منذ بداية صعود تنظيم داعش الإرهابي إلى الواجهة الإعلامية، وانتشاره الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تعددت الشخصيات والجنسيات التي انضمت إليه... فهرب البعض من بلاده وقُتل وهو معتنق آيديولوجية الإرهاب، ومنهم من هرب من معاقله نادماً، بعد اكتشاف حقيقة هذا التنظيم الزائفة والمخادعة.
وكشفت مصادر استخباراتية لصحيفة «صن» البريطانية عن مقتل سالي جونز، مغنية الراب البريطانية التي انضمت إلى «داعش»، ولقبت بـ«الأرملة البيضاء» بالقرب من الحدود بين سوريا والعراق خلال غارة أميركية، وذلك عندما كانت تحاول الهرب من معقل التنظيم في الرقة باتجاه بلدة الميادين السورية.
وأكدت المصادر نفسها لـ«صن» أنّ القوات الأميركية رصدت تحركات سالي جونز ومحاولتها الهرب، حيث ذكر قياديون في المخابرات الأميركية أن طائرة من دون طيار من نوع «بريديتور» تمكنت من القضاء على جونز في يونيو (حزيران). وقد تمّ التكتم على مصرعها بعد معلومات من مقتل ابنها البالغ من العمر 12 عاما في الغارة نفسها.
وتجتاح أخبار انضمام الفنانين والمشاهير إلى صفوف «داعش» الوسائل الإعلامية منذ عام 2012، فمن هم أبرز المشاهير الذين انضموا إلى هذا التنظيم الإرهابي؟
* دينيس كسبرت
التحق مغني الراب الألماني، دينيس كسبرت بتنظيم داعش، وأعلن ولاءه لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، وأطلق على نفسه اسم «أبو طلحة الألماني».
ظهر كسبرت في عدد كبير من مقاطع الفيديو التي يصدرها التنظيم، وتولى مسؤولية تجنيد عناصر جديدة ناطقة باللغة الألمانية. وأدرجته الإدارة الأميركية على لائحتها السوداء للشخصيات الإرهابية.
* كيمبيرلي مينرز
أعلنت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن عارضة الأزياء الشهيرة كيمبيرلي مينرز، البالغة من العمر 27 عاماً، انضمت إلى تنظيم داعش الإرهابي.
ولجأت مينرز إلى موقع «فيسبوك» للتواصل مع «داعشي» بريطاني يقاتل في سوريا، وذلك لتأمين مغادرتها بريطانيا.
وأفادت الصحيفة بأن عارضة الأزياء السابقة التحقت بفرقة «العرائس» التابعة لـ«داعش» تحت اسم «عائشة لورين البريطانية»، ونشرت في حسابها صوراً لنساء يحملن أسلحة متنوعة.
* عبد المجيد عبد الباري
اعتزل مغني الراب البريطاني من أصل مصري عبد المجيد عبد الباري، الغناء قبل أن ينضم للتنظيم، فغادر المملكة المتحدة إلى سوريا في أواخر عام 2014.
اتهم عبد الباري بقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي. كما أنه ابن القيادي عادل عبد المجيد عبد الباري، المتهم بتفجير السفارتين الأميركيتين عام 1998 في نيروبي ودار السلام.
سالي جونز
قررت عازفة الغيتار السابقة سالي جونز الانضمام إلى تنظيم داعش عام 2015، بعد زواجها من الهاكر البريطاني «جنيد حسين» المتهم الثاني بذبح الصحافي جيمس فولي.
* «إمينو»
أما مطرب الراب التونسي مروان الدويري، المعروف باسم «إمينو»، الذي توج «أفضل مغني راب» في بلاده عام 2011، فأعلن التحاقه بـ«داعش» في مارس (آذار) 2015. ونشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورة تثبت ذلك. وقضى الدويري عقوبة بالسجن مدتها 8 أشهر بتهمة تعاطي المخدرات، وذلك قبل الانضمام إلى التنظيم بفترة.
* رائد فهد
يعد فهد من الأشخاص المنشقين عن «داعش»، فبعد أن التحق بالتنظيم، ندم وتراجع عن قراره.
* عماد مغربي
نشر منتدى إعلامي تابع لـ«داعش»، في أواخر 2014، صوراً لللاعب عماد مغربي من نادي «فينورد روتردام» الهولندي، وهو يرتدي قميصاً عليه صورة البغدادي، مما يؤكد انضمامه إلى صفوف التنظيم.
وكتب الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية وعضو «منتدى الحياة الدستورية والعدالة للجميع»، عن دوافع بعض الفنانين للالتحاق بمنظمات إرهابية متطرفة مثل «داعش»، قائلا: «لم يلتحق مثقفون غربيون بتنظيم إرهابي بسبب إيمانهم بتطرفه، ولا انجذاباً إلى دعواته المغلفة بدعاية حديثة. كما أنهم لم يفكروا أصلاً في موقفه من الفن والإبداع والحرية». وأضاف: «لقد ذهبوا إليه لعوامل داخلية تتعلق ببلادهم بالمقام الأول، وبحالة يجدون أنفسهم فيها ويريدون فكاكاً منها بأي وسيلة». وأكد أنه يوجد في كل مجتمع فئة من الشباب المتمرد والباحث عن قضية كبرى يتبناها... «ولذلك يعاني بعض الشباب المتطلعين إلى قضايا كبرى تشغلهم، من حالة يطلق عليها (غربة النفس)، حيث تدفع هؤلاء الأشخاص إلى البحث عن مثل هذه القضايا».
كما شرحت الاختصاصية النفسية نور أيمن أسباب انجراف بعض الأشخاص، خصوصا المشاهير منهم، إلى تنظيمات متطرفة، وقالت: «من أهم الأسباب جهوزية الفرد للاقتناع بأي فكرة تطرح أمامه، حيث يكون المقتنع بفكر التنظيمات الإرهابية ذا نفسية جاهزة للتأثر، وميل إلى العنف في تناول القضايا والأفكار». وتابعت: «أعتقد أن بعض الأشخاص لديهم الرغبة العارمة لإشباع شهوة السلطة والتعامل مع السلاح ولذة السيطرة... ذلك إضافة لحب المال طبعا، والحاجة للشعور بالانتماء إلى جماعة تقدم لهم الاستقرار والتعايش. ولا شك في أن (داعش) يبرع في استخدام كل هذه العوامل بذكاء».
ورغم التفسيرات النفسية والاجتماعية لانضمام أهل الفن والثقافة إلى منظمات إجرامية وإرهابية متطرفة، فإن العقل البشري يقف حائرا أمام هذه الحالات.