«بوكو حرام» تقتل 35 مدنيا وتشعل النار ببيوت نيجيرية

الرئيس غودلاك جوناثان يتوعد «الإرهابيين»

«بوكو حرام» تقتل 35 مدنيا وتشعل النار ببيوت نيجيرية
TT

«بوكو حرام» تقتل 35 مدنيا وتشعل النار ببيوت نيجيرية

«بوكو حرام» تقتل 35 مدنيا وتشعل النار ببيوت نيجيرية

قتل 35 شخصا على الأقل في هجمات جديدة شنها مسلحون من جماعة "بوكو حرام"، المتطرفة، ضد سكان مدنيين في ثلاث قرى في ولاية بورنو في شمال نيجيريا قرب الحدود مع الكاميرون.
وقال مصدر عسكري نيجيري، وشهود عيان اليوم (الخميس)، إن العشرات من مسلحي "بوكو حرام" يرتدون أزياء عسكرية اقتحموا قرى غوموشي وامودا واربوكو، بسيارات رباعية الدفع وعلى دراجات نارية، وفتحوا النار على السكان، ورموا قنابل حارقة على المنازل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري في ميدوغوري؛ كبرى مدن الولاية، رافضا الكشف عن اسمه، قوله "هاجمت بوكو حرام القرى الثلاث صباح الأربعاء حيث قتل 35 شخصا، من بينهم 26 في غوموشي"، لكن الإعلام المحلي أعلن مقتل 42 شخصا في غوموشي.
وتابع المسؤول العسكري قائلا إن "المتمردين ألقوا قنابل حارقة داخل المنازل لإحراقها، وأطلقوا النار على السكان أثناء فرارهم".
وأفاد شهود بأن المسلحين نفذوا هجمات منسقة على قريتي امودا واربوكو الزراعيتين المجاورتين، على بعد 125 كلم من ميدوغوري، وقتلوا تسعة أشخاص ودمروا الكثير من المنازل.
وقال بيردا تاكويشي، وهو أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية "أتى المهاجمون في الساعة الثانية فجرا، فيما كان الناس نائمين وبدأوا يلقون القنابل الحارقة داخل المنازل، فانفجرت وأشعلت الحرائق، ثم فتحوا النار على الناس الفارين من منازلهم، فقتلوا 9 وجرحوا 13".
من جهة أخرى، توعد الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان اليوم (الخميس) بشن "حرب شاملة" ضد الإرهاب. وقال في كلمة بذكرى مرور 15 عاما على عودة الحكم المدني إلى نيجيريا، اكبر الدول الأفريقية من حيث عدد السكان وأكبر اقتصاد أفريقي "إنني مصمم على حماية ديمقراطيتنا ووحدتنا الوطنية واستقرارها السياسي من خلال شن حرب شاملة ضد الإرهاب".
وأضاف "ان وحدة واستقرار بلادنا وحماية حياة وممتلكات السكان هو أمر غير قابل للنقاش".
وقال جوناثان "لقد أمرت قواتنا الأمنية بشن عملية شاملة لإنهاء تمرد الإرهابيين على أراضينا".
وشبه جوناثان "بوكو حرام"، بمنظمات إرهابية أجنبية مثل تنظيم القاعدة. وقال "بالنسبة لمواطنينا الذين انضموا للعمل مع القاعدة ومع الإرهابيين الدوليين لاعتقادهم الخاطئ بأن العنف يمكن أن يحل مشاكلهم، نقول إن أبوابنا لا تزال مفتوحة لهم للحوار والمصالحة إذا نبذوا الإرهاب وتبنوا السلام".
وقال جوناثان "من المحزن انه وفيما أتحدث إليكم اليوم، فان جميع مكاسب السنوات الـ15 الماضية من الحكم الديمقراطي في بلادنا مهددة بوجود إرهاب دولي على شواطئنا".



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.