تجمع السوائل خلف الطبلة
> ارتبط مرض «تجمع السوائل خلف الطبلة» في أذهان كثير من المرضى وذويهم بمفاهيم مغلوطة عن طبيعة هذا المرض وأسبابه، فنجد البعض يتساءل هل لكثرة استحمام الطفل أو كثرة نزوله إلى المسبح علاقة بهذا المرض؟
أوضح الدكتور هشام بدر الدين المشد استشاري أنف وأذن وحنجرة والمدير الطبي لمركز مكة للسمع والنطق بأن لا علاقة لكثرة الاستحمام أو لنزول المسبح بهذا المرض الذي يصيب الأعمار كافة. وفي حالة الأطفال قد يؤثر على قوة السمع عندهم ومن ثم يؤخر نطقهم وتعلمهم للكلام.
ولا بد أن يعرف كل شخص الأجزاء التي تتركب منها الأذن، وهي: الجزء الخارجي (صيوان الأذن)، القناة الخارجية، طبلة الأذن، ثم الأذن الوسطى فالأذن الداخلية. وأضاف أن سوائل تفرز بصورة طبيعية في الأذن الوسطى لتتمكن من أداء وظيفتها بكفاءة وهي نقل الأصوات من الطبلة في الأذن الخارجية إلى القوقعة في الأذن الداخلية. ويتم تصريف هذه السوائل إلى البلعوم بواسطة أنبوب دقيق يصل بين الأذن الوسطى والبلعوم ويسمى (قناة أوستاكيوس).
يبدأ المرض إذا حدث انسداد لهذه القناة، حيث الإفراز مستمر ولكن التصريف متوقف، فتتجمع عندئذ السوائل في (الأذن الوسطى) ويساعد في ذلك أسباب كثيرة من أهمها:
- تضخم اللحمية.
- الالتهابات المتكررة للوزتين واللحمية.
- وحساسية الأنف وأسباب أخرى كثيرة.
وهناك بعض الفحوصات التي تساعد في دقة التشخيص وأيضا في متابعة الحالة ومعرفة استجابتها للعلاج من عدمه وهو ما يعرف بمقياس ضغط الطبلة.
ويبدأ العلاج بأدوية معينة تساعد على فتح هذه القناة وأخرى تقلل من لزوجة السوائل المفرزة. وينصح المريض بمضغ اللبان لفتح القناة. ويمكن أن يكرر هذا العلاج أكثر من مرة خلال 3 إلى 4 شهور. أما إذا لم تحدث استجابة وجب التدخل الجراحي بعمل شق في الطبلة عن طريق قناة الأذن الخارجية ثم يتم شفط هذه السوائل وتثبت أنبوبة تهوية لمنع التئام الشق قبل أن تجف السوائل.
أما إذا أهملت الحالة وتركت السوائل، فإنها تشكل عائقا لوصول الصوت إلى القوقعة وقد تتحول إلى تليفات تسبب ضعفا شديدا في السمع لا يمكن علاجه إلا باستخدام سماعة.
فيتامين {دي} يقلل التصلب العصبي المتعدد
يعتبر التصلب العصبي المتعدد (multiple sclerosis، MS) أحد الاضطرابات العصبية الأكثر شيوعاً وإصابة للإعاقة عند الشباب البالغين من الشريحة العمرية 20 إلى 40 سنة، لكنه يشخص في كل الأعمار. وهناك 2.3 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم مصابون بهذا المرض، ويصل عدد النساء اللاتي يتم تشخيص المرض لديهن لضعف عدد الرجال. ومن المحتمل أن يكون هناك مئات الآلاف من الأشخاص الذين لم يتم تشخيص المرض لديهم. ويتطلع العلماء لإيجاد وسائل علاجية شافية منه أو مؤشرات تنبؤ عن احتمال الإصابة به.
ووفقا للموقع الطبي يونيفادس في 14 سبتمبر (أيلول) 2017 فإن هناك دراسة جديدة تبين نتائجها أن مستويات فيتامين (دي) قد تتوقع وتتنبأ بمخاطر التصلب العصبي المتعدد. وتشير النتائج إلى أن تصحيح نقص فيتامين (دي) قد يقلل من المخاطر المستقبلية لتطوير مرض التصلب العصبي المتعدد.
تعتبر هذه الدراسة من أكبر الدراسات البحثية التأكيدية حتى اليوم التي تهدف إلى التقييم المباشر حول ما إذا كانت مستويات فيتامين (دي) في الأفراد الأصحاء تتنبأ بخطر إصابتهم بالتصلب العصبي المتعدد، ويطلق عليها اسم (دراسة سن الإنجاب للمرأة الفنلندية The study of reproductive age Finnish women).
في هذا البحث، قام مجموعة من العلماء برئاسة الدكتور مونجر ك. ل. بإجراء دراسة بحثية متداخلة حول حالات النساء في مجموعة الأمومة الفنلندية (the Finnish Maternity Cohort، FMC). أخذت من كل واحدة منهن عينة من مصل الدم. ومن بين مجموعة المشاركات، تم تشخيص عدد 1.092 امرأة أصبن فيما بعد بمرض التصلب العصبي المتعدد، وكان ضمن المشاركات 2123 امرأة من المجموعة الضابطة.
ومن ضمن النتائج التي خرج بها الباحثون، أنهم وجدوا أن هناك انخفاضا في خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد في وقت لاحق من الحياة نسبته 39 في المائة مصاحبا لكل زيادة قدرها (50nmol-L) في مستويات فيتامين (دي) في مصل الدم.
ووجد أن النساء اللواتي يعانين من نقص في مستويات فيتامين (دي)، كن يعانين من خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد بنسبة 43 في المائة أعلى مقارنة بالنساء اللواتي يتمتعن بمستويات كافية، وبنسبة 27 في المائة أكثر خطرا من النساء اللواتي لا يتمتعن بمستويات كافية.
وصرح الباحثون في هذه الدراسة التي نشرت في مجلة علم الأعصاب Neurology) 2017;89:1-6)، أن هذه النتائج تدعم بشكل مباشر نقص فيتامين (دي) كعامل خطر للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد وهي أيضا تعزز حيثيات الأساس المنطقي للتدخلات الصحية العامة الواسعة لمعالجة نقص فيتامين (دي) عند الأفراد.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]