المغرب: إرجاء محاكمة معتقلي احتجاجات الحسيمة

طرد الزفزافي من قاعة المحكمة بعد إثارته جدلاً حول تصوير الجلسات

TT

المغرب: إرجاء محاكمة معتقلي احتجاجات الحسيمة

قررت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء إرجاء محاكمة معتقلي احتجاجات الحسيمة إلى يوم الثلاثاء المقبل، وذلك في انتظار إصدار قرارها فيما يتعلق بطلب ضم الملفات الثلاثة للمتابعين في هذه المحاكمة، والذي سبق للنيابة العامة أن تقدمت به.
وقرر القاضي إرجاء البث في ضم الملفات الثلاثة إلى الخميس المقبل، وكذلك في طلبات السراح (الإفراج) المؤقت التي تقدم بها دفاع المتهمين.
ويتابع المتهمون في هذه القضية في إطار 3 ملفات. ويضم الملف الأول 21 متهماً، يعرف بملف أحمجيق ومن معه، وقد دخل هذا الملف جلسته الخامسة. أما الملف الثاني، المعروف بملف الزفزافي ومن معه، فيتابع فيه 33 متهما، وعرف أمس جلسته الثانية. فيما يتابع الصحافي حميد المهداوي في ملف ثالث.
وطالب الدفاع، الذي يضم 70 محاميا، بمنح السراح المؤقت لبعض المتهمين، مشيرا إلى أن 7 من بين متهمي الملف الأول، و17 ضمن الملف الثاني متابعون بتهم جنائية، فيما يتابع 30 متهما ضمن المجموعتين بتهم جنحية.
وأضاف الدفاع أن كل المتهمين قضوا حتى الآن خمسة أشهر في الحبس، مشيرا إلى أن العديد من المتهمين الذين يواجهون تهماً جنحية ربما قد يكونون تجاوزوا المدة التي قد يحكم عليهم بها في حالة إدانتهم.
وأثار موضوع السراح المؤقت نقاشا فقهيا بين النيابة العامة والدفاع، خصوصا بسبب عدم إمكانية الطعن في قرارات رفض السراح المؤقت لدى محكمة أعلى. وخلال الجلسة الخاصة بمجموعة ناصر الزفزافي ومن معه، أثار الزفزافي قضية وجود كاميرات في قاعة المحكمة، مشيرا إلى أن ذلك يشكل «جريمة»، محتجاً على بث أطوار المحاكمة في قنوات التلفزيون الحكومي.
وأمام احتجاج الزفزافي ورفضه الامتثال لأوامر القاضي بالجلوس، قرر هذا الآخر طرده من قاعة المحكمة، فقرر باقي المتهمين ضمن المجموعة نفسها الانسحاب من الجلسة؛ تضامنا مع الزفزافي.
وأوضح ممثل النيابة العامة في تدخله أن القاضي سبق له أن اتخذ قراراً بمنع تصوير جلسات المحكمة من طرف القنوات التلفزيونية، وحصر المدة التي يمكنهم فيها التصوير داخل قاعة المحكمة في اللحظات السابقة لبداية الجلسات، وأشار إلى أن القرار تضمن أيضا تثبيت كاميرات داخل القاعة لنقل مجريات الجلسات على شاشات كبيرة في قاعة مجاورة لتمكين الجمهور من متابعة أطوار المحاكمة في حالة اكتظاظ القاعة الرئيسية التي تجري فيها جلسات المحاكمة.
غير أن محامي الدفاع طلبوا توضيحات أكثر حول الجهة التي نصبت الكاميرات، والغرض من الأشرطة التي تصويرها. كما طالب بعض المحامين من القاضي تسليمهم نسخا من الأشرطة التي تصورها تلك الكاميرات.
وقال المحامي عبد العزيز النويضي: «مثلما أن كتابة الضبط تسجل فإن هذه الكاميرات تسجل أيضا. ومثلما لدينا الحق في الحصول على نسخ من محاضر كتابة الضبط، يجب أن يكون لدينا الحق في الحصول على نسخ من الأشرطة». أما المحامي محمد زيان، الذي يدافع عن الزفزافي وحده، فأشار إلى أن هذا الأخير يعاني من عقدة وجود الكاميرات، بسبب تسريب فيديو يصوره شبه عار خلال التحقيق معه. وطالب زيان بدوره الحصول على نسخ من الأشرطة التي تصورها الكاميرات، وقال بهذا الخصوص: «نخاف أن تستغل بعض الجهات هذه الأشرطة ضدنا عبر انتقاء مشاهد وتركيبها بشكل يعطي للرأي العام صورة خاطئة عن المتهمين. ونريد أن نتوفر على نسخ حتى نستعملها إذا اقتضى الأمر ضد مثل هذه الاستعمالات». أما النقيب عبد الرحيم الجامعي، فرأى أن وجود الكاميرات يشكل خرقاً لنظام سير الجلسات، ومساً بحقوق الدفاع والمتهمين، خصوصاً الحق في الصورة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.