يواجه السوريون عقبات كثيرة قبل الخروج من سوريا والتوجه لأداء مناسك الحج؛ إذ يحف رحلتهم المشقة وصعوبة التنقل ناهيك عن مخاطر الطرق، ورغم أن بعض المدن لا تبعد عن الحدود التركية أكثر من 30 كيلومتراً، فإن قطع تلك المسافة يحتاج إلى ساعات طويلة.
وأجمع الحجاج السوريون على أنهم وجدوا خدمات مميزة وحفاوة استقبال وتسهيل إجراءات عندما وصلوا السعودية، مشيرين إلى أن التنظيم المتميز للخدمات في المشاعر المقدسة سهّل لهم أداء مناسكهم، مؤكدين أن الدعوات التي تستهدف التقليل من دور السعودية في خدمة ضيوف الرحمن هي دعوات مغرضة ممن يريدون سوءاً للسعودية.
الحاج طه محمد الشيخ حسن، البالغ من العمر 62 عاماً، عانى كثيراً للخروج برفقة زوجته إلى منفذ باب الهوى الذي يفصلهم عن تركيا. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» من مشعر منى: «يفصل قريتنا فينيون التابعة لمحافظة إدلب عن المنفذ مع تركيا 30 كيلومترا ورغم ذلك قضينا قرابة 7 ساعات لقطع المسافة بالسيارة وسط صعوبات عدة قبل وصولنا إلى أحد المطارات التركية للمغادرة إلى السعودية».
ورغم ما عانى منه الحاج السوري طه محمد للخروج من سوريا، فإنه أكد أن وصوله لأداء مناسك الحج هوّن عليه تعبه، لافتاً إلى أن للتسهيلات الكبيرة التي قدمتها السعودية لهم منذ دخولهم الحدود أسهمت في التخفيف من معاناتهم، وأثلجت صدور جميع الحجاج القادمين معه.
ووصف طه الشيخ حسن الخدمات التي تقدمها السعودية لضيوف الرحمن بالمميزة، رافعاً اكف الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لما يقدمانه لعموم المسلمين.
وقال الحاج السوري الضرير محمد البكراوي (61 عاماً): «أستشعر الأعمال الإنسانية التي تقدمها السعودية؛ إذ وجدت نفسي مكرماً من السعوديين منذ أن وطئت قدماي هذه البلاد الطاهرة، إحسان لا يوصف، أسهم في نسيان ما واجهناه خلال الطريق من صعوبات كثيرة».
ولفت إلى أن حلم الحج كان يراوده منذ سنوات طوال، إلى أن سهّل الله أداء الركن الخامس هذا العام بعد أن أصدر له الائتلاف جواز السفر ليرافق البعثة لأداء المناسك.
وأشار الحاج السوري عبد الغفور حميدش (60 عاماً) إلى أنه قدم إلى السعودية أربع مرات لأداء العمرة آخرها عام 2010، ووجد تطوراً كبيراً في توسعة الحرم والخدمات المقدمة من السعودية لوفود الحجاج.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن الصعوبات التي واجهها للخروج من سوريا كانت قليلة لقرب منزله من منفذ باب الهوى، مثنياً على الحفاوة التي قوبل بها الحجاج السوريون في السعودية.
وأكد حميدش، أن جميع القطاعات في المشاعر المقدسة تقدم أفضل الخدمات للحجاج. وتابع: «لم نلحظ أي تقصير تجاه الحجاج من الجميع، من رجال الأمن إلى القائمين على الخدمات، الجميع كان متعاونين وقدموا لنا ما نحتاج، وهو أمر تشكر عليه السعودية لهذه الخدمات التي تتطلب جهداً بشرياً كبيراً للتعامل مع هذه الكم الهائل من الحجاج».
وشدد على أن الدعوات التي تستهدف التقليل من دور السعودية في خدمة ضيوف الرحمن هي دعوات مغرضة ممن يريدون سوءاً للسعودية.
حجّاج سوريون... معاناة حتى الوصول إلى المشاعر المقدسة
حجّاج سوريون... معاناة حتى الوصول إلى المشاعر المقدسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة