يمنح المذاق الفريد عنب الطائف شهرة واسعة تتجاوز السعودية إلى الدول المجاورة. وتطل 80 ألف شجرة عنب بعناقيدها وعذوقها لتحكي قصة منطقة اشتهرت منذ أكثر من ألف عام بزراعة العنب لما له من مكانة خاصة في حياة أهالي الطائف الذين تفننوا في زراعته واهتموا به وكان سفيراً لهم في الدول المجاورة.
وقال مدير فرع وزارة الزراعة بالطائف المهندس حمود الطويرقي لـ«الشرق الأوسط» إن محافظة الطائف التي تعد من أشهر مصايف السعودية لما تمتاز به من برودة الأجواء وهطول الأمطار بسبب ارتفاعها عن سطح البحر، تشتهر بزراعة الفواكه الموسمية خصوصاً العنب.
وأضاف أن في الطائف نحو مائتي مزرعة عنب تضم أكثر من 80 ألف شجرة، وتعمل وزارة الزراعة على دعم المزارعين لتطوير زراعته عبر توزيع شتلات عليهم كل عام بما يسهم في زيادة عدد المزارع، وتوعيتهم بمواعيد الزراعة والتقليم وطرق مكافحة الأمراض والآفات للحصول على منتج جيد.
وأشار إلى أن ورشات عمل وندوات ومحاضرات تعقد للمزارعين لتعريفهم بأهمية استخدام الطرق الحديثة في الزراعة لما لها من أهمية في توفير المياه، لافتاً إلى أن فرع وزارة الزراعة أقام حقلاً إرشادياً في إحدى مزارع العنب استخدم فيه الري بالتنقيط لتعريف المزارعين بهذا الأسلوب من الري في ظل شح المياه.
إلى ذلك، أوضح إبراهيم الثبيتي صاحب إحدى مزارع العنب ببني سعد الشهيرة بجودة الإنتاج والمحصول جنوب الطائف، أن زراعة العنب ازدهرت في مزارع بني سعد قبل سبعة عقود نظير اهتمام الأهالي، وكذلك الحال في قرى بلاد ثمالة وبني سالم ووادي ليا والقيم والعرج شرق الطائف ووادي محرم، لافتاً إلى أن العنب الطائفي الآن بات محط اهتمام وتنافس محلي، وتعدت شهرته الحدود، وأصبح مطلب ضيوف الطائف من دول الخليج والدول العربية ويلقى اهتماماً من الأجانب الذين يعملون في الطائف.
وأفاد الثبيتي بأن طريقة زراعة العنب أن يؤخذ ما يعرف بـ«النامي» من الشجرة الأم ليزرع في مناطق ذات تربة جيدة. وتطرق إلى بعض الأسمدة تضعف جودة الشجرة بعد 5 سنوات من الزراعة، مشيراً إلى أن بعض المزارعين يستخدمون أوراق الزيتون أو ما يسمى بـ«القعيد» لرفع العنب عن الأرض وهي طريقة قديمة استعيض عنها بأعمدة بلاستيكية.
وأوضح حامد الثقفي أحد أصحاب المزارع في الطائف لـ«الشرق الأوسط» أن زراعة العنب تمر بمراحل دقيقة ينبغي معرفتها لضمان جودة المنتج وعدم تأثره بالعوامل المصاحبة المهددة لنموه الطبيعي وخصوبة تربته ومناسيب المياه التي ينبغي أن تكون بقدر محدد.
وأضاف أن الشتلات المراد زراعتها يجري تنظيفها وتسويتها من البداية بالشكل الصحيح، وتكون الشتلة المراد زرعها على هيئة حلقة نصف قطرها ما بين 30 - 60 سم تزرع في جوف الأرض بحيث لا يظهر من الشتلة إلا عود على شكل قوس، ويتم التقليم بعد مرور 12 شهرا من تاريخ الزراعة ثم سقاية وري شجرة العنب بمياه معتدلة لا تزيد على حاجة كروم العنب حتى لا تموت الشجرة، وبعد مرور ثلاث سنوات من زراعة الشتلات يتم جني العنب، ويراعى في نهاية الشتاء وبداية الصيف تقليم الشجرة عن طريق مقصات العنب المخصصة، حيث يقوم بذلك مزارعون متخصصون بالتساوي وبشكل متناسق بحيث يسهل متابعة محصول العنب والاهتمام بتشذيبه وتهذيب غصونه الكبيرة وحمايته من كل الأمراض التي عادة تلحق بالعنب.
وقال صالح الثبيتي أحد المهتمين بهذه الزراعة: «إذا اكتملت الفروع خلال فترة شهر واحد تبدأ حبات العنب في النمو تدريجياً حتى تظهر على شكل خصلة ويخفف الماء في هذه الفترة منعاً لسقوطها حتى تثبت ويشتد عودها، وبعد ذلك يتم الري لتكبر حبات العنب وتبدأ في النضوج وتسمى هذه المرحلة (الرهاج) وتصبح الحبة لينة ويتحول الطعم إلى سكري».
عنب الطائف... {ملك الفواكه الموسمية} في السعودية
80 ألف شجرة تمثل موروثاً لأهالي المحافظة
عنب الطائف... {ملك الفواكه الموسمية} في السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة