الأندية الإنجليزية «تتنافس» على الإطاحة بمدربيها

الدوري الممتاز شهد حتى الآن إقالة 5 مديرين فنيين

TT

الأندية الإنجليزية «تتنافس» على الإطاحة بمدربيها

تعود إقالة خمسة مديرين فنيين في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن بصورة جزئية، إلى حقيقة أن الأندية الصاعدة حديثا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز - برايتون وهوديرسفيلد ونيوكاسل - لا يبدو أنها ستهبط إلى دوري الدرجة الثانية، إضافة إلى أن المتاعب التي يواجهها سندرلاند الهابط الموسم الماضي من الدوري الممتاز إلى دوري الدرجة الثانية، تُظهر ما يمكن أن يعنيه الهبوط.
وشهد الدوري الإنجليزي الممتاز إقالة خمسة مديرين فنيين حتى الآن، رغم أننا ما زلنا في الثلث الأول من الموسم. وأصبح توني بوليس مدرب وست بروميتش ألبيون خامس مدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز يفقد وظيفته في موسم 2017 – 2018، بعد إقالة فرانك دي بور مدرب كريستال بالاس، وكريج شكسبير مدرب ليستر سيتي، ورونالد كومان مدرب إيفرتون، وسلافن بيليتش مدرب وستهام يونايتد.
وإذا ما ألقينا نظرة على آخر ثلاثة فرق في جدول الترتيب على وجه التحديد، فسوف نكتشف أن هذا العدد قد يرتفع مرة أخرى قبل أعياد الميلاد. ولكي نضع الأمور في سياقها الصحيح، يجب أن نشير إلى أنه في مثل هذا التوقيت من الموسم الماضي، كانت قد تمت إقالة مدير فني واحد، وهو المدرب الإيطالي فرنسيسكو جيدولين، بعد أن فشل تماما في أن يرتقي لمستوى التوقعات مع نادي سوانزي سيتي، ولم يصل عدد المديرين الفنيين المقالين إلى خمسة إلا في شهر فبراير (شباط)، عندما تمت إقالة المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري من تدريب ليستر سيتي.
وهناك شيء غريب آخر فيما يتعلق بالخمسة مديرين الفنيين الذين فقدوا وظائفهم خلال الموسم الحالي، وهو أنه باستثناء فرانك دي بور، الذي عين مديرا فنيا لكريستال بالاس في الصيف، كان باقي المديرين الفنيين قد نجحوا في قيادة أنديتهم إلى مراكز آمنة في وسط جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم السابق. وإذا ما نظرنا إلى جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية موسم 2016- 2017، لوجدنا أن الأندية التي أقالت مدربيها قد أنهت الموسم في المراكز السابع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر. ويعني هذا أن المديرين الفنيين لهذه الأندية قد أدوا مهمتهم بشكل معقول، ولذا لم يكن من المتوقع أن تكون هناك حالة من عدم الرضا عن أداء المديرين الفنيين لهذه الأندية في غضون بضعة شهور. ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي تغير خلال الموسم الجاري؟ ولماذا تسيطر حالة من الذعر على أندية لها باع كبير في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز؟
من الواضح أن بعض هذه الأندية الخمسة تقدم مستويات سيئة للغاية – يأتي في المقدمة نادي كريستال بالاس، ثم يأتي من بعده وستهام يونايتد، ووست بروميتش ألبيون، وإيفرتون – وبالتالي يتحرك مُلاك تلك الأندية لإيجاد حل سريع في حال لم تتحسن النتائج. لكن وست بروميتش ألبيون قد أقال للتو مديره الفني المعروف بكفاحه وعدم استسلامه الويلزي توني بوليس، رغم أنه لا يحظى بشعبية جماهيرية كبيرة، والذي لم يهبط مع أي ناد من قبل إلى دوري الدرجة الأولى. وقد يتعاقد وست بروميتش ألبيون مع سام ألاردايس، الذي لديه سجل مماثل من حيث عدم الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز من قبل، ولديه علاقة جيدة مع رئيس النادي، جون ويليامز؛ لكن السؤال الآن هو: قد يحافظ الفريق على بقائه في الدوري الإنجليزي الممتاز؛ لكن هل سيكون الجمهور سعيدا بالأداء الذي سيقدمه الفريق؟
وقبل خمسة أسابيع من الآن، كان معظم جمهور إيفرتون متفقين على ضرورة رحيل رونالد كومان عن تدريب الفريق، وهو نفس الجمهور الذي كان يهنئ النادي قبل عام بالتعاقد مع مدير فني من الطراز الرفيع. ولكن لو أظهر كومان نفس قوة الشخصية والإرادة والتصميم التي أظهرها للمرة الأولى، هل كان من الممكن أن يثق النادي في قدراته بقدر أكبر ويمنحه مزيدا من الوقت لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح؟ وربما لم يكن خطأه أن بديل البلجيكي روميلو لوكاكو في خط الهجوم لم يكن على المستوى المطلوب.
في الحقيقة، يمكن للمرء أن يتفهم السبب الذي جعل نادي إيفرتون يشعر بالرعب مبكرا – سوء النتائج وازدياد الشعور بالتمرد داخل ملعب غوديسون بارك – لكن بعد مرور شهر من إقالة كومان، لا يمكن القول إن إيفرتون قد ارتقى لمركز أعلى. ويبدو أن ملاك النادي يواجهون صعوبة كبيرة في التعاقد مع مدير فني أفضل من كومان في منتصف الموسم، في حين أن الجمهور الذي احتفل بإقالة كومان ربما كان من الممكن أن يكون أكثر هدوءا من ذلك، لو أدرك أن البديل سيكون الاسكوتلندي ديفيد أنسورث! وتكمن النقطة الأساسية في أن إيفرتون، مثله في ذلك مثل وستهام يونايتد وكريستال بالاس، لا يزال يعاني من سوء النتائج رغم تغيير المدير الفني.
وتواصل الموسم المأساوي لإيفرتون، ووصل إلى أدنى مستوى باستاد غوديسون بارك، بعد هزيمة مذلة 5 - 1 أمام أتلانتا الإيطالي في الدوري الأوروبي لكرة القدم الليلة قبل الماضية. وتأكد خروج الفريق الإنجليزي قبل المباراة، وأدخل كثيرا من التغييرات على التشكيلة الأساسية، وخطف الفريق الإيطالي الفوز عندما سجل ثلاثة أهداف متأخرة أمام مدرجات لم يمتلئ أكثر من نصفها.
وقال ديفيد أنسورث مدرب إيفرتون المؤقت: «طلبت من اللاعبين التألق من أجل إثبات جدارتهم بالمشاركة في المواجهات القادمة؛ لكن أغلبهم لم يفعل ذلك. من غير المقبول أن تهتز شباكنا كما حدث في آخر عشر دقائق. هذا غير مقبول ومحبط للغاية. أتمنى لو يشعر كل اللاعبين بالألم الذي أشعر به الآن. لو لم يشعروا بذلك فيجب أن يرحلوا».
وارتبط اسم بالنادي بكثير من المدربين؛ لكنه فشل في التعاقد مع أحدهم حتى الآن، ليستمر مدرب فريق تحت 23 عاما، واللاعب السابق أنسورث، مع النادي الذي يحتل المركز 16 بين فرق الدوري الممتاز العشرين. ولا يخفي أنسورث رغبته في تولي المسؤولية بشكل دائم؛ لكن الهزيمة القاسية أمام الفريق الذي يحتل المركز 12 في الدوري الإيطالي جاءت في غير صالحه.
وأنفق النادي 149 مليون جنيه إسترليني (198.24 مليون دولار) للتعاقد مع لاعبين جدد في الصيف الماضي، وارتبط اسمه بالتعاقد مع البرتغالي ماركو سيلفا مدرب واتفورد.
وخلال الموسم الحالي، لم يعد من السهل الصعود لمركز أفضل، ويعود السبب في ذلك بصورة جزئية إلى حقيقة أن الأندية الصاعدة حديثا للدوري الإنجليزي الممتاز تقدم مستويات جيدة للغاية. ويجب الإشارة إلى أن أندية برايتون وهوديرسفيلد ونيوكاسل يونايتد، تحتل مراكز في منتصف جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي المراكز التي كانت تحتلها من قبل الأندية التي أقالت مديريها الفنيين. وكان المديرون الفنيون الخمسة الذين أقيلوا من مناصبهم خلال الموسم الحالي، في أندية تحتل مراكز أقل من برايتون وهوديرسفيلد ونيوكاسل يونايتد، بينما في المراكز الأعلى منها نجد أن بيرنلي وواتفورد يسيران بخطى ثابتة للغاية، وسيكون التحدي الأكبر الذي سيواجههما هو الحفاظ على مديريهما الفنيين في ضوء الإغراءات من الأندية الأكبر التي تواجه خطر الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وما زال يتبقى كثير من المباريات في الموسم الحالي، وخلال أشهر الشتاء من المرجح أن تجد هذه الأندية الصغيرة التي تقدم مستويات جديدة – نيوكاسل ليس ناديا صغيرا لكنه من الأندية الصاعدة حديثا للدوري الإنجليزي الممتاز – صعوبة في الاستمرار في هذا التألق بسبب قلة مواردها، وهو ما يعني أنها ستهبط لمراكز أقل في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن يدري فربما لن يحدث ذلك وتواصل هذه الأندية تألقها. وحتى وقت قريب كان من الطبيعي أن نفترض أن ناديا على الأقل - أو ناديين في بعض الأحيان - من بين الأندية الصاعدة حديثا للدوري الإنجليزي الممتاز سوف يهبط مرة أخرى؛ لكن المنافسة الشديدة على قمة دوري الدرجة الثانية (تشامبيونشيب) هذه الأيام تجعل المستويات متقاربة للغاية بين أندية دوري الدرجة الثانية وأندية النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، في حقيقة الأمر.
لقد صعد ويغان أتليتك إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وظل بالمسابقة لمدة ثماني سنوات، كما رد بورنموث وواتفورد على كل المشككين الذين قالوا إن الناديين سوف يهبطان سريعا إلى دوري الدرجة الأولى، في الوقت الذي أظهر فيه بيرنلي ثقة كبيرة في مديره الفني شون دايك، وأبقى على خدماته خلال دائرة من الهبوط وعودة الصعود مرة أخرى، ولذا بات من الواضح أن الدوري الإنجليزي الممتاز لم يكن بنفس الصعوبة التي كان عليها من قبل بالنسبة للأندية الصاعدة من دوري الدرجة الأولى. وبات من الواضح أيضا أن الأندية الموجودة في النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ليست أفضل كثيرا من أندية المقدمة في جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية. وبصفة عامة، فإن الأندية الصاعدة من دوري الدرجة الثانية تلعب بروح جماعية أفضل؛ لأنها تصعد في الأساس بعد منافسة شرسة في دوري الدرجة الثانية تتطلب منها أن تلعب بعقلية لا تركز على شيء سوى الفوز، وليس مجرد البقاء في المسابقة، كما هو الحال مع أندية النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويبدو أن الدوري الإنجليزي الممتاز بدأ يشهد شيئا لم يكن موجودا من قبل، فعندما يفشل توني بولس مع وست بروميتش ألبيون، ويجد مارك هيوز صعوبة بالغة مع ستوك سيتي، ولا يرغب جمهور وستهام في التعاقد مع ديفيد مويز، فإن هذا يعني انتهاء عصر تقديم كرة قدم سيئة، ومجرد البحث عن النقطة رقم 40 التي تضمن للفريق البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. ونظرا لأن كل فريق من فرق الدوري الإنجليزي الممتاز بات لديه الأموال الكثيرة التي تمكنه من التعاقد مع لاعبين جدد، ولا يمكن لأي ناد أن يشكو من الفقر بعد الآن، بات لدى المشجعين الحق في أن يتذمروا من الأموال الطائلة التي تدفع للاعبين الجدد، وأصبحت مجالس إدارات الأندية تتدخل بسرعة لكي تمنع المديرين الفنيين من التعاقد مع لاعبين عديمي الفائدة بمبالغ مالية كبيرة. لقد فتح إيفرتون ووستهام يونايتد خزائنهما، وأنفقا مبالغ مالية طائلة على التعاقدات الجديدة؛ لكن من دون جدوى.
ولم ينجح أي ناد من الأندية الخمسة التي أقالت مديريها الفنيين في تحقيق طفرة في النتائج، رغم أن مركز المدير الفني ما زال شاغرا في كل من إيفرتون ووست بروميتش ألبيون، إضافة إلى أن المديرين الفنيين الجديدين في وستهام يونايتد وليستر سيتي لم يأخذا الوقت الكافي لترك بصمتيهما على أداء الفريق.
وتشعر الأندية الكبيرة التي تحتل مراكز غير جيدة بالرعب من احتمال الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وربما يكون السبب في ذلك هو أنها ستخسر كثيرا من الأموال التي تحصل عليها من عائدات البث التلفزيوني في حال هبوطها، لكن لا يجب أن ننسى أن الأندية التي تهبط من الدوري الإنجليزي الممتاز تحصل أيضا على مقابل مادي كبير، حتى يتسنى لها تدعيم صفوفها والعودة للمسار الصحيح مرة أخرى.
وربما يتمثل مصدر القلق الأكبر في أن الأندية التي اعتادت على اللعب من أجل مجرد البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز قد تهبط لدوري الدرجة الثانية مثل «الحجر» بسرعة هائلة نحو القاع، مثلما حدث مع ويغان من قبل ويحدث حاليا مع سندرلاند، وتكون بحاجة إلى ما يشبه المعجزة بعد ذلك للصعود مرة أخرى. ولذا فإن السؤال الذي يطرح لجميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، باستثناء الأندية التي تحتل المراكز الستة الأولى هو: هل يملك ناديكم الإمكانات التي تؤهله للتفوق في دوري الدرجة الثانية؟ وإذا كانت الإجابة لا، فلماذا لا؟ لأنه على أقل تقدير لو تدهورت النتائج في بيرنلي أو برايتون أو هوديرسفيلد أو بورنموث، وهبطت إلى دوري الدرجة الثانية، فإنها ستكون بحاجة إلى تغييرات طفيفة للغاية من أجل العودة إلى مسار الصعود مرة أخرى. وهذا هو السبب الذي يجعل الأندية «الأصغر» تبحث عن التعاقد مع مديرين فنيين من ذوي الخبرات الكبيرة في إنقاذ الفرق من الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز.
إن آخر ستة أندية في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز موجودة في المسابقة منذ خمسة مواسم على الأقل، ويبدو أنها ستعاني خلال الموسم الحالي، بغض النظر عن تغيير المديرين الفنيين أو عدم تغييرهم. نتمنى حظا سعيدا لهذه الأندية؛ لكن يجب أن نعرف أن هذا لن يكون شيئا سيئا للدوري الإنجليزي الممتاز بصفة عامة.


مقالات ذات صلة

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فابيان هورتسلر مدرب برايتون (د.ب.أ)

مدرب برايتون: سأتعلم من عقوبة الإيقاف... وفولهام متطور

تعهد فابيان هورتسلر مدرب برايتون بأن يتعلم من عقوبة إيقافه بحرمانه من الوقوف في المنطقة الفنية خلال مواجهة فولهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، غداً الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال يستعد لاستضافة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)

قرعة كأس إنجلترا: آرسنال يصطدم بمانشستر يونايتد في قمة الدور الثالث

ستكون مواجهة آرسنال ومانشستر يونايتد على «استاد الإمارات» أبرز مباريات الدور الثالث من مسابقة كأس إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».