توجهات لإنتاج أنواع من المحلّيات الطبيعية غير السكرية

TT

توجهات لإنتاج أنواع من المحلّيات الطبيعية غير السكرية

الواقع أن بعض الملاحظات العلمية حول مدى أمان تناول المُحليات «الصناعية تظهر بصفتها شكوكاً». رغم عدم ثبوت تسبب الأنواع المسموح باستخدامها بأي نوع من الأمراض السرطانية حتى اليوم، إلا أن ذلك «يُلقي بظلاله» على مستقبلها.
وكان تقرير فرع البحوث الطبية التسويقية لمؤسسة شفافية البحوث التسويقية Transparency Market Research، قد نشر في 25 أكتوبر الحالي نتائج التوقعات حول الحجم المستقبلي لسوق سكريات الأليغو الفركتوزية Fructooligosaccharides (FOS)، التي هي من أنواع المُحليات غير السكرية والطبيعية وغير الصناعية. وأفاد التقرير بأن حجم سوقها تجاوز المليار دولار في عام 2016، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو أربعة مليارات دولار بحلول عام 2025، وبنمو سنوي بمقدار 14 في المائة. وهو ما يعيد التذكير بأن التوجه العالمي، ونظراً للكثير من الشكوك غير المثبتة، هو نحو إنتاج أنواع من المُحليات البديلة للسكر، لكن باستخلاصها من منتجات طبيعية، أي بخلاف أنواع المُحليات الصناعية المتوفرة بالأسواق اليوم. وكان عنوان مقال: «وول ستريت جورنال» في 23 أكتوبر الحالي هو «ارتفاع درجة حرارة السباق نحو أنواع جديدة من المُحليات». وذُكر فيه أن الحكومة الفيدرالية بالولايات المتحدة قد دعت في العام الماضي إلى اعتبار «ارتفاع استهلاك السكر» كمشكلة في تطبيق المبادئ التوجيهية الغذائية الأميركية U.S. Dietary Guidelines التي أوصت لأول مرة أن على الناس تستهلك من السكر كمية لا يزيد على 10 في المائة من السعرات الحرارية اليومية. وتم الطلب من منتجي الأطعمة ضرورة وضع كمية السكر المُضاف إلى منتجاتهم على المُلصق التعريفي بمنتجاتهم، ومددت هيئة الغذاء والدواء الموعد النهائي من يوليو 2018 إلى يناير (كانون الثاني) 2020 لإعطاء فرصة لتلك الشركات لتطبيق التوصيات تلك.
ويجري حالياً صراع لدى المنتجين في صناعة الأغذية لإيجاد بدائل «مقبولة» طبياً ومن الناس، عوضاً عن إضافة السكر الطبيعي، والمُحليات التقليدية غير الصناعية كسكر قصب السكر وشراب الذرة عالية الفركتوز High - Fructose Corn Syrup ثمة حولهم شكوك علمية في التسبب بالسمنة وتفشي مرض السكري.
ومع دخول «المُحليات الصناعية» وتنامي استخدامها الصناعات الغذائية، توسعت المحاولات لتشمل ثلاثة مجالات:
> المجال الأول، هو العمل على رفع درجة حلاوة طعم السكر العادي؛ كي يتم استخدام كميات قليلة منه لإعطاء نفس درجة حلاوة الطعم، وهو ما يعني تقليل كمية كالوري السعرات الحرارية المتناولة.
> المجال الثاني، العمل على تغيير سلوكيات «مستقبلات الطعم» Taste Receptor في اللسان عند تذوق الأطعمة الخالية من السكر لتخفيف حدة النفور منها وزيادة تقبلها.
> المجال الثالث، هو إنتاج أنواع جديدة من المُحليات غير السكرية. وهذا المجال الأخير ينقسم إلى اتجاهين، اتجاه لا يزال يعمل على إنتاج أنواع من المُحليات «الصناعية» البديلة لتلك المُحليات «الصناعية» المتوفرة اليوم والتي تخلو من أي أضرار صحية محتملة، والاتجاه الآخر، وهو الأقوى، العمل على إنتاج مُحليات ذات «مصادر طبيعية» موجودة في أنواع مختلفة من النباتات الموجودة في أماكن مختلفة من العالم.
وأفادت نتائج أحد استطلاعات الرأي أجرتها مؤسسة نيلسن للبحوث بالولايات المتحدة في العام الماضي، بأن نصف المشمولين بالاستطلاع يتحاشون تناول المنتجات المحتوية على مُحليات صناعية، وأن أكثر من 22 في المائة منهم قللوا بالفعل من تناول السكر أو المنتجات المحتوية على السكر.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».