«التقدم والاشتراكية» المغربي يعيد انتخاب نبيل بن عبد الله أمينا عاما لولاية ثانية

بعد ثلاثة أيام من التوتر حول {اللجنة المركزية} .. وانسحاب بقية المرشحين

نبيل بن عبد الله أمين عام حزب «التقدم والاشتراكية»  (تصوير: مصطفى حبيس)
نبيل بن عبد الله أمين عام حزب «التقدم والاشتراكية» (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

«التقدم والاشتراكية» المغربي يعيد انتخاب نبيل بن عبد الله أمينا عاما لولاية ثانية

نبيل بن عبد الله أمين عام حزب «التقدم والاشتراكية»  (تصوير: مصطفى حبيس)
نبيل بن عبد الله أمين عام حزب «التقدم والاشتراكية» (تصوير: مصطفى حبيس)

انتخب حزب «التقدم والاشتراكية» المغربي بعد ظهر أمس نبيل بن عبد الله أمينا عاما لولاية ثانية بعد انسحاب المرشحين الخمسة المنافسين له الواحد تلو الآخر. وعرف المؤتمر التاسع للحزب على مدى الأيام الأربعة الماضية لحظات توتر، وتوقفت الأشغال لعدة ساعات بسبب الاختلاف حول تشكيل اللجنة المركزية التي تعد أعلى هيئة تقريرية للحزب بعد المؤتمر، والمخولة لانتخاب الأمين العام حسب القانون الأساس للحزب.
فمنذ مساء اليوم الأول للمؤتمر وجدت لجنة الانتداب والترشيحات والفرز، التي أسندت لها مهمة تلقي الترشيحات للجنة المركزية، وإعداد لائحة بأسماء المرشحين التي ستقدمها للمؤتمر، وجدت نفسها أمام وضعية لم تكن متوقعة، إذ بلغ عدد المرشحين 1600، أي نحو 80 في المائة من المؤتمرين، في الوقت الذي كان القرار التنظيمي الصادر عن المؤتمر يوجه اللجنة بالحرص ما أمكن، إلى تقليص عدد أعضاء اللجنة المركزية عما كان عليه في الولاية السابقة؛ حيث لم يكن يتجاوز 400 عضو.
وبعد ثلاثة أيام من النقاشات الصاخبة بين مؤيدي توسيع اللجنة المركزية ومعارضيها، أعلن عبد الواحد سهيل رئيس المؤتمر صباح أمس، أن لجنة الانتداب والترشيحات والفرز توصلت إلى حل لإخراج المؤتمر من المأزق عبر اقتراح تعديل المقرر التنظيمي، من التوجيه بتقليص أعضاء اللجنة المركزية، إلى التوصية، بعكس ذلك، بتوسيع اللجنة ما أمكن. وطرح المقرر الجديد على جلسة عمومية، والتي صوتت عليه بالأغلبية الساحقة.
أمام هذا التطور أعلن مرشحان للأمانة العامة؛ هما سعيد السعدي ومحمد كرين، اللذان يعدان أكبر منافسين لنبيل بن عبد الله، عن انسحابهما من السباق على الأمانة العامة، متهمين بن عبد الله بتمييع الأمانة العامة بهدف ضمان انتخابه لولاية جديدة. وأوضح كرين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه كان قد اقترح وضع معايير دقيقة للترشيح لعضوية الأمانة العامة، لكن لم تؤخذ بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن أطرافا داخل الحزب أرادت أن تترك هذا الأمر مفتوحا واستغلاله لتوجيه اللجنة المركزية.
واستنادا إلى المقرر الجديد قدمت لجنة الانتداب والترشيحات والفرز صباح أمس لائحة تضم 1020 عضوا مرشحا للجنة المركزية، وطلب من المؤتمر التصويت عليها من دون نقاش. وقال سهيل، رئيس المؤتمر، عند تقديم اللائحة: «لا يمكنني السماح بفتح نقاش حول نتيجة تطلبت من اللجنة ثلاثة أيام من الأخذ والرد». وأضاف سهيل «من دون شك أن هذا الحل ليس الحل المثالي الذي نصبو إليه، ولكنه الحل الوحيد للخروج من المأزق الذي وقع فيه المؤتمر، ويمكننا تدارك الأمر بعد المؤتمر عبر تحديد كيفية الانتخاب، وعدد أعضاء اللجنة المركزية للمؤتمر المقبل».
وعلق مصطفى عديشان، المكلف بالتنظيم والحياة الحزبية، على التشكيلة الجديدة للجنة المركزية، قائلا إنها تعكس التوسع الكبير الذي عرفه الحزب الذي أصبح مشاركا في الحكومة بعدة وزارات، وأصبح له فريق نيابي وفريق في مجلس المستشارين، إضافة إلى المئات من رؤساء الجماعات (بلديات المدن والقرى). وأضاف عديشان «في السنوات الأخيرة أصبح للحزب فروع جديدة في مناطق لم يكن يصلها من قبل. وكان لازما أن نأخذ هذا التوسع بالاعتبار والحرص على تمثيل كل المناطق في اللجنة المركزية، وكذلك تمثيل المنظمات المهنية وهيئات المجتمع المدني».
من جهته، قال بن عبد الله إن التعطش الكبير الذي جرى التعبير عنه خلال المؤتمر من أجل تحمل المسؤولية شيء إيجابي. وقال: «هذا شيء جميل، والأجمل منه أن نجد جميع أولائك الذين ترشحوا لعضوية اللجنة المركزية في الموعد، أي في كل اجتماعات اللجنة المركزية، وفي العمل في الفروع التي انبثقوا عنها». غير أن بن عبد الله أضاف أن «وجود ألف عضو في اللجنة المركزية أمر غير مقبول لا بالنسبة للرأي العام ولا بالنسبة للديمقراطية الداخلية والعمل الحزبي»، وقال: «علينا أن نراجع هذا الوضع، ومن الضروري أن نلتزم بأن نجد الصيغ الملائمة لمعالجة هذا الوضع».
وبعد التصويت على اللائحة المقدمة من لجنة الانتداب والترشيحات والفرز، واعتمادها كأعلى هيئة قيادية للحزب بعد المؤتمر، عقدت اللجنة المركزية الجديدة أول اجتماع لها لانتخاب الأمين العام الجديد للحزب. وفي تلك الأثناء، أعلن المرشحان؛ عبد العزيز الدوش وعبد الحفيظ ولعلو، سحب ترشيحهما، لتنحصر المنافسة بين الوزيرة السابقة نزهة الصقلي، والأمين العام الحالي، قبل أن تعلن الصقلي في آخر لحظة سحب ترشيحها، ليصبح بن عبد الله المرشح الوحيد للأمانة العامة. ورغم ذلك أعلن رئيس المؤتمر ضرورة عرض ترشيح بن عبد الله على التصويت السري لأعضاء اللجنة المركزية طبقا لما تنص عليه قوانين الحزب. وقال: «لن يصبح لدينا أمين عام شرعي إلا بعد إجراء التصويت السري من طرف أعضاء اللجنة المركزية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.