عرض أمس (الاثنين) بمصر الفيلم السوري «مطر حمص» الذي ينقل جزءاً من مأساة الأزمة السورية عقب الحرب، موضحاً حصار عدد من المدنيين في بلدة حمص في 2014، بعد حصار تحت تنظيم داعش المتطرف، وبقاء 23 أسرة مسيحية رفضت الخروج من البلدة وترك منازلها. عُرض الفيلم في إطار برنامج «آفاق عربية» على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في صالة مكتملة العدد.
يقول مخرج الفيلم السوري جود سعيد إنه توصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة لدخول حمص في فترة الحصار، مضيفاً خلال الندوة التي عقدت بالأمس عقب عرض الفيلم، أن الدخول للبلدة كان «على مسؤوليته»، بعد أن كتب الفيلم وفضل المجازفة بأن يتم التصوير في حمص القديمة، متابعاً: «كنا نختبئ تحت البلكونات للاحتماء من الرصاص أثناء التصوير».
وأضاف أن عدداً من الأسر المحاصرة بحمص قدمت لفريق العمل المساعدة أثناء التصوير الذي استمر 100 يوم، مجسداً الحصار الذي حدث للمدنيين بحمص في الفترة من فبراير (شباط) إلى مايو (أيار) في عام 2014.
وتابع مخرج العمل أن المدنيين بكل سوريا كان هدفهم الأساسي هو «البحث عن فرصة للحياة، وأنهم يحلمون باليوم الذي تنتهي فيه الحرب بسوريا»، معبراً عن ذلك في مشهد النهاية للأبطال وهي تهتف «بدنا نرجع بيوتنا يا حمص».
وقال سعيد: «أنا أثق بالغد، ونعم لدي أمل، في منطقتنا التي لا تنتهي فيها الحروب مؤمن أنها ستنتهي يوماً ما، نحنا بسوريا بنبتسم بوجه الموت وقادرين نحتفي بالحياة وسط كل تلك الصراعات».
يلجأ الفيلم - المُنتج بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما - إلى أسلوب السخرية من السياسة، التي يجنح إليها بطل العمل محمد الأحمد الذي يجسد المدني الذي ظل ببلده خلال الحصار، موجهاً السخرية لجميع الأطراف، من التنظيم المتطرف «جبهة النصرة» أو النظام السوري الممثل في «الجنرال»، وحتى الأفكار الثورية البريئة التي تحملها ريما، البطلة التي تجسدها الممثلة لُمى الحكيم.
ويعتبر المخرج - الدارس للهندسة ثم مديراً للتصوير - أن العمل يعد صورة توثيقية لما مر على بلدة حمص في تلك الفترة، حتى وإن عادت الحياة لطبيعتها في البلدة، مضيفاً أنه «مهووس بالصورة»، لذلك قرر أن تكون الكتابة والقصة من خلال الصورة.
وضجت قاعة السينما بالتصفيق حين انتهت حياة قائد جبهة النصرة المتطرف بالموت، وجسد العمل الدموية التي يتعامل بها الإرهابيون مع المدنيين، دون الالتفات إلى ما جرى من النظام السوري، ورد مخرج العمل على ذلك: «الفن وجهة نظر»، خصوصاً عقب انتقادات للربيع العربي في العمل.
وقبل عرضه بمصر، واجه الفيلم عدداً من الانتقادات، أبرزها أنه موالٍ للنظام السوري، مثل ما كتبته المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري عن الفيلم عبر حسابها الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «الفيلم كاذب، لتجميل نظام وحشي... يريد أن يعميك عن دم الأطفال ودم العائلات»، وذلك خلال كونها عضو لجنة تحكيم بمهرجان قرطاج السينمائي هذا الشهر.
وتابع جود: «استعنت بكثير من الحكايات التي دارت بالفعل أثناء خروج المدنيين، مثل أحد الأشخاص المعاقين الذين علق كرسيهم أثناء الخروج وظل عدة ساعات ينتظر مساعدة. أؤمن بالسينما التي تتكئ على الواقع».
وشارك أحد الحضور الحمصيين بكلمته أثناء الندوة: «الناس كانت بتجيب تراب أحمر بالبلكون وتزرع ببيتها وتخبز»، رداً على بقاء الأسر مدة 3 أشهر تحت الحصار بالبلدة، واستكمل المخرج طرف الحديث: «هذا كان قرارهن بالبقاء ببيوتهن رغم الحرب».
وقال المخرج الشاب إن فيلمه الرابع لاحقت به اتهامات من كل الأطراف، مختتماً حديثه: «الحرب شيء قذر... ونحن جميعاً لم نكن نريد أن نخوضها».
«مطر حمص»... فيلم سوري يثير الجدل بعرضه في مصر
مخرج العمل: صورنا بالبلدة وهي تحت الرصاص
«مطر حمص»... فيلم سوري يثير الجدل بعرضه في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة