كشف لغز تصنيع متفجرات هجمات بروكسل

عقب اعترافات أحدث المعتقلين على خلفية التفجيرات

عناصر من الشرطة البلجيكية أثناء عملية أمنية في أحد أحياء بروكسل التي تقطنها غالبية من المهاجرين المسلمين («الشرق الأوسط})
عناصر من الشرطة البلجيكية أثناء عملية أمنية في أحد أحياء بروكسل التي تقطنها غالبية من المهاجرين المسلمين («الشرق الأوسط})
TT

كشف لغز تصنيع متفجرات هجمات بروكسل

عناصر من الشرطة البلجيكية أثناء عملية أمنية في أحد أحياء بروكسل التي تقطنها غالبية من المهاجرين المسلمين («الشرق الأوسط})
عناصر من الشرطة البلجيكية أثناء عملية أمنية في أحد أحياء بروكسل التي تقطنها غالبية من المهاجرين المسلمين («الشرق الأوسط})

أدلى إبراهيم. ت (39 سنة)، الذي اعتقلته السلطات الأمنية البلجيكية قبل أيام قليلة، باعترافات أولية قد تساعد سلطات التحقيق بشكل كبير في الوصول إلى الإجابة على سؤال مطروح منذ تفجيرات بروكسل في مارس (آذار) من العام الماضي، يتعلق بكيفية تصنيع المتفجرات التي استخدمت في الهجوم على مطار بروكسل ومحطة قطارات داخلية؛ مما أودى بحياة 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وحسب ما كشفت عنه تقارير إعلامية في العاصمة البلجيكية أمس؛ فقد أدلى إبراهيم. ت، وهو من أصول عربية، باعترافات أولية، تشير إلى أن أحد العملاء الذين كانوا يترددون على المحل التجاري الذي كان يعمل فيه إبراهيم، هو السويدي من أصل سوري أسامة كريم، الذي غادر محطة القطارات الداخلية في مالبيك ببروكسل قبل وقت قصير من الانفجار الذي نفذه البكراوي. ووصفت وسائل الإعلام أسامة، بأنه الرجل الذي قدم الدعم اللوجيستي، حيث قام أيضا بشراء الحقائب من أحد المراكز التجارية في بروكسل، وهي الحقائب التي وضع فيها منفذو الهجمات، التفجيرات المستخدمة.
كما تطابقت اعترافات إبراهيم. ت، مع بعض اعترافات أسامة كريم في هذا الصدد. كما كشفت كاميرات المراقبة عن وجود سيارة بالقرب من الشقة التي خرج منها منفذو التفجيرات صباح يوم الهجوم، وهي السيارة نفسها التي أظهرتها صور كاميرات قريبة من المحل التجاري الذي اشترى منه أسامة كريم، بعض المواد التي تدخل في تصنيع المتفجرات، كما أن مراقبة حركة الهواتف النقالة التي جرى رصدها قبل أيام من التفجيرات دلت على وجود صاحب الهاتف في المنطقة نفسها التي يوجد بها المحل التجاري القريب من محطة قطار جنوب بروكسل، ويبيع المواد التي يسهل الحصول عليها، ويمكن استخدامها في تصنيع مواد متفجرة.
وكان إبراهيم قد اعتقلته الشرطة ضمن أربعة أشخاص عقب عملية مداهمة جرت الاثنين الماضي، وشملت 11 منزلا في أحياء عدة ببروكسل، منها حي سخاربيك، حيث توجد الشقة التي خرج منها منفذو تفجيرات مارس 2016، كما كان من بين المعتقلين شخص آخر يدعى علي وهو شقيق إبراهيم، لكن سلطات التحقيق أطلقت سراحه هو وشخصين آخرين، بينما جرى تمديد اعتقال إبراهيم للاشتباه في تورطه في أنشطة جماعة إرهابية. وكان علي شقيق إبراهيم قد صدر ضده حكم في العام 2013 لتورطه في ملف له علاقة بتجنيد وتسفير أشخاص للسفر إلى سوريا، بحسب ما ذكرت صحيفة «ستاندرد» البلجيكية اليومية.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، قالت سلطات التحقيق البلجيكية، إن 12 شخصا جرى اعتقالهم خضعوا للتحقيق معهم على خلفية ملف تفجيرات بروكسل،، وقرر قاضي التحقيقات إطلاق سراحهم جميعا، ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر مقربة من التحقيقات، بأن الغرض من عمليات المداهمة هو اكتشاف أماكن مخبأ فيها أسلحة تابعة لعناصر الخلية الإرهابية التي نفذت تفجيرات مارس من العام الماضي.
وكانت الشرطة خلال الأشهر التي أعقبت التفجيرات قد نجحت في اعتقال ثمانية أشخاص على خلفية التورط بشكل أو بآخر في تنفيذ هجمات بروكسل، وهم محمد عبريني وأسامة كريم والأخوين إسماعيل وإبراهيم فارسي، والبلجيكي هيفري، وبلال مخوخي، وعلي الحداد، ويوسف العجيمي. ولكن المعلومات التي حصلت عليها السلطات، ومنها معلومات من حاسوب عثر عليه في سلة قمامة يوم التفجيرات، بالقرب من السكن الذي خرج منه منفذو الهجمات، كلها تشير إلى وجود أسلحة مخبأة، ولم يتم استخدامها بعد، ومنها كلاشنيكوف وقنابل ومواد متفجرة، وغيرها.
وكان لدى انتحاريي 22 مارس خلفاء محتملون، حسب ما أكدته صحيفة «لاليبر» البلجيكية في وقت سابق؛ وذلك استنادا إلى تسجيل صوتي طويل مدته عشر دقائق، مرسل إلى جهات اتصال بسوريا. وكان الإرهابيون قد أبلغوا رؤساءهم بأن أسلحة ورجالا كانوا على استعداد لخدمة مشاريع إرهابية أخرى. وتم تسجيل محادثة الإرهابيين نجيم العشراوي وإبراهيم البكراوي عشية هجمات بروكسل يوم 21 مارس 2016. وذكر الاثنان رجلين ثقة هما أبو عمران الذي يأمل في إيجاد وسيلة للذهاب إلى ليبيا أو إلى سوريا، و«الأخ أمين» الذي تعهد هو أيضا بالولاء لتنظيم داعش، ويأمل في الوصول إلى أرض الإرهاب.
ووفقا لصحيفة «لاليبر»، كان المحققون مقتنعين بأنهم حصلوا على هوية أبو عمران، الذي كان هو بلال المخوخي الذي تم اعتقاله في منزل عائلته ببروكسل يوم 8 أبريل (نيسان) من العام الماضي. أما بخصوص أمين، فربما يكون هو صديقه هرفييه، الذي ألقي عليه القبض في اليوم نفسه. وكان يخبئ في منزله أسامة كريم السويدي الذي تراجع عن تفجير نفسه بالمترو. وجاء ذلك بعد أن تضاربت أقواله في التحقيقات، فقد ذكر المخوخي في اعترافاته عقب اعتقاله أنه لم يذهب من قبل إلى السكن، الذي كان يقيم فيه الأشخاص الثلاثة، الذين شاركوا في تفجير مطار بروكسل، لكن عقب تحليل عينات «دي إن إيه» في ديسمبر (كانون الأول)، اعترف المخوخي بأنه زار السكن بالفعل، لكن لفترة قصيرة استغرقت 15 دقيقة، وأنه لم يلاحظ شيئا لافتا للنظر.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».