بيروت تستعيد أفلام الممثل الراحل ميشال بيكولي

تكريم يسترجع خلاله هواة السينما حنينهم لنجوم فرنسيين

الممثلة بريجيت باردو تطل على جمهورها في لبنان من خلال فيلم «لو ميبري» المشارك في مهرجان بيكولي
الممثلة بريجيت باردو تطل على جمهورها في لبنان من خلال فيلم «لو ميبري» المشارك في مهرجان بيكولي
TT

بيروت تستعيد أفلام الممثل الراحل ميشال بيكولي

الممثلة بريجيت باردو تطل على جمهورها في لبنان من خلال فيلم «لو ميبري» المشارك في مهرجان بيكولي
الممثلة بريجيت باردو تطل على جمهورها في لبنان من خلال فيلم «لو ميبري» المشارك في مهرجان بيكولي

في تحية تكريمية للممثل الفرنسي الراحل ميشال بيكولي، تقدم جمعية «متروبوليس» للسينما بالتعاون مع المعهد الفرنسي في بيروت، استعادة لأعماله ليكون بمثابة مهرجان خاص له، يبدأ اليوم ويستمر حتى 26 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وستتضمن هذه الاستعادة 8 أفلام طويلة، يفتتحها «Le Bon Sang» الذي لعب بطولته الممثل الراحل إلى جانب جولييت بينوش في عام 1986، وهو من إخراج ليوس كاراكس المشارك فيه أيضا. أما أمسية الختام فستشهد عرض أحد أهم أعماله السينمائية، وهو «فانسانت فرنسوا بول والآخرون» للمخرج كلود سوتيه، الذي تمّ إنتاجه في عام 1974، ولعب بطولته إلى جانب بيكولي مجموعة من عمالقة الفن الفرنسي، أمثال إيف مونتان وسيرج ريجياني ووجيرار دي بارديو.
ويعدّ بيكولي من أهم الممثلين الفرنسيين، وفي رصيده أكثر من 200 فيلم سينمائي، إلى جانب أعماله على خشبة المسرح، وإخراجه فيلمين قصيرين وثلاثة طويلة. وقد عمل على مرّ السنين مع أبرز المخرجين العالميين، مثل كلود سوتيه، وجان لوك غودار، ولويس بونويل، وماركو فيريري، وجاك ديمي، وكوستا غافراس، ولوي مالّ، وألفرد هيتشكوك، وغيرهم من عالم الغرب، ومارون بغدادي، ويوسف شاهين، من العالم العربي.
ومن ضمن مجموعة أفلام بيكولي التي تعاون فيها مع المخرج والكاتب الفرنسي كلود سوتيه، اختارت جمعية «متروبوليس» فيلمين سينمائيين، أحدهما «سيزار وروزالي» الذي يحضر فيه بيكولي كراوٍ للقصّة، ويلعب بطولتها كلّ من الراحلين إيف مونتان ورومي شنادير، والممثل سامي فراي.
أما الفيلم الثاني الذي سيعرض في الإطار نفسه (من إخراج كلود سوتيه) فهو «Les choses de la vie» مع رومي شنايدر.
وستطل الممثلة المعتزلة بريجيت باردو في هذه الاستعادة، من خلال فيلم «لو ميبري» لجان لوك غودار. ويعد هذا العمل السينمائي من الأفلام التي لعبت دورا مفصليا في حياة بيكولي الفنية، إذ شكّل أول أدواره الرئيسية في السينما الفرنسية في عام 1963.
وستطلّ أيضا في هذا المهرجان الأيقونة السينمائية الراحلة جان مورو التي توفيت في يوليو (تموز) من العام الماضي، من خلال فيلم «مذكرات خادمة» (le journal d’une femme de chambre)، الذي وقفت فيه إلى جانب بيكولي تحت إدارة المخرج لويس بونويل في عام 1964.
ومن بين أفلام بيكولي المعروضة ضمن هذه التحية التكريمية له «نبوءة الضفادع»، للمخرج جاك ريميه جيريرد، الذي سيعرض بتقنية الديجيتال ومدته 90 دقيقة.
وأشارت نسرين وهبة المسؤولة الإعلامية في جمعية «متروبوليس» للسينما إلى أنه درجت العادة لدى الجمعية على أن تقيم سنويا استعادات أفلام سينمائية لمخرجين وممثلين عالميين، أمثال برغمن وأنطونيوني ومارشيللو ماستروياني وفرنسوا تروفو وغيرهم. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهمية هذا المهرجان تكمن في إطلالات لنجوم السينما الفرنسية في الستينات والسبعينات، الذين وقفوا أمام الكاميرا إلى جانب بيكولي منذ بداياته». وتابعت: «إننا من خلال هذه الاستعادات نرضي شريحة لا يستهان بها من جمهور السينما في لبنان الذي يجد متعة في مشاهدة أعمال تعود به إلى أيام خلت، فيها كثير من الحنين والشوق لحقبة ذهبية من السينما الأوروبية».
ورأت وهبة أن تنظيم هذا النوع من الاستعادات السينمائية التي تقدّم في صالات سينما «متروبوليس» في الأشرفية، ليس بالأمر السهل، كونه يتطلب شراء حقوق وكلفة مرتفعة. وأوضحت: «لقد استعنّا بمكتبة الأفلام التي يملكها المعهد الفرنسي في بيروت، فاخترنا منها ثلاثة كانوا بحوزتها». وأشارت إلى أن هناك مجموعة أفلام سيتم عرضها، وهي من فئة «الأفلام الرقمية المرممة»، فيما أخرى ستعرض بنسختها الأصلية 35 مليمترا.
ويشارك لبنان في هذا الحدث الفني من خلال فيلم «الرجل المحجب» للمخرج السينمائي مارون بغدادي. وتكمن أهمية هذا الفيلم في أنه لم يتم عرضه سابقا في لبنان إلا لمرة واحدة، وكان ذلك ضمن أسبوع الفيلم الفرنكوفوني في سينما متروبوليس في عام 2007. ويحكي الفيلم قصة طبيب قرر العودة إلى بيروت للبحث عن ابنته الوحيدة (كلير) وعمرها 16 عاما، التي لم تُكنّ له كثيرا من الحبّ، كونه انشغل عنها بمغامراته الكثيرة.
ويعد عرضه خلاله هذه الاستعادة مساء السبت 25 نوفمبر، الثامنة مساءً، فرصة لا تفوّت لهواة أفلام بغدادي، وقد وضع موسيقاه التصويرية غابريال يارد. ومثّل فيه إلى جانب ميشال بيكولي كلّ من فؤاد نعيم وكمال قصّار وبرنار جيرودو، الذي حصد عنه جائزة أفضل ممثل خلال مهرجان «البندقية السينمائي» في نسخته الـ44.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع الأفلام المعروضة هي فرنسية، ومصحوبة بترجمة إلى الإنجليزية، باستثناء «Le journal d’unefemme de chamber» الذي سيعرض من دون ترجمة.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.