مشروع نشيد وطني موريتاني يثير الجدل

ضمن تعديلات دستورية اعتمدت في استفتاء شعبي

TT

مشروع نشيد وطني موريتاني يثير الجدل

عرضت الحكومة الموريتانية أمس (الثلاثاء)، كلمات النشيد الوطني الجديد المقترح من طرف لجنة تم تشكيلها لهذا الغرض تضم 39 شاعراً وأديباً، وأعلنت أنه سيعرض على البرلمان الأسبوع المقبل لاعتماده بشكل رسمي، وذلك ضمن تعديلات دستورية وافق عليها الموريتانيون في استفتاء شعبي نظم مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي. وقال وزير الثقافة والصناعة التقليدية محمد الأمين ولد الشيخ، الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، إن الحكومة في اجتماع استثنائي عقدته أول من أمس (الاثنين)، صادقت على «مشروع القانون المتضمن تحديد كلمات النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية الموريتانية»، ولكن كلمات هذا النشيد الجديد تم نشرها رسمياً (الاثنين) عبر الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية).
وأوضح الوزير أن «تغيير النشيد الوطني كان مطلباً عند الموريتانيين منذ الاستقلال وحتى اليوم؛ لأنه منذ الاستقلال لم يعتمد نشيد وطني رسمي للجمهورية الإسلامية الموريتانية»، وتحدث الوزير عن محاولات سابقة لتغيير النشيد ولكنها لم تكلل بالنجاح. وأشار إلى أن أول محاولة قام بها الموريتانيون لتعديل نشيدهم الوطني جاءت سنة 1977، حينما شكلت لجنة لإعداده برئاسة وزير الدولة آنذاك المكلف بالثقافة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه. نظمت هذه اللجنة مسابقة شارك فيها نحو 70 شاعراً، ولكن لم تتوفر الشروط المطلوبة في نصوصهم لاعتمادها نشيداً وطنياً، وفق تعبير الوزير.
وأضاف ولد الشيخ أن محاولات أخرى لتغيير النشيد الوطني جرت أعوام 1986 و1990، ومحاولة أخيرة عام 2001؛ ولكن جميعها لم تفض إلى تغيير النشيد على الرغم من أنها أنتجت نصوصاً مقبولة، على حد وصفه.
وبموجب التعديل الدستوري الأخير، الذي عرض على استفتاء شعبي يوم الخامس من شهر أغسطس الماضي، ووافق عليه الموريتانيون بنسبة فاقت 88 في المائة، تم السماح بتغيير النشيد الوطني، وشكلت الحكومة لجنة تضم 39 شاعراً وأديباً، ويرأسها وزير الثقافة والصناعة التقليدية، مهمتها هي إعداد النشيد الوطني الجديد.
وبعد سلسلة اجتماعات عرضت اللجنة نصاً جديداً، يختلف تماماً عن النشيد السابق الذي كان يواجه انتقادات حادة، من أبرزها غياب شحنة وطنية عن كلماته، ولكن النص الجديد واجه هو الآخر انتقادات حادة منذ عرضه، وامتلأت صفحات الموريتانيين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات عليه وصلت إلى درجة «السخرية»، كما تم وصفه من طرف بعض الشعراء والنقاد بأنه «ضعيف من الناحية الشعرية واللغوية».
ودافع الناطق باسم الحكومة عن النشيد الجديد، وقال إنه «تغنى بالأمجاد والاعتزاز بالأرض والمقاومة والتضحية من أجل البلد، والاعتزاز بالقيم الدينية والأخلاقية والشهامة والكرم، وغير ذلك من المعاني النبيلة»، مشيراً إلى أنه سيمر فوراً بعد اعتماده من طرف البرلمان إلى مرحلة التلحين، حتى يكون جاهزاً ليعزف خلال حفل رفع العلم الجديد يوم عيد الاستقلال الوطني، في الـ28 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وكانت التعديلات الدستورية الأخيرة قد تضمنت تعديل العلم الوطني الموريتاني، من خلال إضافة خطين أحمرين للعلم القديم، قالت الحكومة إنهما يمثلان تكريماً للمقاومة الوطنية إبان حقبة الاستعمار، كما يؤكدان استعداد الموريتانيين للدفاع حتى الموت عن أرضهم.
ولكن المعارضة التي شككت في نتائج الاستفتاء الشعبي ووصفتها بالمزورة، قالت إن تعديل العلم والنشيد الوطنيين، خطوات ستعمق الخلاف السياسي في البلا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.