مصر تطرح قانون «الإرهاب الإلكتروني» للنقاش والعقوبات تصل إلى الإعدام

مصر تطرح قانون «الإرهاب الإلكتروني» للنقاش والعقوبات تصل إلى الإعدام
TT

مصر تطرح قانون «الإرهاب الإلكتروني» للنقاش والعقوبات تصل إلى الإعدام

مصر تطرح قانون «الإرهاب الإلكتروني» للنقاش والعقوبات تصل إلى الإعدام

يناقش مجلس النواب المصري (البرلمان) مع بداية دور الانعقاد الثالث المقرر له مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، قانون «مكافحة الجريمة الإلكترونية» لمحاصرة العنف والإرهاب الإلكتروني وصفحات ومواقع التحريض على الإنترنت، وقال النائب أحمد بدوي، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب: إن «البرلمان في مقدمة اهتماماته الفترة المقبلة إصدار القانون، ليس لمحاصرة العنف الداخلي في البلاد؛ لكن لوضع حد لدول – لم يسمها – تدعم الإرهاب بقوة في مصر».
مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: إن «البرلمان عرض القانون في جلسات استماع من المجتمع المدني خلال الفترة الماضية... وتجري الآن مناقشته مع اللجنة التشريعية بالبرلمان للاتفاق النهائي على مواده»، كاشفا عن أنه «تم رصد 300 موقع في الداخل والخارج تحرض على العنف، و80 بلاغا يوميا وثقتها وزارة الداخلية لشائعات تمس أمن وسلامة البلاد». ويرى مراقبون، أن «مخاطر جرائم الإنترنت تكمن في تداول المعلومات الخاصة بتكدير الأمن العام والدعوة إلى القيام بأعمال الإرهاب والعنف، واستهداف مؤسسات الدولة... فضلا عن التلقين الإلكتروني الذي يوجه للمتعاطفين مع الإرهابيين للتخطيط للأعمال الإرهابية، والتعريف بطرق تصنيع المتفجرات والقنابل والقتل باستخدام الأسلحة المتاحة».
وعادة ما يستخدم الإرهابيون مواقع التواصل الاجتماعي في الترتيب لعملياتهم وتوقيتها كما يحدث في شمال سيناء، حيث تم ضبط أكثر من مرة مع متشددين أجهزة تستخدم في التواصل على الإنترنت... فضلا عن نشر أخبار وفيديوهات العمليات الإرهابية التي يقومون بتنفيذها.
وحجبت مصر في مايو (أيار) الماضي 21 موقعا إلكترونيا داخل البلاد لتضمنها محتوى يدعم الإرهاب والتطرف ويتعمد نشر الأكاذيب، أبرزها المواقع الإلكترونية لقناة «الجزيرة»، ومنها أيضا مواقع «مصر العربية، وعربي 21. والشعب، وقناة الشرق، وكلمتي، والحرية بوست، وحسم، وحماس، وإخوان أونلاين، ونافذة مصر، وبوابة القاهرة». وقال وكيل لجنة الاتصالات: إن «العقوبة في القانون الجديد سوف تصل إلى الإعدام لكل من روج للعنف والإرهاب».
من جانب آخر، قالت مصادر برلمانية: إن «التشريع الجديد يتضمن الغرامة لكل من استولى على بريد إلكتروني خاص بأحد الأشخاص حرض من خلاله على العنف... وأتاح لجهات الضبط إذا رصدت قيام مواقع تبث من داخل مصر أو خارجها عن طريق وضع عبارات أو صور أو أفلام أو أي مواد دعائية من شأنها تهديد الأمن القومي، أن تحجب روابط هذه المواقع ومحتواها».
المصادر أضافت أيضا، أنه يعاقب بالسجن المشدد، كل من استخدم موقعا على شبكة المعلومات الدولية بغرض إنشاء كيان إرهابي لترويج أفكاره، أو ارتكاب أعمال إرهابية، أو تبادل رسائل وتكليفات بين الجماعات الإرهابية أو تلقي أموال أو أسلحة.
ولفتت المصادر نفسها إلى أنه يجوز للجهات الأمنية أن تتحفظ على الأفراد المخالفين لأحكام هذا القانون والمعدات والأجهزة، وإيقاف البث والخدمة عن أي مستخدم للشبكة لا يكون له بيانات مسجلة لدى مقدم الخدمة.
في السياق ذاته، أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية، أنه تم «رصد 1500 صفحة على موقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر) تحرض ضد الدولة المصرية، فضلا عن مواقع تبث من خارج البلاد أنشأتها الخلايا الإخوانية في قطر ودول أخرى لتحقيق أغراضها التحريضية وللترويج للأفكار الإرهابية المتطرفة».
وأضاف المصدر الأمني، أن «السلطات تكثف جهودها لتوقيف المحرضين على العنف عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تتبع الصفحات المحرضة، وتلك التي تستقطب الشباب لتجنيدهم في هذه الأعمال... ومشروع القانون الجديد للبرلمان من شأنه مساعدة جميع المعنيين بالجرائم الإلكترونية على أداء دورهم بشكل أكثر فاعلية».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».