منحت ثمانية أندية من أربعة عشر ناديا مشاركا في الدوري السعودي للمحترفين، شارة القيادة للاعبيها الأجانب خلال المنافسات المحلية السعودية، حيث لم تعد شارة القيادة حصراً على اللاعب المحلي، بعد اعتزال الكثير من لاعبي الخبرة ونجوم الكرة السعودية في السنوات الأخيرة، وكان آخرهم القائد الأسطوري لنادي الاتحاد محمد نور، وابتعاد آخرين عن الخريطة الأساسية في أنديتهم.
وفي هذا الموسم، حازت العناصر الأجنبية على شارة القيادة في الدوري السعودي للمحترفين، وتقلد ثمانية لاعبين أجانب في أندية الهلال، والنصر، والشباب، والاتفاق، والتعاون، والقادسية، والرائد، وأحد شارة القيادة، من بينهم ثلاثة حراس مرمى، في الوقت الذي احتفظ فيه ستة لاعبين سعوديين بالمنصب الفخري داخل المستطيل الأخضر، بداية بقائد الاتحاد عدنان فلاته، وقائد الأهلي منصور الحربي، وقائد الفتح محمد الفهيد، وقائد الباطن سلطان غنيمان، وقائد الفيصلي عمر عبد العزيز، وقائد الفيحاء عبد الله كنو.
بطل النسخة الماضية للدوري السعودي للمحترفين، نادي الهلال منح حارسه علي الحبسي شرف القيادة، في المواجهتين التي حضر فيها بصفة أساسية مع الفريق، ولم تكن المرة الأولى التي يرتدي فيها اللاعب الأجنبي مع النادي العاصمي شارة القيادة، ويعد أبرز من حمل الشارة من اللاعبين الأجانب البرازيلي ريفالينهو والروماني راديو، والأخير كان علامة بارزة في قيادة الفريق وتوجيه زملائه داخل الملعب، في المواسم التي قضاها في البيت الهلالي.
وكذلك هو الحال لغريم الهلال التقليدي وجاره نادي النصر، الذي أوكل هذه المهمة للمصري حسام غالي، في جميع المباريات التي خاضها مع الفريق الأصفر هذا الموسم، وسبق غالي في حمل شارة القيادة من اللاعبين الأجانب البرازيلي ليرة، والألباني حسين سميجاني، والبلغاري خريستو ستويتشكوف الذي لم يمثل الفريق سوى في مواجهتين، في كأس الكؤوس الآسيوية ومنح شرف القيادة لتاريخه الحافل بالإنجازات وخبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية.
وحمل مدافع الشباب جمال بلعمري شارة قيادة فريقه بعد الاستغناء عن أحمد عطيف والفترة التي سبقت التعاقد مع المهاجم ناصر الشمراني، إلا أن قدوم الأخير للشباب والذي يعد أهم الأسماء في تاريخه، حوّل الشارة من المدافع الصلب للمهاجم الهداف، ومن أبرز الأسماء الأجنبية في نادي الشباب التي تقلدتها البرازيلي كماتشو، والليبي طارق التايب.
وفي الاتفاق، تحولت شارة القيادة من الحارس أحمد الكسار إلى المدافع العراقي أحمد إبراهيم على خلفية تدهور نتائج الفريق الأخيرة، وابتعاد الحارس عن التشكيل الأساسي، في الوقت الذي احتفظ فيه حارس نادي التعاون المصري عصام الحضري بهذه المهمة منذ انطلاق المسابقة، ويعتبر الحضري أكبر اللاعبين سناً في الملاعب السعودية وأكثرهم خبرة؛ إذ شارف الحضري على بلوغ الـ45 عاما.
وتحولت القيادة بين لاعبي نادي الرائد للمصري شيكابالا فور انضمامه إلى الفريق، وكان الرائد يعتمد بشكل كبير على منح الشارة للاعبين الأجانب، وسبقه المغربي عصام الراقي، والفرنسي إسماعيل بانغورا، والسنغالي مودي نجاي، وكذلك هو الحال لنادي القادسية الذي اعتمد على لاعب الخبرة في الدوري السعودي البرازيلي ألتون خوزيه، كما منح نادي أحد الصاعد حديثاً لدوري الأضواء حارسه التونسي عز الدين دوخه شارة القيادة في المواجهات الست الماضية.
وتحرص الأندية كثيراً على اختيار قائد الفريق، والذي غالباً ما يتم اختياره من قبل المدير الفني للفريق والجهاز الإداري، بحيث يكون الأكبر سناً والأكثر خبرة، وله تأثير وحضور ذهني وفني داخل المستطيل الأخضر، وصاحب شخصية قوية بين زملائه اللاعبين، لما يتطلب منه إلى جانب كونه قائداً، ببث الروح المعنوية العالية التي تحفز زملاءه باختلاف تقلبات المباريات ونتائجها، ويعد المدرب داخل الملعب، والموجه الأول للفريق.
ودائماً ما يحظى قائد الفريق بصفات خاصة، وبعلاقات مميزة واحترام من جميع اللاعبين، سواء داخل الملعب أو حتى خارجه، ويكون حلقة الوصل بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري، ومن الأمثلة على ذلك، قائد الاتحاد السابق محمد نور الذي تكفل بمكافأة الفوز لبقية زملائه في المواجهات الحاسمة، وتنازله عن مكافأة لصالح لاعبين شبان، وتسديده مستحقات النادي من حسابه الخاص، إلى جانب حرصه على اجتماع شهري بلاعبي الاتحاد في منزله الخاص.
المسؤولية تتضاعف على قائد الفريق حتى تصل إلى خارج المستطيل الأخضر لتصل إلى التدريبات، وتمتد إلى خارج أسوار النادي، ويتوجب عليه احتواء زملائه اللاعبين، وحل المشاكل التي تعترضهم كونه اللاعب المقرب من الجميع، وحلقة الوصل بين الجهاز الإداري واللاعبين، وهذه المواصفات تُكتسب مع خبرة السنين الطويلة في الملاعب، وما تعرض له القائد من مواقف باستطاعته التعامل معها باحترافية والتغلب عليها، ويبقى القائد الحقيقي عملة نادرة في جميع الأندية.
وتحمل شارة القيادة معاني كثيرة ورسائل مختلفة لحاملها، لتميزه عن بقية اللاعبين، على الرغم من أنها عبارة عن ربطة تعلق في الذراع اليسرى، وتحمل ألوان النادي واسمه وشعاره، ولا يتمتع قائد الفريق بأي ميزة أخرى عن بقية اللاعبين سوى كونه أول لاعب يحمل الكأس أثناء التتويج باللقب، واللاعب الذي يتوجه لدائرة المنتصف لإجراء قرعة بداية المباراة مع الحكم، واللاعب الوحيد المخول بمناقشة الحكم بطريقة مقبولة.
ومن أبرز من تقلد شارة القيادة من اللاعبين السعودي قائد المنتخب الأسطوري ماجد عبد الله الذي يعد أول قائد وصل بالمنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم، كما حقق مع ناديه النصر بطولات عدة، وتوج بألقاب شخصية كثيرة، كما يعد مدافع الهلال والمنتخب السعودي صالح النعيمة من أبرز القادة الذين مروا على تاريخ الكرة السعودية، وأول قائد سعودي يحمل بطولة كأس آسيا، ولاعب نادي الشباب والمنتخب السعودي فؤاد أنور الذي برز بشكل لافت في كأس العالم ونال شرف حمل أول بطولة خليجية، إلى جانب المهاجم الهلالي والمنتخب السعودي سامي الجابر، الذي حمل الشارة وأسهم في وصول منتخبه في مناسبتين لنهائيات كأس العالم
وعلى صعيد الأندية، يبقى قائد الاتحاد محمد نور الاسم اللامع في سماء الدوري السعودي، وأبرز من تقلد شارة القيادة، لكونه أكثر لاعب توج بالألقاب المحلية والقارية، وشارك في مونديال كأس العام للأندية في مناسبتين على التوالي، بعدما أسهم بشكل لافت في تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا قبل الوصول بفريقه للعالمية.
وفي نادي الهلال «الفيلسوف» يوسف الثنيان ومحمد الشلهوب من أبرز من حمل شارة القيادة، ويبرز اسم فهد الهريفي ويوسف خميس في نادي النصر في الفترة الذهبية التي مرت على النادي العاصمي، ومن الساحل الغربي، يأتي لاعب الأهلي خالد مسعد الذي كان علامة بارزة عندما حمل شارة القيادة، وفي نادي الاتفاق صالح خليفة. وهؤلاء اللاعبون حُفرت أسماؤهم في تاريخ الكرة السعودية، كأبرز من حمل شارة القيادة، وتحمل مسؤوليتها.
الأندية السعودية تمنح «شارة القيادة» لمحترفيها العرب
اختيار قائد الفريق عادةً ما يكون قرار «المدير الفني»
الأندية السعودية تمنح «شارة القيادة» لمحترفيها العرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة