حذرت وزارة النفط العراقية الخميس بشدة جميع الدول والشركات النفطية العالمية من التعاقد أو الاتفاق مع أي جهة داخل البلاد دون الرجوع إلى الحكومة الاتحادية، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية من بغداد أمس. وكانت شركة روسنفت الروسية أعلنت الأربعاء أنها وقعت اتفاقات تقاسم إنتاج في خمس رقع نفطية في كردستان العراق، المنطقة التي دخلت أخيراً في نزاع مع حكومة بغداد المركزية بعد قراراها الانفصال عن العراق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير النفط جبار علي اللعيبي أن «التصريحات غير المسؤولة التي تصدر عن بعض المسؤولين داخل وخارج العراق أو من قبل الشركات الأجنبية بشأن نيتها إبرام العقود النفطية مع هذه الجهة أو تلك داخل الحدود الجغرافية للبلاد من دون علم الحكومة الاتحادية أو وزارة النفط، تعد تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي العراقي وانتقاصاً من السيادة الوطنية ومخالفة صريحة للأعراف الدولية».
ويشير الوزير العراقي بشكل صريح إلى الاتفاق الذي جرى بين حكومة إقليم كردستان والشركة الروسية.
وأكد الوزير أن «الحكومة الاتحادية ووزارة النفط الاتحادية هما الجهتان الوحيدتان اللتان تمتلكان الصلاحيات الدستورية والقانونية في إبرام العقود والاتفاقيات التي تتعلق بتطوير واستثمار الثروة النفطية والغازية». وتابع: «بخلاف ذلك تعد هذه الاتفاقات والعقود غير قانونية وغير ملزمة للدولة العراقية وتمنح الحق للحكومة والوزارة في اتخاذ الإجراءات القانونية في المحاكم المحلية والدولية من أجل حماية الثروة الوطنية».
وشدد وزير النفط على أن «الحكومة ووزارة النفط حريصتان على توفير البيئة الآمنة لعمل الشركات العالمية وحماية استثماراتها في جميع أنحاء العراق بما في ذلك المحافظات الشمالية». من جهتها أعلنت روسنفت في بيان أنها ستدفع حتى 400 مليون دولار لقاء 80 في المائة من المشروع كجزء من الاتفاق مع إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في العراق، رغم أن نصف هذه القيمة يمكن أن يدفع كنفط خام من الرقع.
ورداً على موقف الحكومة العراقية، شدد ايغور سيتشين رئيس شركة روسنفت الخميس على أن الشركة تتبع القانون بدقة، قائلا: «إذا كانت هناك مشاكل بين حكومة العراق وكردستان فإنهم بحاجة إلى حل المشاكل بأنفسهم». ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن سيشين قوله «أنا لست سياسيا، عملي هو إنتاج النفط».
وسيتم البدء ببرنامج استكشاف نفطي مشترك العام المقبل، وفي حال كان مثمرا ستبدأ روسنفت تطوير حقول النفط بالكامل عام 2021. بحسب الشركة الروسية. وتقول روسنفت أن احتياطات النفط القابلة للاستخراج من الرقع الخمس تبلغ نحو 670 مليون برميل، ووصفت هذه التقديرات بأنها «متحفظة».
وتأتي هذه الصفقة في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة النزاع بين أربيل وبغداد التي استعادت السيطرة بشكل كامل على المناطق المتنازع عليها وبينها كركوك وآبارها النفطية الغنية من أيدي قوات «البيشمركة».
بغداد تحذر شركات النفط العالمية من إبرام عقود بدون علمها
بغداد تحذر شركات النفط العالمية من إبرام عقود بدون علمها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة