سعوديون يتعلمون اللغة الروسية بالرياض

التقارب السعودي ـ الروسي يفتح آفاقاً جديدة لإتقان هذه اللغة

سعوديون يدرسون الروسية بالرياض
سعوديون يدرسون الروسية بالرياض
TT

سعوديون يتعلمون اللغة الروسية بالرياض

سعوديون يدرسون الروسية بالرياض
سعوديون يدرسون الروسية بالرياض

تمتاز السعودية بأنها الدولة الوحيدة في الخليج التي تتيح لطلبة الجامعات الحكومية دراسة اللغة الروسية، عبر برنامج متخصص تتبناه جامعة الملك سعود في الرياض، في حين توقع أكاديميون أن يسهم التقارب السعودي الروسي الأخير في دفع عجلة الحراك الأكاديمي والثقافي، واستقطاب المزيد من المهتمين لدراسة اللغة الروسية، وتوفير مئات الفرص الوظيفية للمتخصصين السعوديين بهذا الشأن.
وأكد الدكتور عبد الرحمن المنصور، عميد كلية اللغات والترجمة في جامعة الملك سعود لـ«الشرق الأوسط»، أن تطور مستقبل العلاقات السعودية - الروسية من شأنه أن يسهم في دفع حراك التبادل الأكاديمي والثقافي بين البلدين، من خلال تدفق الطلبة السعوديين على برنامج دراسة اللغة الروسية الوحيد في المنطقة، مشيراً إلى أن العلاقات السياسية الوطيدة من شأنها كذلك خلق مئات الفرص الوظيفية للسعوديين المتمكنين من التحدث باللغة الروسية.
وأشار الدكتور بدر العكاش، أستاذ اللغة الروسية في جامعة الملك سعود، إلى أن زيارة الملك سلمان الأخيرة إلى روسيا تزيد رغبة السعوديين في دراسة وتعلم اللغة الروسية.
وقال العكاش خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «العلاقة بين البلدين أصبحت في مستوى استراتيجي مهم، في المقابل لا يزال عدد المتخصصين في دراسة وفهم الروسية قليل، وبالتالي لا بد من زيادة ومحاولة سد هذه الثغرة، خصوصاً مع الانطلاقة الكبيرة التي تشهدها العلاقة الثنائية بين البلدين».
وتطرق إلى الفائدة الكبرى من تأسيس مكتب إعلامي سعودي في موسكو، الذي تم كشف الستار عنه هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن هذا المكتب من شأنه الإسهام في زيادة التقارب والتواصل الثقافي بين البلدين، وزيادة عدد المهتمين بدراسة الروسية في الجانب السعودي. وتابع: «لاحظنا في آخر سنتين أن هناك اهتماماً لافتاً بتعلم اللغة الروسية، لم يكن موجوداً في السابق، بسبب العودة القوية لروسيا في الحراك السياسي الدولي، وزيارة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة التي من شأنها مضاعفة الأهمية هذا الجانب».
يذكر أن جامعة الملك سعود وقعت في مايو (أيار) الماضي، مذكرة تفاهم مع جامعة موسكو الحكومية، بمقر الجامعة الروسية في موسكو، بمختلف أوجه التعاون العلمي والبحثي بين الجامعتين كإجراء البحوث المشتركة، وتنظيم المؤتمرات والندوات العلمية، والتنسيق لتبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتعزيز تدريس اللغة العربية بجامعة موسكو، واللغة الروسية بجامعة الملك سعود، على أن تتولى الكليات والأقسام العلمية في الجامعتين تحويل هذه الاتفاقية إلى برامج عملية.
ووفقاً لموقع جامعة الملك سعود الإلكتروني، فإن اللغة الروسية تنحدر من الأصل السلافي، نسبة إلى قبائل السلاف في البلقان، وهي إحدى اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، ويتحدث بها أكثر من مائتي مليون روسي، ونحو 150 مليوناً في الجمهوريات الإسلامية الآسيوية التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي سابقا، الذي انهار عام 1991. كما أنها تعد اللغة الأجنبية الأولى في 8 جمهوريات سوفيتية سابقة.
وبحسب قسم اللغات في الجامعة، فإن أهميتها تأتي أيضاً من القيمة التي تمثلها روسيا على المستوى العالمي، وما لها من دور فاعل في السياسة العالمية، وثقل في المجالات الصناعية والتقنية، وما يربطها بالدول العربية من علاقات. وأشار موقع الجامعة إلى أن تعلم اللغة الروسية يساعد على دعم العلاقات الاقتصادية وتبادل الخبرات الصناعية بين السعودية وروسيا، كما يساعد في مجال تصحيح وتنقية العقيدة الإسلامية لدى شعوب الدول الإسلامية الجديدة - المستقلة عن الاتحاد السوفياتي السابق - والتي كان لها دور كبير في الثقافة والعلوم الإسلامية في الماضي.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.