باب التبانة وجبل محسن في لبنان ترتديان رسالة سلام باللون الأخضر

مشروع لمحو صورة سلبية التصقت بالمنطقتين الطرابلسيتين

كلمة «سلام» مرسومة على طريقة الفن الغرافيتي في منطقتي جبل محسن وباب التبانة
كلمة «سلام» مرسومة على طريقة الفن الغرافيتي في منطقتي جبل محسن وباب التبانة
TT

باب التبانة وجبل محسن في لبنان ترتديان رسالة سلام باللون الأخضر

كلمة «سلام» مرسومة على طريقة الفن الغرافيتي في منطقتي جبل محسن وباب التبانة
كلمة «سلام» مرسومة على طريقة الفن الغرافيتي في منطقتي جبل محسن وباب التبانة

هما منطقتان طرابلسيتان عانى أهاليهما الأمرين بسبب مواجهات عسكرية جرت على أرضهما. فباب التبانة وجبل محسن اللتان شكلت الأحداث العنيفة عنواناً لهما في فترة ماضية ها هما اليوم تنفضان غبار نزاعات مرت، بعد أن قررتا سوياً المشاركة في مشروع «سلام»، من خلال كتابة أحرف هذه الكلمة على أسطح منازل الشارعين المذكورين، وعلى طريقة الفن الغرافيتي.
أما الرسالة الأساسية لهذا المشروع، الذي قام به الأخوان محمد وعمر قباني، فهي محو تلك الصورة السلبية التي التصقت بالمنطقتين. «أردناها رسالة موجهة للعالم أجمع فرسمنا كلمة (سلام) على أسطح أبنية المنطقتين بدلاً من جدرانها كي تظهر جلياً على خريطة غوغل (غوغل مابس) العالمية في كلّ مرة رغب أحد ما في التعرف إلى مدينة طرابلس عبر هذه الخدمة الإلكترونية» يوضح عمر قباني أحد عضوي فريق «أشكمان» للفن الغرافيتي في حديث لـ«الشرق الأوسط».
هذا المشروع الذي شمل 1.3 كيلومتر من مجموع مساحة الشارعين عمد إلى إعادة اللحمة بين أهاليهما، بعد أن تشاركوا في دهن أسطح مبانيهم، وكتابة كلمة «سلام» عليها بالأخضر تعبيراً عن وحدتهم، ورفضهم لفكرة الحرب بكل وجوهها. وتألف فريق العمل من نحو 50 شخصاً قاده الأخوان عمر ومحمد قباني مؤسسا «أشكمان» لفن الغرافيتي. فتعاونوا لنحو 4 أسابيع واصلين الليل بالنهار من أجل إخراج منطقتي باب التبانة وجبل محسن من ذاكرة الحرب، ونقلها إلى فضاء السلام بكل ما لهذه الكلمة من معنى. فشبكوا أيديهم حول هدف واحد وأمسك كل منهم بفرشاة سميكة ليطلوا بالأخضر أسطح عماراتهم التي اهتزت أحجارها أكثر من مرة بفعل دوي الانفجارات.
«لقد دهنا 85 سطح بناية من الشارعين المتصلين ببعضهما بفعل البيوت المتلاصقة فيهما. وأخذنا على عاتقنا أن يشاركنا أبناء الحيين المذكورين هذا المشروع كي يكون ثمرة جهد قاموا به شخصياً من أجل التعبير عن رفضهم لفكرة الحرب» قال عمر قباني في سياق حديثه، وأضاف: «لقد كانوا متحمسين جداً للفكرة لا سيما أنها تصب في خانة الإنسانية ورفض العنف. ولقد ساهمت جمعية (مارش) الطرابلسية في تسهيل تنفيذ هذا المشروع بعد أن حضّرت لنا عدداً من هؤلاء الشباب للتعاون معنا ومؤازرتنا في مهمتنا هذه».
وعن كيفية ولادة الفكرة يشرح عمر: «لقد بدأنا نبحث في هذا الأمر أخي وأنا منذ نحو ثلاث سنوات إذ كنا نبحث عن مساحة نرسم عليها من خلال فن الغرافيتي كلمة (سلام). وبعدما اصطدمنا بعراقيل عديدة في مناطق مختلفة، جاءت مدينة طرابلس لتفتح لنا ذراعيها، وتوافق على إقامة هذا المشروع على أرضها من خلال الشارعين المذكورين. فالموضوع لم يقتصر على جمالية المشهد فقط، بل ساهم في خلق فرص عمل لشباب من الشارعين كانوا يدلوننا على خريطة طريقنا لتنفيذ هذا المشروع على أكمل وجه».
فحسب عمر قباني، فإن شباب المنطقتين أحاطوا المشروع بعناية فائقة، وكانوا متشوقين لإتمامه، بحيث كانوا يحضرون باكراً إلى مكان ورشة العمل، ويبدأون برسم إشارات طوبوغرافية هنا وهناك لتحديد الأسطح التي سيشملها الطلاء كل يوم بيومه. «إننا لم نقم بهذا العمل لمجرد التلوين فقط بل مساهمة منا في ترميم أسطح عمارات تعاني من مشاكل النش وغيرها بسبب تعرضها لتشققات في هيكليتها بفعل الانفجارات التي شهدتها، ولذلك استخدمنا مواد مضادة لتسرب المياه، واخترنا أن يكون الأخضر الفوسفوري لوناً لها كونه يسطع من بعيد من ناحية، ويعني الأمل من ناحية ثانية» يوضح عمر قباني في سياق حديثه.
والمعروف أن فريق «أشكمان» رائد في فن الغرافيتي في لبنان، وقد سبق ورسم أكثر من لوحة عملاقة في هذا الصدد، وبينها للراحلين صباح ووديع الصافي في منطقة الأشرفية، وأخرى لفيروز على مبنى في منطقة المزرعة، وكذلك عرفوا برسمهم لشخصية «غريندايزر» الكرتونية في أكثر من محلة.
«قد يخيل للبعض بأن هذه المبادرة أجرت تغييرات بسيطة بشكلها العام، ولكنها تركت أثرها الإيجابي الكبير على أرض الواقع، وهو أمر لمسناه عن قرب من قبل أهالي طرابلس عامة والشارعين المذكورين خاصة» يقول عمر قباني ابن بيروت، والذي يُعد طرابلس واحدة من أحب المدن إلى قلبه في لبنان.
امتدت أحرف كلمة «سلام» على أسطح العمارات مجتمعة، بحيث تم رسمها بدقة لتكون سهلة القراءة من بعيد، وفي الإمكان قراءتها من على تلة تقع في منطقة جبل محسن. «امتداد الأحرف الأربعة على هذه الأسطح تطلب منا دراسات حسابية، خصوصاً حتى تبدو، وبقياساتها المبالغ فيها ظاهرة بوضوح كما حصل معنا بحرف (السين)، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي الأحرف التي اضطررنا أحياناً إلى رسمها بشكل عمودي لتكون نسخة مطابقة عن حرف (الميم) مثلاً».
مرة جديدة يلعب فن الغرافيتي في لبنان دوراً بارزاً في تلميع صورته العمرانية، ولعل أبرز تلك المشاريع هي تلك التي شهدتها مدينة بعلبك مؤخراً، حيث تم رسم جداريات للراحلين صباح ووديع الصافي، وأخرى لفيروز في منطقة سوق القصابين فيها. أما منطقة الأوزاعي فقد تحولت إلى «أوزفيل» بعد أن تم رسم لوحات مختلفة من فن «غرافيتي» على جدران أبنيتها المختلفة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.