صندوق إماراتي بـ250 مليون دولار للاستثمار في التكنولوجيا الناشئة

العبار لـ«الشرق الأوسط»: على المستثمرين العرب التوجه نحو الاقتصاد الإلكتروني

محمد وراشد العبار ووليد حنا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس («الشرق الأوسط»)
محمد وراشد العبار ووليد حنا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس («الشرق الأوسط»)
TT

صندوق إماراتي بـ250 مليون دولار للاستثمار في التكنولوجيا الناشئة

محمد وراشد العبار ووليد حنا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس («الشرق الأوسط»)
محمد وراشد العبار ووليد حنا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس («الشرق الأوسط»)

دعا رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، المستثمرين العرب، للاستثمار بما سماه «الاقتصاد الإلكتروني» في المنطقة العربية، وذلك لانخفاض نسبته في الناتج المحلي الإجمالي في دول المنطقة، خصوصاً في ظل سعي الحكومات العربية إلى تهيئة السياسات الحديثة، وبالتحديد في السعودية والإمارات ومصر.
وقال العبار لـ«الشرق الأوسط» أمس: إن الاقتصاد الإلكتروني هو مستقبل وواقع مقبل لا محالة، وهو الموجود بشكل كبير في العالم، من خلال ما تقدمه الدول من مشاريع إلكترونية حديثة، مؤكداً أن المنطقة تملك ميزة نسبية، حيث تضم أعلى نسبة من الشباب بين شرائح المجتمع في دول العالم.
وأكد، أن المنطقة العربية لا تقل أهمية عن دول العالم في إيجاد مشاريع إلكترونية تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الإلكتروني، موضحاً أنهم بصفتهم مستثمرين عليهم مسؤولية لمساعدة الجيل الجديد لتقديم شيء للمجتمع، وأن المنطقة تضم كوادر مؤهلة، قادرة على أحدث شيء في هذا المجال.
وكان العبار يتحدث على هامش إعلان شركة «ميدل ايست فينتشر بارتنر» أمس إطلاق صندوق موجه لاستثمارات رأس المال المخاطر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقيمة مستهدفة قدرها 250 مليون دولار، حيث سيستثمر الصندوق الجديد في الشركات التكنولوجية المبتكرة الناشئة، وتلك التي ما زالت في مرحلة النمو في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
وبالعودة إلى رجل الأعمال الإماراتي، فقد أكد أن المنافسة موجودة في قطاع التكنولوجيا بالمنطقة، إلا أن المستثمرين العرب لديهم قيمة إضافية، كونها منطقتهم، وهم يملكون معرفة أكبر بالمنطقة.
ويأتي إطلاق صندوق «إم إي في اف 3» بعد الإعلان في مايو (أيار) الماضي عن دخول العبار في شراكة استراتيجية مع الشركة لإنشاء واحدة من المنصات لاستثمارات رأس المال المخاطر في المنطقة.
وقال العبار حول الموضوع: «ثمة جيل جديد من رواد الأعمال الرقمية والشباب المتمرسين في التكنولوجيا الذين يقودون نمو المنظومة الرقمية في هذه المنطقة، من خلال أفكارهم المبتكرة التي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في اقتصاداتنا المحلية. وسيعمل صندوق (إم إي في أف) الجديد على دعم الشركات التكنولوجية المحلية الناشئة عبر تزويدها برأس المال اللازم، ورفدها بالخبرات المتخصصة، ودعم عملياتها التشغيلية، ومساعدتها في الوصول إلى مرحلة جديدة من النمو».
وأشارت المعلومات الصادرة أمس إلى أن حجم استثمارات رأس المال المخاطر كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم يتجاوز 0.03 في المائة في 2016، وهذا أقل بكثير من نسبة 0.20 في المائة المسجلة في الهند، و0.40 في المائة في الولايات المتحدة. وتتباين نسبة التمويل الضئيلة هذه مع مستوى المعرفة التكنولوجية للمستهلكين والشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، حيث يطلب هؤلاء مزيداً من الخدمات والمنتجات التكنولوجية المبتكرة والتنافسية.
ولفتت المعلومات إلى أن القيمة المستهدفة للصندوق، والبالغة 250 مليون دولار، ستسهم في جعله أحد الصناديق الإقليمية القليلة القادرة على الالتزام بتمويل الاستثمارات التكنولوجية الضخمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. وسيقدم الصندوق للمستثمرين على المدى الطويل، الذين يتطلعون إلى توسعة نطاق حضورهم في سوق التكنولوجيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، حلاً استثمارياً يستند إلى خبرات الفريق الإداري المتمرس لشركة «إم إي في بي» وسجلها الحافل بالإنجازات.
من جانبه، قال وليد حنا، المؤسس والمدير العام التنفيذي في «إم إي إف بي»: «لدينا حالياً محفظة استثمارات تشمل أكثر من 40 مشروعاً ساهمت في توفير ما يزيد على 1100 فرصة عمل متميزة لشباب المنطقة في قطاع التكنولوجيا».
وأضاف: «على الرغم من التطورات الملموسة التي شهدتها السوق خلال السنوات الماضية، ما زال هناك نقص في حجم رأس المال المتاح لتمويل نمو استثمارات رأس المال المخاطر. ويتطلع صندوق (إم إي في إف 3) إلى ردم هذه الفجوة... فباعتباره واحداً من أضخم صناديق استثمارات رأس المال المخاطر في هذه المنطقة، سيمكننا الصندوق الجديد من تسريع وتيرة نمو هذه المنظومة الاستثمارية لتلبية الطلب المتنامي على منتجات وخدمات التكنولوجيا».


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».