جعجع يطالب عون باستعادة قرار الدولة

TT

جعجع يطالب عون باستعادة قرار الدولة

طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الرئيس ميشال عون بـ«اتخاذ المبادرة من أجل استعادة قرار الدولة». وأعلن رفضه «التعامل مع النظام السوري»، محذراً من أن «يدفع اللبنانيون ثمن سياسات (حزب الله) مرتين، مرة من خلال مشاركتهم في الحرب السورية، ومرة أخرى من خلال سعيه للتطبيع مع النظام الذي أصبح بحكم المنتهي».
وأمل جعجع في مدينة سيدني في مستهل جولة أسترالية أن «تفوز القوات اللبنانية بكتلة نيابية وازنة، لكي تستطيع أن تحقق مشروعها ببناء الدولة». ونصح «المغتربين عموماً والقواتيين خصوصاً، بتسجيل أسمائهم في القنصليات اللبنانية تمهيداً للمشاركة في الانتخابات المقبلة».
ودعا جعجع، عون إلى «المبادرة من أجل استعادة قرار الدولة»، معتبراً أن «وجوده (الرئيس عون) في قصر بعبدا صحح التوازن الداخلي»، ورأى أن «هناك تحديات أساسية أمام القوات اللبنانية، في مقدمتها استعادة القرار السيادي الوطني المصادر، وبناء الدولة القوية وتأمين إدارة الدولة».
وقال: «بإمكان لبنان أن يكون دولة غنية إذا توقف الهدر في الإدارات، وقد أصبحنا ندرك حجم الهدر عن قرب من خلال مشاركتنا في الحكومة».
وحول إمكانية التحالف الانتخابي مع تيار «المردة»، أوضح جعجع أن «هناك تواصلاً دائماً بين المسؤولين من الفريقين، والعلاقة صارت طبيعية، أما التحالف فأمامه طريق ليست بقصيرة، لأن نظرة (المردة) للأمور السياسية لا تزال مختلفة عن نظرتنا». أما بشأن الخلاف مع حزب الكتائب، فقال: «إننا مع (الكتائب) لا يمكن إلا أن نكون على علاقة جيدة، فمن بين كل الأحزاب اللبنانية هو الأقرب إلينا من جهة الطروحات السياسية رغم المقاربة المختلفة مع القيادة الحالية».
وجدد رئيس «القوات اللبنانية» رفضه «التعامل مع النظام السوري وأن ندفع ثمن سياسات (حزب الله) مرتين، مرة من خلال مشاركتهم في الحرب (السورية)، ومرة أخرى من خلال سعيهم إلى التطبيع مع النظام الذي أصبح بحكم المنتهي». وعبر عن أسفه لأنه «بعد 12 عاماً على خروج الجيش السوري من لبنان، هناك من يحاول إعادة النفوذ السوري إلى لبنان ويستعمل قضية النازحين لكي يستطيع البعض من خلالها إعادة النفوذ السوري»، لافتاً إلى أن «النازحين السوريين نزحوا لأنهم لا يريدون بشار الأسد، وإذا كان من وصفة كي يبقوا في لبنان فهي محاولة إعادتهم مع بشار الأسد، فمن لا يريد عودة النازحين يدعو إلى التفاوض مع بشار الأسد».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.