بعد الكشف عن القاعدة الإيرانية في سوريا... تهديد إسرائيلي بتدميرها

صدر عن الحكومة والمعارضة... وليبرمان يحمّل الأسد مسؤولية التصعيد››

مقاتلون من ميليشيا النجباء العراقية الموالية لإيران قرب دمشق (حركة النجباء)
مقاتلون من ميليشيا النجباء العراقية الموالية لإيران قرب دمشق (حركة النجباء)
TT

بعد الكشف عن القاعدة الإيرانية في سوريا... تهديد إسرائيلي بتدميرها

مقاتلون من ميليشيا النجباء العراقية الموالية لإيران قرب دمشق (حركة النجباء)
مقاتلون من ميليشيا النجباء العراقية الموالية لإيران قرب دمشق (حركة النجباء)

وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في بيان هجومي، أمس، تهديداً مباشراً بتدمير القاعدة الإيرانية البرية التي تبنى حالياً في الأراضي السورية على بعد 50 كيلومتراً من الحدود مع الجولان، فيما أشارت مصادر إسرائيلية، إلى أنها ستبقي على ضرباتها العسكرية عبر الحدود مع سوريا لمنع أي انتهاكات من جانب قوات متحالفة مع إيران، حتى مع محاولة الولايات المتحدة وروسيا تثبيت وقف لإطلاق النار في المنطقة.
وحذر النظام السوري وحمّله مسؤولية أي تصعيد. وانضم إلى التحذير رئيس المعارضة الإسرائيلية الجديد، آفي غباي، الذي قال إن «الأسد يتطلع إلى وضع قواعد لعب جديدة، وإسرائيل، حكومة ومعارضة، تقف صفا واحدا لنسف هذه المحاولة».
وقال ليبرمان في بيان خاص، أمس، إن إسرائيل سترد على كل إطلاق للنيران وجميع انتهاكات السيادة على الحدود، وطالب بشار الأسد بكبح جماح جميع العناصر العاملة على أراضيه وأعلن بأن إسرائيل لن تسمح «بترسخ المحور الشيعي في سوريا كقاعدة أمامية».
وجاءت هذه التهديدات، بعد يوم واحد من نشر تقرير لشبكة الأخبار البريطانية BBC، الذي نشر صورا للأقمار الصناعية، توثق حسب «مصادر استخبارية في الغرب»، لقيام إيران بإنشاء قاعدة عسكرية ثابتة بالقرب من دمشق.
وحسب مصادر سياسية في تل أبيب، فإنه وعلى الرغم من الروح الإيجابية التي جاءت في البيان الصادر عن لقاء القمة في فيتنام، بين الرئيس الأميركي، دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وترحيبهما بتوقيع اتفاق مبادئ بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن لتنظيم قواعد العمل بعد وقف إطلاق النار الجزئي في جنوب سوريا، وتأكيدهما بأنه سيتم في إطار وقف إطلاق النار تقليص القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب في المنطقة حتى يتم إنهاء وجودها تماما، فإنه «بالنسبة لإسرائيل، يجب أن يكون هذا البيان الإيجابي، مدعوما بالتفاصيل والأفعال. وفي الوقت الراهن، يبدو أن الإيرانيين ليس لديهم نية لمغادرة سوريا أو سحب الميليشيات المتماثلة معها».
ويقول الإسرائيليون إن لديهم «تخوفا من قيام إيران بترسيخ وجود عسكري دائم في سوريا، في ظل الحرب الأهلية في الدولة الممزقة». وحسب مصدر استخباري في تل أبيب فإن «نظام آيات الله يستغل دعمه المكثف لنظام الأسد من أجل بناء قاعدة عسكرية على مسافة 50 كلم من الحدود الإسرائيلية». وعرض المسؤول الإسرائيلي تفاصيل جديدة عن تلك القاعدة، فقال: «القاعدة الإيرانية التي يجري بناؤها تقوم داخل موقع عسكري سوري خارج مدينة الكسوة، على مسافة نحو 14 كلم من دمشق. وتشير صور الأقمار الصناعية التي تم تعميمها على دول صديقة في الغرب، إلى تنفيذ أعمال بناء كبيرة في الموقع بين يناير (كانون الثاني) وأكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام. ويمكن في هذه الصور مشاهدة بناء أو ترميم أكثر من 20 بناية مؤلفة من عدة طبقات، ويبدو أنه تم بناء قسم منها على الأقل، خلال أشهر معدودة. ويسود التقدير بأن المقصود مبان ستستخدم لإسكان الجنود أو لتخزين سيارات عسكرية. وقد قام قادة إيرانيون كبار بزيارة المكان في الأسابيع الأخيرة، في مقدمتهم قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والمسؤول عن نشر الآيديولوجية الثورية الإيرانية في أنحاء العالم، الذي «شوهد مرارا في سوريا في الآونة الأخيرة».
وأضافوا: «مع الأخذ في الاعتبار بأن قوة كبيرة من الحرس الثوري حاربت، بل وقتلت في سوريا، يمكن القول إنه يوجد الآن حضور كبير لإيران في الدولة. لكن السؤال المطروح الآن هو هل ستبقى هذه القوات هناك لفترة طويلة». ويقدر الخبراء أن الموقع الإيراني في سوريا يتسع لنحو 500 جندي. ورغم أنه ليس من الواضح من يتواجد هناك الآن، إلا أن هناك قوات شيعية من دول أخرى - كباكستان أو أفغانستان - والتي تنشط في سوريا بقيادة الحرس الثوري، شوهدت في هذه القاعدة بالذات».
ويعتبر الإسرائيليون أن بناء هذه القاعدة «يتفق مع الأهداف الاستراتيجية الإيرانية، مع رغبة إيران بإنشاء الهلال الشيعي الممتد من إيران وحتى لبنان، والذي سيكون لها فيه نفوذ لن ينعكس بالقوة السياسية فحسب، وإنما بخطوط الإمدادات اللوجيستية».
وقد أوضح نتنياهو أمس أن «إسرائيل لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها في سوريا، وستتخذ خطوات لتنفيذ ذلك».
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت الماضي، جهودهما المشتركة لتحقيق الاستقرار في سوريا في حين تنحسر الحرب الأهلية الدائرة هناك بما في ذلك تمديد هدنة أعلنت يوم السابع من يوليو (تموز) في مثلث في جنوب غربي البلاد على الحدود مع إسرائيل والأردن.
وكانت إسرائيل تحاول الضغط على القوتين الكبيرتين لمنع إيران وجماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين شيعة آخرين من الحصول على أي قواعد دائمة في سوريا، وإبعادهم عن الجولان بعد أن سيطروا على أراضٍ أثناء دعمهم لدمشق في هزيمة مقاتلين سنة.
وأبدى وزير التعاون الإقليمي تساحي هنجبي تشككه تجاه الاتفاق قائلا للصحافيين، إنه «لا يحقق مطلب إسرائيل الذي لا لبس فيه بألا تحدث تطورات تأتي بقوات حزب الله أو إيران إلى منطقة الحدود الإسرائيلية السورية في الشمال».



صور أقمار اصطناعية تظهر أن روسيا تستعد لسحب عتاد عسكري من سوريا

صورة بالقمر الاصطناعي تُظهر القسم الشمالي من قاعدة «حميميم» الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية (رويترز)
صورة بالقمر الاصطناعي تُظهر القسم الشمالي من قاعدة «حميميم» الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية (رويترز)
TT

صور أقمار اصطناعية تظهر أن روسيا تستعد لسحب عتاد عسكري من سوريا

صورة بالقمر الاصطناعي تُظهر القسم الشمالي من قاعدة «حميميم» الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية (رويترز)
صورة بالقمر الاصطناعي تُظهر القسم الشمالي من قاعدة «حميميم» الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية (رويترز)

أظهرت صور أقمار اصطناعية نشرتها شركة «ماكسار» بعد إطاحة قوات المعارضة بالرئيس بشار الأسد مطلع الأسبوع الحالي أن روسيا تجمع فيما يبدو عتاداً عسكرياً في قاعدة جوية بسوريا.

وتُظهر الصور التي التقطت، اليوم الجمعة، ما يبدو أنهما طائرتان من طراز «أنتونوف إيه إن - 124»، إحدى كبرى طائرات الشحن في العالم، ومقدمتهما مفتوحة بقاعدة «حميميم» الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية.

صورة بالقمر الاصطناعي تُظهر الطائرة من طراز «An-124» في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية (رويترز)

وقالت «ماكسار»: «طائرتان للنقل الثقيل من طراز إيه إن - 124 توجدان في المطار، ومقدمتهما مفتوحة وفي وضع استعداد لتحميل العتاد»، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضافت الشركة: «في مكان قريب، يجري تفكيك مروحية مقاتلة من طراز كيه إيه - 52 ويجري إعدادها على الأرجح للنقل بينما تستعد أجزاء من وحدة الدفاع الجوي إس - 400 بالمثل للمغادرة من موقع انتشارها السابق في القاعدة الجوية».

صورة بالقمر الاصطناعي تُظهر تفكيك مروحية «Ka - 52» في قاعدة حميميم الجوية الروسية (رويترز)

وقالت «ماكسار» إن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، مركز الإصلاح والصيانة الوحيد لروسيا في البحر المتوسط، «ما زالت دون تغيير إلى حد كبير منذ تغطيتنا للصور في 10 ديسمبر (كانون الأول) مع استمرار رصد فرقاطتين قبالة سواحل طرطوس».

وقال تلفزيون «تشانال 4» البريطاني الإخباري إنه شاهد قافلة تضم أكثر من 150 مركبة عسكرية روسية تتحرك على أحد الطرق. وأضاف أن الجيش الروسي يتحرك بنظام جيد وأنه تم التوصل فيما يبدو إلى اتفاق يسمح للروس بخروج منظم من سوريا.

صورة بالقمر الاصطناعي تظهر الدفاعات الجوية من طراز «S - 400» في قاعدة حميميم الجوية الروسية (رويترز)

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب «رويترز» للتعليق. ودعمت موسكو سوريا منذ الأيام الأولى للحرب الباردة معترفة باستقلالها في عام 1944 حين سعت دمشق إلى التخلص من الاستعمار الفرنسي. ولطالما عدّ الغرب سوريا تابعاً للاتحاد السوفياتي.

وقال الكرملين إن تركيزه منذ سقوط الأسد ينصب على ضمان أمن قواعده العسكرية في سوريا وبعثاته الدبلوماسية.