في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة الإسرائيلية لاستقبال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اليوم الاثنين، في تل أبيب، للتباحث معه في الملفين المتشابكين، السوري والإيراني، أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة، أمس، أن تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حول «خرق إيران لروح الاتفاق النووي»، يعتبر «نقلة نوعية تفتح آفاقاً جديدة لمحاصرة نظام الحكم في طهران وصد مشاريعه العدوانية في المنطقة».
ودعا نتنياهو، المجلس الوزاري المصغر في حكومته (الكابنيت)، إلى اجتماع يعقد اليوم للتباحث في هذه التطورات ورسم خريطة طريق لتعميق التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة النظام الإيراني.
وبعد أن رحب نتنياهو بقرار ترمب «المهم حول الشأن الإيراني»، أضاف: «من البديهي تماماً أن إذا نظرنا إلى هذه الاتفاقية بتمعن، لو لم يتغير أي شيء، فإيران ستملك ترسانة من الأسلحة النووية في غضون سنوات قليلة. فالاتفاق لا يحول دون ذلك. إنه يشكل مساراً مؤكداً لتكوين منظومة تخصيب من شأنها السماح لإيران بتحقيق طفرة سريعة تؤدي بها إلى حيازة العشرات والعشرات من القنابل الذرية، وأكثر من ذلك حتى، فلذلك هذا القرار يحظى بأهمية بالغة. وعليه، فإن القرار الذي اتخذه الرئيس ترمب أتاح فرصة تعديل الاتفاقية النووية، وكذلك التصدي للعدوان الإيراني المتزايد والمتصاعد في منطقتنا. إنني على ثقة بأنه يتعين على كل حكومة مسؤولة، وعلى كل من يلتمس دعم السلام والأمن في العالم، انتهاز الفرصة التي أتاحها قرار الرئيس ترمب ليتم تحسين الاتفاقية أو إلغاؤها، وليتم بالطبع التصدي للعدوان الإيراني أيضاً».
وأشاد نتنياهو، بشكل خاص، بقرار ترمب فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني. وقال: «إن الحرس الثوري عبارة عن ذراع رئيسية لإيران تستعملها من أجل إشاعة الإرهاب في كل أنحاء العالم، وبالطبع لإشاعة عدوانها في أنحاء الشرق الأوسط».
وسيلتقي نتنياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، وقادة الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن المختلفة مع الوزير الروسي، خلال يومين، وسيبحثون معه ومرافقيه من القادة الأمنيين هذا الملف بكل جوانبه. وقال مسؤول إسرائيلي: «على الرغم من أن موعد هذه الزيارة عُين مسبقاً، إلا أنها تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة للجهاز الأمني اليوم، في أعقاب خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول الاتفاق النووي الإيراني». وأكد أن إسرائيل تنوي إطلاع شويغو على الجهود التي تبذلها إيران لترسيخ وجودها في سوريا، وتأثير ذلك على إسرائيل. كما يتوقع أن يناقش شويغو وليبرمان توثيق التنسيق بين الجهازين الأمنيين الروسي والإسرائيلي، القائم بين الطرفين منذ دخول الجيش الروسي إلى سوريا قبل نحو سنتين. وسوف تقدم إسرائيل لوزير الدفاع الروسي، الذي يزور إسرائيل لأول مرة منذ تعيينه في منصبه في سنة 2012 تقارير عن «التواجد الإيراني في سوريا، والجهود الإيرانية لإقامة قاعدة إيرانية فيها وتأثيره عليها، وكذلك دور إيران في دعم حزب الله ونشاطاته في سوريا ولبنان».
الجدير ذكره أن وزير الدفاع الإسرائيلي، ليبرمان، سيزور الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل، ليتباحث مع قادة البنتاغون حول هذه الملفات أيضاً.
تل أبيب تستعد لبحث الملفين الإيراني والسوري مع موسكو
تل أبيب تستعد لبحث الملفين الإيراني والسوري مع موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة