إيلي صعب يحتفل بفتاة اليوم

باقة ورد معبأة في عطر جديد موجه لجيل في عمر الزهور

بطلات حملته الترويجية عارضات من عصر الـ«إنستغرام» ووسائل التواصل الاجتماعي ولريكا هوير ولينسي مونتيرو وغابي ويستبروك  -  من عرض الـ«هوت كوتير»
بطلات حملته الترويجية عارضات من عصر الـ«إنستغرام» ووسائل التواصل الاجتماعي ولريكا هوير ولينسي مونتيرو وغابي ويستبروك - من عرض الـ«هوت كوتير»
TT

إيلي صعب يحتفل بفتاة اليوم

بطلات حملته الترويجية عارضات من عصر الـ«إنستغرام» ووسائل التواصل الاجتماعي ولريكا هوير ولينسي مونتيرو وغابي ويستبروك  -  من عرض الـ«هوت كوتير»
بطلات حملته الترويجية عارضات من عصر الـ«إنستغرام» ووسائل التواصل الاجتماعي ولريكا هوير ولينسي مونتيرو وغابي ويستبروك - من عرض الـ«هوت كوتير»

احتفل المصمم كارل لاغرفيلد بميلاده الـ84 مؤخرا. ورغم الوهن الذي أصاب جسده، فإن لا أحد يُمكن أن يتجرأ وينعته بالعجز عن مواكبة عصره. فكلما تقدم به العمر اتقدت نظرته الإبداعية وزادت شبابا وحيوية، بما في ذلك مظهره الخاص. في عدة تصريحات أعرب أن الحياة لا تتوقف عند مرحلة معينة وبأنها يجب أن تُسابق الزمن وتسبقه، وهذا ما يترجمه في تصاميم تضج بالحداثة والعصرية، إضافة إلى شراكات مع عارضات صغيرات في السن من مثيلات جيجي حديد وكيندل جينر وكارا ديليفين قبلهما، في إشارة واضحة أن الجيل الجديد يُمثل الاستمرارية في عالم الترف. وهو على حق، فكثير من الدراسات تُفيد بأن الجيل الصاعد سيصبح بحلول 2020، أكبر قوة استهلاكية وشرائية عرفها التاريخ.
إذا كان الأمر هكذا بالنسبة لكارل لاغرفيلد، فما البال بإيلي صعب الذي يصغره بنحو ثلاثة عقود؟. هو الآخر يسير على نفس الخطى، مؤكداً أنه منصت جيد لنبض الشارع. لم يتجاهل الجيل الجديد بالنظر إلى أن معظم زبوناته ناضجات، بل احتضنه. قدم له في عروضه الأخيرة تصاميم ديناميكية ترقص على نغمات الروك أند رول من خلال جاكيتات من الجلد وبنطلونات مفصلة وغيرها من التصاميم التي تُذكرنا بأن حس إيلي صعب التجاري يضاهي حسه الفني. يعرف جيدا أن المرأة الناضجة لا تزال تمتلك قدرات شرائية هائلة لا يمكنه الاستهانة بها أو الاستغناء عنها، لكنه يعرف أيضا أن المستقبل بيد بنات هذه الزبونة وحفيداتها. قد لا تتعدى أعمارهن في الغالب الـ14 أو 16 عاما، ومع ذلك تتملكهن رغبات متعطشة للموضة وتذوق الترف. وهذا وحده يجعل الاستثمار فيهن فكرة جيدة يجب أن يبدأ زرع بذرتها من الآن على أمل اقتطاف ثمارها في الغد.
إضافة إلى كل هذا، فإن التجارب أكدت لنا أن الذكي هو من يقرأ ثقافة عصره جيدا ويُتقن مراوغة موجاته وركوبها عوض أن يقف في وجهها. لم تعد النجمات الهوليووديات من يحددن ثقافة هذا العصر، بل فتيات مجتمع وعارضات أزياء من مثيلات جيجي وبيلا حديد وكايلي جينر. فتيات في عمر الزهور، جميلات وأنيقات. والأهم من هذا نجحن في حياتهن الشخصية والمهنية بغض النظر عن الوسيلة، وهو ما كفل لهن الشُهرة والحُظوة بين بنات جيلهن المتابعات لهن على وسائل التواصل الاجتماعي.
لم يقتصر إيلي صعب على إظهار نظرته الشبابية في أزيائه فحسب، بل ذهب إلى أبعد من هذا وخصص عطره الأخير «غيرل أوف ناو» Girl of Now لهذه الشريحة من الصغيرات. كل شيء في العطر، من شكل القارورة إلى السعر، يتكلم لغة عصرية تحمل بصماته الإبداعية وذوقه الراقي. وبما أن إمبراطوريته، التي بدأت نخبوية بخط أزياء راقٍ منذ نحو ثلاثة عقود، توسعت إلى أزياء جاهزة وتصميم يخوت وإكسسوارات وأخيرا وليس آخرا إلى عطور، فإن هذا يعني أن الأسعار تتباين من أقل من مائة إلى مئات الآلاف من الدولارات، وبأن أي عاشقة لأسلوبه يمكنها أن تدخل ناديه النخبوي برشة عطر.
ما يُحسب لصعب كالعادة أنه يتعامل مع أدق التفاصيل وأبسط الأمور بمهنية وجدية. لم يستهن بزبونته الصغيرة من باب أنها عديمة الخبرة وستقبل منه أي شيء، بل العكس تماما، سخر لابتكاره اثنين من أهم العطارين حاليا هما صوفي لابيه ودومينيك روبيون، حتى يكون أهلا بها وباسمه على حد سواء.
في الشرح الذي تم تقديمه عن العطر، كانت الصورة التي تخيلها المصمم وسوقها لنا، تتصدرها فتاة مُفعمة بأنوثة طبيعية وعفوية من شأنها أن تشد أية امرأة، بغض النظر عن عمرها. صورة تتهادى فيها العارضات على منصة براقة «كل الأنظار مصوبة نحوهن بانبهار... يخرجن من الكواليس بابتسامات مشرقة وأزياء راقية وحولهن هالة من التألق...ثم تتوارين عن الأنظار مُخلفات شعورا آسرا بالجمال. بعد العرض يتسابق المصورون إلى الكواليس لالتقاط صورهن. لا يمانعن أو يتمنعن بل العكس، يتجاوبن ولسان حالهن يقول بأنهن تتوقعن كل هذا الاهتمام وتسعين إليه. فجزء كبير من كينونتهن ونجاحهن يعتمد على لفت الانتباه».
هذه الصورة جسدتها حملته الترويجية. كان بإمكانه أن يختار لها أية نجمة، لكنه في المقابل، فضل ثلاث عارضات في عمر الزهور، قد لا يكن معروفات لجيل الأمهات، إلا أنهن وجوها معروفة لدى بناتهن، هن أولريكا هوير، ولينسي مونتيرو، وغابي ويستبروك. القاسم المشترك بينهن، إلى جانب جمالهن، عدد متابعيهن على مواقع التواصل الاجتماعي. الأمر الذي يجعلهن أداة قوية للتأثير على بنات جيلهن. فهن تعشقن الترف وتحلمن به، كما يعشن «حياة لذيذة» ويتعمدن استعراضها على صفحات التواصل الاجتماعي، بحجة إشراك متابعيهن ومتابعاتهن في هذه التجارب الممتعة، سواء كانت عروض أزياء أو ارتداء تصاميم مبتكرة، أو استعراض مكان ساحر تقضين فيه عطلاتهن أو افتتاح محل أو فندق فخم وما شابه. أمور يمكن القول إنها إعلانات تتستر تحت غطاء التفاعل وإشراك الآخر في هذه التجارب، لكن تأثيرها قوي على السوق.
أيرينا داكيفا، الشابة التي أخرجت الحملة الإعلانية، تشير إلى هذه النقطة بقولها إن «فتاة اليوم، التي تمثل عطر (غيرل أوف ناو) تتميز بطاقة إيجابية وروح مستقلة وعفوية، مما يجعلها محبوبة وقريبة من القلب». أما الانتقادات الموجهة لهن، فإنها تكون مجحفة في كثير من الأحيان وتتجاهل بأنهن يتمتعن بقوة شخصية ورؤية واضحة جعلت منهن سيدات أعمال ناجحات تدين لهم الموضة وعالم الترف بتحريك الأسواق العالمية وإنعاشها.
تجدر الإشارة إلى أن إيلي صعب ليس الوحيد في هذا التوجه، لأن معظم الماركات العالمية، إن لم نقل كلها، باتت تتودد لبنات هذا الجيل، لما يملكنه من أسلحة مؤثرة لا يستهان به. الذكي من يتقبل هذه الحقيقة، لأنها وحسبة بسيطة تؤكد أنهم باتوا يحتاجون إلى لغة شبابية للوصول إلى الأسواق الجديدة، وهو ما تتقنه هؤلاء العارضات أو المؤثرات بإيقاظها بعض الأحلام النائمة. في عالم الموضة والترف بالذات تحتاج إلى الحلم وما يُشعله. فهذه الفتاة الصغيرة ستشتري اليوم عطرا من إيلي صعب مثلا، لكنها ستظل تحلم بأن يكون فستان زفافها من تصميمه. إلى ذلك الحين ستتدرج من العطر إلى وشاح ثم حقيبة يد وربما قميص أو فستان من خط الأزياء الجاهزة، وفي آخر المطاف ستكبر وتُصبح سيدة أعمال ناجحة وزبونة مخلصة لا تتأخر عن عروضه. فلم لا يكسب ولاءها من الصغر بعدم إهمال طموحاتها الصغيرة ولو من خلال عطر ليس ككل العطور؟
من أهم خصائصه أنه يتراقص على نغمات اللوز وخلاصات زهر البرتقال والباتشولي، ونفحات من الكمثرى واليوسفي لإضفاء «تألق أشبه بالتطريزات التي تزين فساتين السهرة» حسب شرح الدار. أما رائحة الفستق الحلبي المحمص الطازج المستوحاة من لبنان فتُعزز عبير اللوز المر الفواح.
ومع ذلك يتجسد الابتكار الأبرز في العطر، وهو ما يمنحه شخصيته المميزة، زهرة الأورموند التي تم استخلاصها خصيصا لفتاة اليوم لتُضاف إلى الباقة المُكونة من الباتشولي والياسمين الأبيض وزهر الماغنوليا.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.