت أنها أقراص «أتروبين». وفيما يمكن استخدام «الأتروبين» للعلاج من التعرض لغاز «في.إكس»، إلا أنه يدخل في استخدامات أخرى مثل العلاج من تشنجات المعدة.
وقال غووي، محامي الدفاع عن عائشة، إن «دوافع وأسباب (حيازة كيم الأتروبين) لم تعرف بعد». وأثار اغتيال شقيق الزعيم الكوري الشمالي أزمة بين ماليزيا وكوريا الشمالية التي يشتبه بأنها أمرت بتنفيذ الاغتيال. ونفت بيونغ يانغ تلك التهم.
روسيا تصف التهديد الأميركي لكوريا الشمالية بـ«الخطاب المتعطش للدماء»
كيم جونغ نام كان يحمل «ترياقاً» لغاز الأعصاب عند اغتياله
روسيا تصف التهديد الأميركي لكوريا الشمالية بـ«الخطاب المتعطش للدماء»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة