أوروبا على طريق تحقيق السوق الرقمية الموحدة

قمة بروكسل حددت خطوات لمواجهة جماعية لتحديات التحول

TT

أوروبا على طريق تحقيق السوق الرقمية الموحدة

قال المجلس الأوروبي، الذي يمثل الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي الموحد، إنه على استعداد للقيام بما يلزم لأوروبا لتذهب إلى الرقمية، وتلك هي الرسالة المختصرة والقوية التي خرجت بها قمة بروكسل نهاية الأسبوع الماضي، وجاءت في البيان الختامي واعتبرها العديد من المراقبين تعبيرا واضحا عن قناعة أوروبية بأهمية الرقمنة.
وقال قادة دول الاتحاد في بيان مشترك إن الرقمنة توفر فرصا هائلة للابتكار والنمو والوظائف، وتسهم في التنافسية الأوروبية العالمية وتعزز التنوع الإبداعي والثقافي. وشددوا على أن اغتنام هذه الفرص يتطلب معالجة جماعية لبعض التحديات، التي يطرحها التحول الرقمي، ومراجعة السياسات المتأثرة بالرقمنة.
وكلف القادة خلال قمة بروكسل الأخيرة مجلس وزراء الاتصالات المقرر له أن يجتمع غدا الثلاثاء، بالنظر في تنفيذ قرارات تتعلق بالتحول إلى الرقمية والاستفادة القصوى من التكنولوجيا.
وجاءت قمة بروكسل بعد أسابيع قليلة من أول قمة أوروبية عن ملف الرقمية واستضافتها تالين عاصمة استونيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، والتي قدمت للدول الأعضاء مقترحات وصفتها بروكسل بأنها أساسا ممتازا لمزيد من العمل على جميع المستويات.
وخلال القمة، قال القادة إنه من أجل بناء أوروبا الرقمية بنجاح يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى عدة أمور، أبرزها تشكيل ما يعرف بالحكومة الإلكترونية عبر إدخال الحكومات والقطاعات العامة بشكل كامل في العصر الرقمي ونشر التكنولوجيات الجديدة. هذا إلى جانب ضرورة وجود إطار تنظيمي موجه نحو المستقبل، مع التأكيد على أن استكمال استراتيجية السوق الرقمية الموحدة في جميع عناصرها بحلول نهاية العام 2018 يظل «مهمة أساسية».
ويرى القادة أنه على الرغم من إحراز تقدم كبير، إلا أنه يجب التعجيل بالعمل في هذا الصدد من أجل الوفاء بهذا الموعد النهائي . وتحقيقا لهذه الغاية، ينبغي لمجلس وزراء الاتصالات في دول الاتحاد المقرر غدا أن يناقش كيفية تسريع وتيرة العمل في السوق الرقمية الموحدة، وينبغي التوصل إلى اتفاق بين المشرعين المشاركين بشأن الحجب الجغرافي وخدمات الوسائط السمعية والبصرية وتقديم الحلول مع نهاية العام الجاري. وفي يونيو (حزيران) القادم، ينبغي أن يتفق المشرعون على التدفق الحر لمقترحات البيانات غير الشخصية ورمز الاتصالات الإلكترونية.
وأكد مجلس دول الاتحاد على أهمية ضمان وجود قواعد ملائمة بشأن تدفق البيانات من بلدان خارج الاتحاد في الاتفاقات التجارية دون الإخلال بالتشريع الأوروبي مع التشديد على ضرورة زيادة الشفافية.
وفي تالين عاصمة استونيا، جرت أول قمة من نوعها في تاريخ التكتل الموحد، وخصصت لمناقشة مستقبل الاتحاد الأوروبي الرقمي والقضايا الرقمية. وركز القادة خلال القمة على مناقشة الخطوات اللازمة لتمكين الناس والشركات والحكومات من الاستفادة الكاملة من إمكانات التكنولوجيا المبتكرة والرقمنة.
ورأت الرئاسة الدورية للاتحاد، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن انعقاد هذه القمة عكس الحاجة الملحة إلى أن تفهم أوروبا أهم المجالات التي تحتاج إلى معالجة من جانب الاتحاد والدول الأعضاء حتى تصبح أوروبا جبهة عالمية بحلول 2025 للابتكار التكنولوجي السريع والرقمنة التي تمس الصناعات كاملة، وأيضا أوجه الحياة المختلفة، فضلا عن أنها تخلق فرصا وتحديات جديدة تحتاج إلى معالجة على أعلى مستوى من القيادات والحكومات.
وقال رئيس الوزراء الاستوني جوري راتاس، الذي ترأس الاجتماع، إن «هناك الكثير لنكسبه من الطريقة الرقمية للحياة إذا كنا نفعل ذلك بالشكل الصحيح، ويمكن للجميع الاستفادة من الثورة الرقمية، سواء في القطاع العام أو المؤسسات... ولكن قبل كل شيء المواطنون. ولا ينبغي أن نترك أحدا دون أن يلاحق هذا التقدم، وإذا اتخذنا القرارات الصحيحة فإن المجتمع الرقمي يعني مليارات اليورو من النمو الاقتصادي وملايين الوظائف الجديدة وساعات العمل المرنة والأكثر توازنا، وحياة أسرية أفضل».
وفي يوليو (تموز) الماضي، قال معهد الإحصاء الأوروبي «يوروستات» إن أكثر من 8 ملايين شخص من المتخصصين في العمل بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاتحاد الأوروبي جرى توظيفهم خلال عام 2016. وكان العدد الأكبر منهم من الرجال، وخاصة من أصحاب المؤهلات العليا. وتمثل تلك الأرقام نحو 3.7 في المائة من إجمالي العمالة في السنوات الأخيرة في ظل تزايد توظيف أعداد كبيرة من المتخصصين في هذه المجالات لتلبية احتياجات العالم الرقمي.


مقالات ذات صلة

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

صحتك قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

تُعرف «أكسفورد» تعفن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص»

ماري وجدي (القاهرة)
يوميات الشرق التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص في العصر الحديث يحدث نتيجة الإفراط في استهلاك الإنترنت وفقاً لـ«أكسفورد» (أ.ب)

«تعفن الدماغ»... كلمة عام 2024 من جامعة أكسفورد

اختيرت كلمة «تعفن الدماغ» لتكون كلمة عام 2024 في «أكسفورد».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
TT

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)

نما الاقتصاد الغاني بنسبة 7.2 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، في علامة أخرى على تعافي البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ جيل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء، يوم الأربعاء.

وأظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي أن النمو السنوي في الربع الثالث كان الأعلى منذ الربع الثاني من عام 2019، وفق «رويترز».

يأتي هذا الزخم الاقتصادي الإيجابي مع استعداد الرئيس والحكومة الجديدين لتولي السلطة في 7 يناير (كانون الثاني)، بعد فوز الرئيس السابق وزعيم المعارضة الرئيسي، جون درامياني ماهاما، في الانتخابات التي جرت يوم السبت.

كما تم تعديل نمو الربع الثاني من عام 2024 إلى 7 في المائة من 6.9 في المائة، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

ومن حيث القطاعات، سجل القطاع الصناعي، الذي يقوده التعدين واستخراج الأحجار، نمواً بنسبة 10.4 في المائة، فيما نما قطاع الخدمات بنسبة 6.4 في المائة، وقطاع الزراعة بنسبة 3.2 في المائة.

ومع ذلك، سجل قطاع الكاكاو في غانا، ثاني أكبر منتج في العالم، تراجعاً بنسبة 26 في المائة للربع الخامس على التوالي.

كانت غانا قد تخلفت عن سداد معظم ديونها الخارجية في عام 2022، مما أدى إلى إعادة هيكلة مؤلمة. ورغم ارتفاع قيمة العملة المحلية (السيدي)، فإن ارتفاع معدلات التضخم واستدامة الدين الحكومي لا يزالان يشكّلان مصدر قلق للمستثمرين.