عبد الله بن زايد يقدم خطة من 4 محاور لإعادة الاستقرار في المنطقة

دعا المجتمع الدولي إلى مواجهة الأنظمة الداعمة للإرهاب والتطرف

الشيخ عبدالله بن زايد في الأمم المتحدة أول من أمس (رويترز)
الشيخ عبدالله بن زايد في الأمم المتحدة أول من أمس (رويترز)
TT

عبد الله بن زايد يقدم خطة من 4 محاور لإعادة الاستقرار في المنطقة

الشيخ عبدالله بن زايد في الأمم المتحدة أول من أمس (رويترز)
الشيخ عبدالله بن زايد في الأمم المتحدة أول من أمس (رويترز)

وجه عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالإمارات العربية المتحدة، انتقادات حادة لمحاولات إيران زعزعة الاستقرار والتدخل في شؤون جيرانها وفرض الهيمنة الإقليمية ودعم جماعات إرهابية مسلحة، مثل حزب الله والحوثيين. كما انتقد دعم قطر للجماعات المتطرفة والإرهابية، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف بحزم في وجه الأنظمة التي تدعم الإرهاب والتطرف وتقدم الملاذ الآمن للإرهابيين.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الجمعة، رفض بلاده التطرف والإرهاب، وطالب المجتمع الدولي بالعمل معاً للقضاء على التهديد الإرهابي وجذوره الآيديولوجية، وقال: «لا تزال المنطقة تعاني من الأزمات لعدة أسباب، منها التطرف والإرهاب واستمرار تدخل الدول في الشؤون الداخلية لبعضها بعضاً والسياسات العدوانية والتوسعية التي تقودها الطموحات للهيمنة والنظم التي تسعى إلى التأثير من خلال تقديم الدعم للجماعات المتطرفة والإرهابية لتقويض الحكومات الشرعية ونشر الفوضى والصراعات في جميع أنحاء المنطقة والعالم».
وحذر من استمرار تلك الأوضاع، مشيراً إلى أنها ستؤدي إلى مزيد من العنف والتدمير واستنفاد الموارد الاقتصادية والثقافية والبشرية، ليس فقط في المنطقة العربية بل في جميع أنحاء العالم. واستعرض بن زايد رؤية من 4 عناصر لاستعادة الاستقرار في المنطقة؛ تشمل منع أي طرف من عرقلة الجهود الجماعية لبناء السلام وبصفة خاصة في ليبيا وسوريا واليمن والصومال، ووضع حد للتدخل الخارجي في الشؤون العربية، ومنع أي شكل من أشكال الدعم الذي تقدمه الجماعات المتطرفة والإرهابية.
والعنصر الثاني يتمثل في رفض راسخ وصادق للتطرف والإرهاب، مشيداً بما خرجت به قمة الرياض التاريخية في مايو (أيار) الماضي من نتائج، وأظهرت أن العالم العربي والإسلامي يقف بحزم ضد الإرهاب وجذوره الآيديولوجية. وقال: «نعتقد أن القضاء على تهديد الإرهاب في منطقتنا في متناول أيدينا، وتحرير المدن العربية ذات التاريخ مثل الموصل في العراق والمكلا في اليمن من قبضة المنظمات الإرهابية هو دليل على ذلك، ويبين ما يمكن تحقيقه عندما نعمل معاً لمكافحة التطرق والإرهاب».
أما العنصر الثالث فيقوم على اتخاذ إجراءات جماعية لتحديد البلدان التي تدعم وتمول الإرهاب، معتبراً أنه السبب وراء قيام الإمارات جنباً إلى جنب مع السعودية والبحرين ومصر بمقاطعة قطر بهدف وقف دعمها للتطرف والإرهاب وإرغامها على التخلي عن السياسات التي تزعزع استقرار المنطقة.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية: «نحن ملتزمون بحماية مصالحنا الوطنية وأمن الخليج العربي، ونرفض سعي بعض الأطراف في منطقتنا لعقد تحالفات تسعى إلى تقويض السلام والأمن في المنطقة والعالم. وليس أمامنا سوى خيار الوقوف ضد الإرهاب بجميع مظاهره، والوقوف ضد جميع الجناة دون استثناء وعدم التسامح مع أولئك الذين ينشرون العنف والخوف والدمار والذين يقدمون الدعم والملاذ الآمن للجماعات الإرهابية». وشدد على أن التدابير السيادية التي اتخذتها الإمارات مع الدول الثلاث الأخرى تخدم هذا الغرض وتتماشى مع القانون الدولي، وتهدف لحماية الأمن القومي العربي ومواجهة دعم قطر للإرهاب.
وفي العنصر الرابع، طالب وزير الخارجية الإماراتي بتعزيز قيم الرحمة والتسامح ومواجهة الآيديولوجيات المضللة التي تنشرها الجماعات المتطرفة والإرهابية، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولفت إلى ما أنشأته الإمارات من مراكز متخصصة لهذا الغرض، مثل مركز صواب ومركز هداية ومنتدى تعزيز السلام.
وناشد الشيخ عبد الله بن زايد المجتمع الدولي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية الذي استمر لأكثر من 7 عقود، مشيراً إلى أن هذا الوضع يجعل الشباب عرضة للاستغلال من قبل الجماعات الإرهابية التي تدعي أنها الخيار الوحيد الذي يمكن من خلاله تحقيق التطلعات. وانتقد السياسة العدائية التوسعية لإيران في المنطقة وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتسليح ودعم الجماعات الإرهابية، مثل الحوثيين وحزب الله، وكذلك الجماعات والخلايا الإرهابية في العراق وسوريا واليمن ولبنان والسعودية والبحرين والكويت وارتكاب انتهاكات صارخة لمبادئ السيادة واستغلال الأزمات في العالم العربي لتقويض الأمن الإقليمي عن طريق التحريض على الصراع وتأجيجه. كما طالب بحق الإمارات المشروع في السيادة على جزرها الثلاث، وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران في انتهاك لأحكام القانون الدولي، وقال: «لن نتخلى عن مطالبنا لإيران بإعادة الجزر المحتلة إلى أصحابها الشرعيين، إما طوعاً أو بالوسائل السلمية المتاحة لحل النزاعات الدولية، ومنها محكمة العدل الدولية».
وأشار وزير الخارجية الإماراتي إلى مرور عامين من الاتفاق النووي الإيراني دون أي إشارة إلى تغيير سلوك إيران العدائي أو التخلي عن طموحاتها النووية، بل تواصل إيران القيام بمزيد من تجارب الصواريخ الباليستية في انتهاك متعمد لروح الاتفاق النووي، وطالب بتعزيز الضوابط على البرنامج النووي الإيراني.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: انسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني يفتحان صفحة جديدة للسلام

المشرق العربي غوتيريش يستعرض حرس الشرف في القصر الجمهوري اللبناني (رويترز)

غوتيريش: انسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني يفتحان صفحة جديدة للسلام

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن استعداده لتعبئة المجتمع الدولي بالكامل لتقديم كل أشكال الدعم للبنان

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبِلاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الجمهوري (إ.ب.أ)

غوتيريش: أمام لبنان فرصة لاستعادة السيطرة على أراضيه

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (السبت)، من مقر الرئاسة اللبنانية في بعبدا، إن لبنان أمامه فرصة لإعادة بسط سيطرة الدولة على أراضيها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)

سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، تعيين وزيرة الخارجية الهولندية السابقة سيغريد كاغ مبعوثةً جديدة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط... فمن هي؟ وما أبرز محطات حياتها؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لدى وصوله إلى بيروت وكان في استقباله وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب (اليونيفيل)

غوتيريش من بيروت: الأمم المتحدة ستدعم لبنان بكل ما تملك

وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بيروت في زيارة «تضامن» تستمر ثلاثة أيام، وفق ما أعلن متحدث باسمه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى (الشرق الأوسط)

خاص منسق الأمم المتحدة في سوريا: متفائلون بإعادة الإعمار بشرط «نجاح الانتقال»

في حوار مع «الشرق الأوسط» يتحدث المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، عن شرط نجاح الفترة الانتقالية كأساس لإعمار سوريا.

موفق محمد (دمشق)

محمد بن زايد يبحث مع رئيس إقليم كردستان العراق العلاقات الثنائية

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق خلال اللقاء (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق خلال اللقاء (وام)
TT

محمد بن زايد يبحث مع رئيس إقليم كردستان العراق العلاقات الثنائية

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق خلال اللقاء (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق خلال اللقاء (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ومسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، جوانب العلاقات بين الإمارات والعراق عامة، وإقليم كردستان خاصة، وسبل توسيع آفاق التعاون بما يعود بالخير على الشعبين، ويسهم في تحقيق تطلعاتهما نحو التنمية والازدهار.

وبحسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، تبادل الجانبان خلال اللقاء الذي أقيم في العاصمة أبوظبي، وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك.