حذر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من الأخبار المضللة والأكاذيب المدسوسة والشائعات التي لا أساس لها من الصحة، ولا تقصد إلا للإساءة والتقليل من حجم الإنجاز في أي مجال كان، ولا تسعى إلا لعرقلة المسيرة بتشتيت الانتباه وإضعاف العزيمة والنيل من الإصرار على التطور.
وقال الشيخ محمد بن راشد: «الشائعات والأكاذيب لا تتربص إلا بالنجاح، فهي خطر يجب الاحتياط منه والتنبه لأهدافه الخبيثة والتصدي لها بكل حزم، ومسؤولية الإعلام كبيرة في تفويت الفرصة على أصحابها بما يضمرون من أجندات تخدم مصالح خاصة تضر بصالح الأمة».
وجاء حديث الشيخ محمد بن راشد خلال حضوره ومشاركته أعمال الدورة الرابعة لمنتدى الإعلام الإماراتي التي نظمها اليوم نادي دبي للصحافة، بمشاركة رؤساء المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية، ولفيف من الكتاب والمفكرين والأكاديميين وطلبة وطالبات الإعلام. وقال: «مهمتنا الأولى ضمان سعادة الناس وإمدادهم بما يعينهم على تحقيق آمالهم وتجاوزها إلى ما هو أرقى وأعلى، والإعلام شريك مهم وفاعل في ذلك لدوره في تثقيف المجتمع وتعزيز وعيه وتنبيهه لما قد يعترض طريقه من معوقات لتجاوزها وصولاً إلى التقدم المنشود».
وأشاد بأداء مؤسسات الإعلام الإماراتية في المرحلة الراهنة وما قدمته من دور متوازن وموضوعي، حاملة رسالة واضحة حول حقيقة الأوضاع في المنطقة وخلفياتها وتداعياتها بعيداً عمّا قد يعمد البعض إلى تشويهه وتقديمه إلى الناس على أنّه واقع، وقال: «التزام مؤسساتنا الإعلامية بالطرح الموضوعي والفكر المتزن يرسخ مصداقيتها ويعزز رصيدها لدى المجتمع، كلمة الحق دائماً عالية وكلمة الباطل زاهقة، نريد إعلامنا أن يكون دائماً راية للحق ومنارة للحقيقة».
ولفت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى ضرورة الاهتمام بإعداد أجيال واعية من شباب الإعلاميين المواطنين ليكونوا بمثابة محرك الدفع لعمليات التطوير المستمرة للقدرات الإعلامية، ليبقى إعلام البلاد دائماً منافساً بمحتوى متميز ورسالة نافعة تؤكد الثوابت وتحفز الطاقات وتشحذ الهمم.
من جهته، قال الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إن تقدير قيادة الإمارات للإعلام ودوره الحيوي في مسيرة النهضة الحضارية التي تشهدها البلاد ليس شيئاً طارئاً ولا جديداً عليها، بل هو جزء أصيل منذ تأسيس الدولة، مشيراً إلى أن القادة المؤسسين اهتموا بالتواصل مع وسائل الإعلام بكل شفافية ووضوح لما لها من دور رئيسي في بناء المجتمعات.
وأشار الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان إلى الدور الأساسي للعادات والتقاليد والموروث في دول الخليج الواحد في تشكيل الاستراتيجيات الإعلامية، التي لا بد لها أن تستقي أسسها ومبادئها من قيم وخصوصية المجتمع الخليجي لتلعب الدور المأمول منها في التوحيد ولم الصفوف بدل التفرقة والحديث عن الخلافات واللهاث وراء العجائب والإثارة.
وحذر بعض القوى الإقليمية في المنطقة التي تسعى سياساتها إلى بث روح الفرقة والكراهية والتعصب في البيئة العربية المتسامحة، واصفاً تلك الدول بالمستنقعات الملوثة والراكدة التي تبث الأمراض والأوبئة الخبيثة لتسميم الأجواء المحيطة إزاء ما اختارته الإمارات لنفسها نموذجاً للنهر الحالي، وما يمثله من رمز للتطوير والتحديث والتجديد.
وركزت الدورة الحالية للمنتدى على الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، وما أفرزته من تحديات حقيقية على الأصعدة كافة ومنها ما أصاب قطاع الإعلام، الذي يعد من أكثر القطاعات تأثيراً في المجتمع وتأثراً به في الوقت الذي انتشرت فيه ظاهرة الحروب الإعلامية وما تمثله من خطر يهدد المجتمعات العربية، كونها مصدر الأخبار المغلوطة والأكاذيب والشائعات مع تزايد خطورتها في ظل الانتشار الواسع الذي تحظى به وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح كل من يمتلكها قادراً على بث ما يشاء من أكاذيب وشائعات تجد طريقها إلى الناس في ثوانٍ، مسببة لغطاً وبلبلة بين الناس.
من جهته، قال الدكتور سلطان الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، إنّ الإعلام في الإمارات استطاع أن يحول التحديات التي واجهته في الفترة الأخيرة إلى نجاحات من خلال الاستجابة السريعة والتعامل بكفاءة مع مختلف التحديات والظروف التي شهدتها المنطقة أخيراً.
وجاء حديث الدكتور سلطان الجابر خلال جلسة بعنوان «الإعلام الوطني: منظومة متقدمة»، لنقاش المنظومة المتكاملة للإعلام الإماراتي، ودور المجلس الوطني للإعلام في دعم ومساندة قطاع الإعلام والمؤسسات المعنية وتعزيز تكامل الأدوار فيما بينها، إلى جانب قدرة الإعلام الوطني على التعاطي مع المستجدات التي طرأت على المنطقة والعالم ودور ومسؤولية جيل الشباب في تعزيز الوعي والأداء الإعلامي وقدرة الإعلام المحلي على تحقيق أعلى استفادة ممكنة من التطورات التكنولوجية المتسارعة التي تخدم مجال الإعلام.
ودعا المؤسسات الإعلامية إلى تشجيع المبدعين منهم وفتح المجال لهم، أمّا المسار الخارجي لاستراتيجية المجلس الوطني للإعلام فيشمل التثقيف ونشر الوعي لإيصال رسائل الدولة بلغات متعددة للعالم، وهو ما يتطلب تشكيل فريق متخصص في المرحلة المقبلة للتعامل مع هذا الخصوص، وقال: «المسار ذاته يشمل أيضاً التواصل مع مجموعة من المؤثرين الدوليين لتوصيل رسائل واضحة تليق بالمكانة التي تستحقها دولة الإمارات».
من جهتها، أشارت منى المري رئيسة نادي دبي للصحافة إلى ضرورة ترسيخ أسس إعلام مهني نزيه ومستنير يواكب تطلعات المجتمع ويعين على تحقيقها، في حين أبرزت دور الإعلام المحلي في مواكبة الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها منطقة الخليج العربي في الوقت الراهن.
نائب رئيس الإمارات يدعو الإعلام لصد الأخبار المضللة والشائعات
محمد بن راشد: هناك أجندات تخدم مصالح خاصة تضر بصالح الأمة
نائب رئيس الإمارات يدعو الإعلام لصد الأخبار المضللة والشائعات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة