بيروت تستضيف النسخة الأولى من «مهرجان الأفلام النرويجية»

يتضمن 5 أفلام روائية وواحداً من النوع الوثائقي

«ذا وايف» أحد الأفلام المشاركة في المهرجان
«ذا وايف» أحد الأفلام المشاركة في المهرجان
TT

بيروت تستضيف النسخة الأولى من «مهرجان الأفلام النرويجية»

«ذا وايف» أحد الأفلام المشاركة في المهرجان
«ذا وايف» أحد الأفلام المشاركة في المهرجان

باتت مهرجانات الأفلام السينمائية تشكّل عنصراً ثقافياً لافتاً في بيروت، التي شهدت هذا العام كمّاً كبيراً منها تنوع بين البرازيلية والألمانية والفرنسية والإيطالية وغيرها.
اليوم ينطلق ولأول مرة في لبنان «مهرجان الأفلام النرويجية» الذي تنظمّه السفارة النرويجية في لبنان بالتعاون مع جمعية «متروبوليس للسينما» التي أخذت على عاتقها عرض أفلام المهرجان في صالاتها في بيروت (الأشرفية) حتى 8 سبتمبر (أيلول) الحالي.
ويتضمن هذا الحدث السينمائي الأول من نوعه في لبنان 5 أفلام روائية وواحداً من النوع الوثائقي الطويل. وتسلّط هذه الأفلام الضوء على صناعة الأفلام النرويجية وازدهارها في السنوات الأخيرة، لا سيما أن بعضها تمّت تسميتها للمشاركة في مهرجانات سينمائية عالمية كفيلم «1001 غرامز» الذي تمّ ترشيحه لجائزة الأوسكار في عام 2015.
ويفتتح المهرجان اليوم بالفيلم الطويل «Staying Alive» من إخراج شارلوت بلوم، وهو فيلم درامي كوميدي يحكي عن الفتاة ماريان التي تنقلب حياتها رأساً على عقب عند اكتشافها خيانة شريكها (هاكون) لها. وبدل أن يتوسّل إليها لمسامحته يقترح عليها أن يأخذا استراحة من علاقتهما، ولتبدأ مرحلة جديدة من حياة الفتاة نتابعها في مجريات الفيلم.
ومع فيلم «كرافتيتيودن» للمخرج هانز بيتر مولاند، سنتابع الممثل النرويجي المعروف برونو غانز في دور جديد يجسد فيه شخصية نيلز، الذي يعمل سائقاً لكاسحة ثلوج وقد تم اختياره مواطن السنة. فهو يعيش حياة لا هموم فيها في منطقة شتوية نائية إلى أن يأتي خبر موت ابنه المفاجئ، فتحوّله الأحداث التي يقوم بها بفعل الانتقام إلى زعيم مافيا صربي «بابا». كما يعرّفنا الفيلم على أبرز الممثلين النرويجيين مثل بال سفيرّي هاغين وأندرس باسمو كريستيانسن. وقد جرى العرض العالمي الأول للفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2014.
ومن الأفلام المشاركة في المهرجان وينتظرها عشّاقها لأهمية التقنية السينمائية التي يتضمنها «Blind»، وهو أول فيلم سينمائي نفّذه المخرج النرويجي أسكيل فوجت، فشكّل منعطفاً في حياته بعد أن حصد شهرة واسعة إثره، وليتحوّل إلى واحد من أهم المخرجين في بلاده. نجح أسكيل في هذا العمل في تقديم دراما معقّدة مضحكة وأصلية عن امرأة تفقد بصرها، وتطلق العنان لمخيّلتها. حاز الفيلم على كثير من الجوائز، وأبرزها «جائزة السيناريو في قسم السينما العالمية» في «مهرجان صندانس السينمائي عام 2014» وكذلك جائزة «Europa Cinemas Label» في «مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2014»، كما حصد الجائزة الكبرى للمواهب الجديدة في مهرجان «CPH:PIX» في عام 2014 أيضاً.
ويعالج فيلم «1001 غرامز» للمخرج بنت هامر موضوعاً جديداً من نوعه، فيتناول قصة العالمة النرويجية ماري، التي تقصد باريس بهدف تعديل عيار زنة الكيلوغرام الوطني النرويجي. فتشارك في ندوة دولية يناقش فيها العلماء الوسائل الجديدة لتحديد هذا الوزن. وهناك تلتقي بعالِم سابق (بي)، لتولد بينهما علاقة حب، إلا أنها تبقى مصرّة على إنجاز مهمّتها تاركة هذه العلاقة وراءها.
أما الفيلم الوثائقي الوحيد المشارك في المهرجان «ذا غراند جورني»، فيحكي عن الأخوين «ماغنار واودني» اللذين عاشا حياتهما في مزرعة عائلتهما الصغيرة في أحد الوديان في النرويج. وفي أحد الأيام يتلقّيان دعوة من أقاربهما في أميركا لزيارة مينيسوتا. ويتابع الوثائقي المصوّر بجماليّة لافتة رحلتهما الطويلة بعيداً عن أراضيهما المألوفة.
ويختتم «مهرجان الأفلام النرويجية» بـ«ذا وايف»، وهو يعدّ الأول من نوعه (فيلم كوارث)، الذي يتناول قصة عالم جيولوجي يكتشف تغييرات جيولوجية صغيرة تحت الأرض تنبئه بأن هناك انهياراً أرضياً سيحصل، فيصل خلاله ارتفاع أمواج البحر إلى نحو 3 أمتار. وكان العالم يملك 10 دقائق فقط ليتصرّف فيها ويتسابق خلالها مع الزمن من أجل إنقاذ عائلته وأكبر عدد ممكن من الناس. وقد مثّل الفيلم النرويج رسمياً في جائزة الأوسكار لـ«أفضل فيلم أجنبي» في عام 2016.
وأشارت المسؤولة الإعلامية في جمعية «متروبوليس السينمائية» نسرين وهبي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن من شأن هذا المهرجان أن يعزز روابط الصداقة بين لبنان والنرويج ويعرّف اللبنانيين على ثقافة سينمائية جديدة، موضحة أن حفلة الافتتاح الخاصة بالمهرجان ستكون مجانية، فيما باقي حفلات العرض سعّرت بطاقاتها بـ8 آلاف ليرة، لافتة إلى أن جميع الأفلام ناطقة بالنرويجية ومترجمة إلى الإنجليزية.


مقالات ذات صلة

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق ‎⁨رولا دخيل الله ومصطفى شحاته خلال الحديث لـ«الشرق الأوسط»⁩

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق «إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

يجدد الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا.

انتصار دردير (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.