سيكون هذا العام استثنائياً للنفط من ناحية أساسيات السوق والأسعار، فالطلب قوي جداً في مستويات هي الأعلى منذ سنوات، والأسعار في تصاعد مستمر بفضل عوامل السوق، لكن العام القادم قد لا يكون بوتيرة هذا العام مما يتطلب أن تقوم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين خارجها بتمديد الاتفاق الحالي لتخفيض الإنتاج بعد نهايته في مارس (آذار) المقبل، بحسب مسؤولة في بريتيش بتروليم «بي بي».
وقالت جانيت كونغ، رئيسة وحدة الإمدادات وتجارة النفط لمنطقة آسيا في شركة بريتيش بتروليم، إن السوق في طريقه للتوازن ولكن على أوبك التمديد إذا ما أرادت خفض المخزونات إلى مستويات قياسية، بحسب ما قالته كونغ في حوار مع بلومبيرغ بالأمس خلال مؤتمر للصناعة في سنغافورة.
وتعرضت أسعار النفط لضغوط بالأمس جراء قوة الدولار، إلا أنها واصلت ارتفاعاتها فوق 58 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ يوليو (تموز) عام 2015 بعدما قال كبار المنتجين خلال اجتماع في فيينا إن السوق تمضي على مسارها الصحيح صوب استعادة التوازن.
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وعدد من المنتجين الآخرين إمداداتهم بنحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ بداية عام 2017 مما ساعد أسعار النفط على الارتفاع بنحو 15 في المائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وفي يوم الجمعة الماضي، قال وزير الطاقة الروسي إن من غير المتوقع اتخاذ قرار قبل يناير (كانون الثاني) بشأن تمديد خفض الإنتاج بعد نهاية مارس، وإن كان وزراء آخرون رجحوا أن قرارا مثل هذا قد يتخذ قبل نهاية العام الحالي.
وقالت كونغ إن الطلب سيكون قويا جداً هذا العام، وسيصل إلى 1.7 مليون برميل يومياً، وهو متوسط أعلى من متوسط نمو السنوات العشر الماضية والبالغ 1.2 مليون برميل يومياً.
وترى كونغ أن النفط قد يصل إلى 60 دولاراً في العام المقبل، ولكن هذا ليس «سعرا مستداما» نظراً لعوامل كثيرة غير واضحة، مثل حجم نمو إنتاج النفط الصخري مع هذا السعر.
وعندما سألت «بلومبيرغ» كونغ عما إذا كانت ستبيع أو تشتري النفط في العام المقبل بهذا السعر قالت: «سوف أبيعه».
ورغم وجوده في فيينا، فإن الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو ألقى كلمة في المؤتمر المقام في سنغافورة من خلال مداخلة مرئية. وأبلغ باركيندو المؤتمر الذي تنظمه «ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس» أن أوبك ستستمر في جهودها في تخفيض الإنتاج حتى يتحقق هدفها بخفض المخزونات.
وقال باركيندو إن آسيا هي «مستقبل نفط أوبك»، حيث من المتوقع أن ترتفع صادرات النفط من الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي 7.5 مليون برميل يوميا في الفترة بين 2016 و2040 لتعزز النمو في الاقتصادات الناشئة بقيادة الهند والصين. وأضاف أن الصادرات ستصل إلى 22 مليون برميل يوميا من 14.5 مليون برميل يوميا خلال تلك الفترة.
وبالأمس صرح وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه إن التزام أوبك باتفاق خفض إنتاج الخام مقبول، مضيفا أن هناك حاجة لبعض التغييرات إذا كانت الدول المنتجة تسعى لإعادة التوازن إلى السوق.
ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن زنغنه قوله: «التزام أوبك مقبول بصفة عامة. لكن هناك حاجة لبعض التغييرات». وأضاف: «بادئ ذي بدء، يجب على جميع الأعضاء أن يلتزموا بنسبة مائة في المائة باتفاق خفض الإنتاج، وثانيا ينبغي أخذ مستوى إنتاج نيجيريا وليبيا في الاعتبار».
وبالأمس أيضاً قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن نسبة التزام بلاده بالاتفاق العالمي على خفض إمدادات النفط تبلغ مائة في المائة. وأضاف المزروعي للصحافيين على هامش مناسبة في العاصمة الإماراتية أبوظبي أن «امتثال الإمارات العربية المتحدة مائة في المائة، ونعلن تخفيضات كل شهر».
وأردف «في الشهرين الماضيين، خفضنا صادراتنا بنسبة 10 في المائة». وكان المزروعي قال إن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت مخصصات الخام عشرة في المائة في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).
«بي بي» تنصح «أوبك» بتمديد اتفاق خفض الإنتاج في 2018
أسعار النفط في أعلى مستوى منذ صيف عام 2015
«بي بي» تنصح «أوبك» بتمديد اتفاق خفض الإنتاج في 2018
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة