معارك ضارية في المخا ومقتل قائد ميداني حوثي

الانقلابيون يداهمون بلدة في الحديدة رفضت إرسال أبنائها إلى جبهات القتال

TT

معارك ضارية في المخا ومقتل قائد ميداني حوثي

شهدت مدينة المخا الواقعة غرب تعز، على الساحل الغربي لليمن، أمس، معارك ضارية بين الجيش الوطني، المسنود من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى من صفوف الانقلابيين بينهم قائد ميداني. وأفاد مصدر عسكري ميداني، بأن 6 من الميليشيات على الأقل بينهم القيادي الميداني المدعو النهمي، قُتلوا بينما أصيب 7 آخرون في المعارك التي أسفرت أيضاً عن تدمير آليات عسكرية تتبع الانقلابيين في منطقة يختل الواقعة شمال المخا. وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «المعارك اشتدت حدّتها مع قصف الجيش مواقع وتجمعات الانقلابيين عقب محاولة هذه الأخيرة التسلل إلى مواقع الجيش الذي أجبرها على الفرار منها».
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد جبهات تعز، خصوصاً في الصلو وحيفان، معارك متقطعة إثر محاولات الانقلابيين التقدم إلى مواقع الجيش مع القصف المستمر من مواقع تمركز الميليشيات على الأحياء السكنية في أطراف المدينة، علاوة على ملاحقة الجيش الوطني للعناصر التخريبية في المدينة وقطّاع الطرق في ظل تأكيد استمرارها في تثبيت الأمن والاستقرار ودحر الانقلابيين.
وكان «اللواء 35 مدرع» التابع للجيش الوطني في تعز، قد ذكر في بيان نشره على صفحته على موقع «فيسبوك» خلال الأيام الماضية أن الاستخبارات العسكرية تمكنت من القبض على خلية إرهابية مزودة بمعدات تفجير كانت تخطط لاستهداف منشآت ومرافق حكومية في مديريات تعز، واغتيال قيادات عسكرية وأمنية في مديريات الحجرية، أكبر مديريات المحافظة.
وقال نائب ركن التوجيه في «اللواء 22 ميكا»، عبد الله الشرعبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش ما زالت مرابطة في مواقعها التي سيطرت عليها وتحقق تطورات متسارعة إضافة إلى محاصرتها الانقلابيين في بعض الجبهات القتالية، والتصدّي لمحاولات التسلل إلى مواقع الجيش، واستعادة مواقع خسرتها خصوصاً معسكر التشريفات والقصر الجمهوري». وأضاف أن «قوات (اللواء 22 ميكا) كبّدت ميليشيات الحوثي وصالح خسائر بشرية ومادية كبيرة في تعز، في الوقت الذي يملك فيه (اللواء 22 ميكا) أسلحة ومعدات غنمها من الميليشيات في المعارك التي تشهدها تعز، حيث ما زلنا نلاحق الخلايا الإرهابية وعصابات الاغتيال التي اختطفت أرواح عشرات الأفراد من جنود الجيش الوطني في المحافظة».
وأكد الشرعبي أنه «منذ بدء الحملة التي أطلقها اللواء في المدينة تم القبض على عدد من المطلوبين أمنياً بعد عملية رصد ومتابعة، وآخرها الحملة الناجحة، أول من أمس، التي تمكن اللواء خلالها من إلقاء القبض على خلية تضم أحد أخطر المطلوبين أمنياً في تعز ويدعى هاشم الصنعاني ومجموعة من أفراد عصابته، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم». كما شدد على «استمرار جميع أفراد الجيش الوطني بذل الجهود من أجل تطهير المدينة من كل الخلايا الإرهابية وعصابات القتل والاغتيالات، التي تهدد حياة المواطنين وعناصر الجيش الوطني، وتعمل على إحداث فوضى داخل المدينة، وتخدم بجرائمها ميليشيات الحوثي وصالح، وأن هذه الجهود كانت ترجمة لقرارات اللجنة الأمنية بالمحافظة وتوجيهات قائد محور تعز».
في سياق متصل، داهمت ميليشيات الحوثي وصالح إحدى بلدات محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، بسبب رفضهم الزج بأبنائهم في جبهات القتال، وقامت بإطلاق النار بشكل عشوائي، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى. وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إنه «بسبب رفض أهالي فئة المهمشين (السود) في قرية المعرص بمديرية الزاهر، شمال الحديدة، طلب الميليشيات تجنيد أطفالهم والزج بهم إلى جبهات القتال في الساحل الغرب لتعز، داهمت الميليشيات منازل البلدة وأطلقوا الأعيرة النارية مما تسبب في مقتل أحد المهمشين وإصابة 5 نساء، علاوة على ترويع الأطفال وكبار السن». وأكد السكان أن «المشرف الأمني للحوثيين في مديرية الزاهر المدعو أبو مشعل، قدم على متن عدد من الأطقم العسكرية وهو من أصدر أمر إطلاق النار ومحاصرة القرية، إضافة إلى قيامهم بأسر عدد من المواطنين المهمشين الذين يؤكدون رفضهم أن يكونوا أدوات للقتل بيد ميليشيات الحوثي وصالح».


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».