السعودية تحتوي أسباب تراجع أسعار النفط

على المدى القصير

TT

السعودية تحتوي أسباب تراجع أسعار النفط

فيما يبدو أن السعودية احتوت أسباب تراجع أسعار النفط على المدى القصير، في إطار مجهوداتها لإعادة التوازن للسوق، بدءاً بتحملها نسبة كبيرة من تخفيض الإنتاج، في إطار اتفاق «أوبك» ومنتجين مستقلين لتحييد 1.8 مليون برميل يومياً، مروراً بالمرونة الكبيرة التي أبدتها مع روسيا، بشأن تمديد الاتفاق الذي سينتهي في مارس (آذار) المقبل.
والسعودية، بصفتها أكبر مصدر للنفط في العالم، تحاول احتواء تزايد صادرات الولايات المتحدة من الخام، الذي سيضع ضغوطا على الأسعار العام المقبل، لكن على الأسبوع الماضي، خفضت شركات الطاقة الأميركية عدد حفارات النفط العاملة للأسبوع الرابع في خمسة أسابيع في الوقت الذي توقف فيه تعافي أنشطة الحفر الذي استمر 14 شهرا مع تقليص الشركات لخطط الإنفاق. وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة، إن الشركات قلصت عدد منصات الحفر النفطية بواقع حفارين في الأسبوع المنتهي في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) ليصل العدد الإجمالي إلى 748 منصة.
وعدد الحفارات، الذي يعد مؤشرا مبكرا على الإنتاج في المستقبل، ما زال أكبر من 428 حفاراً كان عاملاً قبل عام بعد أن عززت شركات الطاقة خطط الإنفاق في وقت سابق من العام، في ظل توقعها لارتفاع أسعار الخام في الأشهر المقبلة.وبلغ سعر العقود الآجلة للخام الأميركي في المتوسط أكثر من 49 دولارا للبرميل منذ بداية 2017، ليتجاوز بكثير متوسط العام الماضي البالغ 43.47 دولار للبرميل.
وعلى الرغم من أن بعض شركات التنقيب والإنتاج قلصت خطط استثمارها لعام 2017 خلال الأشهر القليلة الماضية جراء انخفاض العقود الآجلة للخام في الآونة الأخيرة، فإنها ما زالت تخطط لإنفاق المزيد من الأموال هذا العام مقارنة مع العام الماضي.
وقال رئيس فيتول، أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، يوم الخميس، إن تزايد صادرات الولايات المتحدة من الخام سيضع ضغوطا على أسعار النفط في 2018، لكن أضاف أن الأسعار قد تتعافى باتجاه 60 و65 دولارا للبرميل خلال العامين إلى الأعوام الثلاثة القادمة.
نقلت وكالة الأنباء السعودية يوم الجمعة، عن الملك سلمان قوله إن السعودية ما زالت تحرص على استقرار سوق النفط العالمية على نحو يوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين.
وقالت الوكالة، إن الملك سلمان قال لدى استقباله أعضاء مجلس الأعمال السعودي الروسي في موسكو مساء الخميس: «المملكة كانت ولا تزال تحرص على استقرار السوق العالمية للنفط بما يحقق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين». وأضاف: «كانت مساهمتنا مع الأصدقاء الروس محورية للتوصل إلى آفاق نحو إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية، وهو ما نأمل في استمراره».
وقال العاهل السعودي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أول زيارة يقوم بها ملك سعودي لروسيا، إن البلدين سيواصلان العمل على استقرار أسواق النفط العالمية.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، إنه لا توجد خلافات بين بلاده والسعودية بشأن أسواق النفط، لكنهما بحاجة لمناقشة الموضوع أكثر.
وأضاف أن جميع الاحتمالات مطروحة لتحرك مشترك بين البلدين لتحقيق الاستقرار بأسواق النفط. وهبطت أسعار النفط أكثر من اثنين في المائة يوم الجمعة، منهية أطول موجة ارتفاع لخام القياس العالمي مزيج برنت في 16 شهرا، والتي استمرت عدة أسابيع، مع عودة المخاوف بشأن فائض المعروض.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.4 في المائة، أو ما يعادل، 1.38 دولار، في التسوية إلى 55.62 دولار للبرميل، منهية سلسلة من المكاسب استمرت خمسة أسابيع كانت الأطول منذ يونيو (حزيران) 2016. وعلى أساس أسبوعي، خسر برنت 3.3 في المائة. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.50 دولار، أو ما يعادل ثلاثة في المائة، إلى 49.29 دولار للبرميل خلال الجلسة لينهي الأسبوع منخفضا 4.6 في المائة.
ودعم احتمال تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين من بينهم روسيا الأسعار في الجلسات السابقة.
كان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال الخميس إن المملكة تبدي «مرونة» بشأن تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام المقبل.


مقالات ذات صلة

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

الاقتصاد انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

أعلنت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

«الشرق الأوسط» (دنفر)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد فقد نظام الأسد السيطرة على معظم حقول النفط في سوريا خلال الحرب الأهلية (د.ب.أ)

ما هو مستقبل قطاع النفط السوري بعد سقوط الأسد؟

تطرح إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد -نهاية الأسبوع الماضي- السؤال حول ما يحمله المستقبل لقطاع النفط الحيوي في البلاد، والذي أصابته الحرب الأهلية بالشلل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.