سجن سري استحدثته الميليشيات في الحديدة... ومقتل 5 خبراء ألغام بحرية بحجة

عناصر انقلابية تفشل في تلغيم مياه قبالة سواحل ميدي

TT

سجن سري استحدثته الميليشيات في الحديدة... ومقتل 5 خبراء ألغام بحرية بحجة

كشفت رابطة أمهات المختطفين في اليمن عن وجود سجن سري داخل أحد سجون الحديدة، واتهمت الرابطة الحوثيين وصالح بممارسة التعذيب ضد المعتقلين داخل السجن.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الجيش اليمني، أمس، مقتل 5 خبراء ألغام يتبعون جماعة الحوثي، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في محافظة حجة، المحاذية للحدود السعودية، شمال غربي اليمن. وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، التابعة للجيش اليمني الوطني، إن 5 من خبراء زراعة الألغام بميليشيات الانقلاب (مسلحو الحوثي وقوات صالح) قتلوا بقصف للجيش خلال زراعتهم للألغام قبالة سواحل مدينة ميدي، بمحافظة حجة.
وأضاف البيان، الذي نشره المركز على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن هؤلاء الخمسة «قتلوا مساء أول من أمس (السبت)، عندما كانوا في زورق بحري حاول التسلل إلى مناطق بحرية خاضعة لسيطرة قوات التشكيل البحري، التابعة للجيش الوطني (الموالي لهادي)، على سواحل البحر الأحمر، غرب البلاد».
وأوضح البيان أن القوات البحرية «رصدت تحركات الزورق وهو يقترب من إحدى الجزر في البحر التي توجد فيها قوات بحرية تابعة لقوات الجيش الوطني، تمكنت من تدمير الزورق بصاروخ 21 بحر بحر».
ولم يتطرق البيان إلى تفاصيل إضافية حول العملية، ولم يتطرق الإعلام الحوثي إلى هذه الواقعة.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت قوات الجيش اليمني، الموالية لهادي، أنها سيطرت على عدة مواقع عسكرية في مدينة ميدي، بعد مواجهات عنيفة خاضتها ضد مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح، مخلفة قتلى وجرحى من الطرفين.
إلى ذلك، نشرت رابطة أمهات المختطفين بياناً، قالت فيه إنها «تأكدت من وجود معتقل سري داخل السجن المركزي بمحافظة الحديدة، يسمى (سجن حنيش)، وتخفي فيه جماعة الحوثي وصالح المسلحة نحو 70 مختطفاً من أبنائنا منذ 9 أشهر، بعد أن تم نقلهم من سجن القلعة بالمحافظة، وقد أصبحت أجسادهم شديدة الهزال (أشبه بالهياكل العظمية)، مهددين بالموت جراء التعذيب والتجويع الممنهج».
وقالت الأمهات، في البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه عبر حساب الرابطة في «تويتر»: «إننا أمهات المختطفين نستنكر ما تقوم به جماعة الحوثي وصالح من انتهاك سافر لحقوق الإنسان، وتمارس معها التضليل لكل جهة تزور السجن المركزي، حيث يتم اطلاعهم على سجناء آخرين داخل السجن، وعدم السماح لهم بالاقتراب من (سجن حنيش)، ومنع المختطفين الذين بداخله من الالتقاء بأحد، حتى تسربت الأنباء عبر بعض الأهالي عن ما يتعرضون له داخل هذا السجن من عمليات تعذيب، ولا نعلم حتى الآن من قضوا جراء ذلك».
وأكد البيان أن «الممارسات غير الإنسانية التي تقوم بها جماعة الحوثي وصالح المسلحة بحق أبنائنا المختطفين، من عمليات تعذيب، مع إجبارهم على استخدام وشرب مياه غير صالحة، أدت لإصابة العشرات منهم بتقرحات جلدية، في ظل انعدام الأدوية، إضافة لعزلهم وإخفائهم عن أهاليهم وعن العالم، ومنع المنظمات الحقوقية من زيارتهم أو توثيق حالاتهم، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم... إننا أمهات المختطفين ندين وبشدة ما يتعرض له أبناؤنا المختطفون والمخفيون قسراً داخل سجون الحوثي وصالح بمحافظة الحديدة، وسجن حنيش خاصة، ونقدم بلاغنا هذا إلى كل المنظمات الإنسانية والحقوقية وأصحاب الضمائر الحية، ونطالبهم بسرعة التدخل لإنقاذ أبنائنا المختطفين والمخفيين قسراً... كما تحمل الرابطة جماعة الحوثي وصالح المسلحة صحة وسلامة وحياة جميع أبنائنا داخل سجونها، ونطالبهم بسرعة إطلاق سراحهم من دون قيد أو شرط».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.