حجّاج يخلدون ذكرياتهم بالنقش والحفر على الخشب والصخور

حجاج لدى أحد النقاشين في عرفة أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
حجاج لدى أحد النقاشين في عرفة أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

حجّاج يخلدون ذكرياتهم بالنقش والحفر على الخشب والصخور

حجاج لدى أحد النقاشين في عرفة أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
حجاج لدى أحد النقاشين في عرفة أمس (تصوير: عدنان مهدلي)

في أحد أركان جبل الرحمة، انهمك حجاج في نحت أسمائهم بأشكال هندسية مختلفة؛ تخليداً لذكرى الحج، وترسيخاً لرحلتهم إلى المشاعر المقدسة، في حين ذهب آخرون إلى نقش ذكرياتهم على الخشب والخواتم.
وفي أماكن متفرقة من المشاعر، تبرز ورش صغيرة متحركة تعمل على نقش وطباعة الأسماء والآيات القرآنية وذكريات جبل الرحمة والأدعية الدينية على الخشب، لتبقى شاهداً على عبق المكان وتاريخه، وعلامة فارقة في الرحلة الإيمانية وسحرها.
الكلمات التي نقشت بأحرفٍ جميلة، استوقفت الكثير من الحجاج في خطاهم حول شاخص جبل الرحمة وهم يمضون يوماً إيمانياً عاشوه من لحظات الفجر الأولى من يوم عرفة.
قد تكون الأدوات المستخدمة للكتابة على الخشب بدائية إلى حدٍ ما، إلا أنها ستكون من أكثر الأشياء تخليداً في أرفف منازلهم وتحفهم.
مظهر الخشب المصقول وأرواق الطباعة المزخرفة حوّلت أماكن من عرفة إلى بازارات متحركة. وقال محمد، وهو شاب بنغلاديشي في العشرينات من عمره: «الحاج يختار اسمه أو تاريخاً معيناً أو دعاءً معيناً، ونعمل على نحته عن طريق الطباعة ونمرره على الخشب الذي يختاره، ثم ننتظر فترة لتجف الصورة فيظهر الشكل الذي يريد أو نقوم بالنحت المباشر على الخشب عن طريق أجهزة حفر تخليداً للذكرى».
في مكة المكرمة يخلّد الحجاج ذكريات كثيرة، منها جبل الرحمة ومسجد نمرة ومزدلفة وجسر الجمرات ومسجد الخيف، كلٌ له طوابعه ونقوشه، وتصاميمه الفوتوغرافية التي تمثل أبرز تفاصيل الدخول للمشاعر المقدسة والخروج منها نحو بلدانهم.
النقش على الخشب وغيره موجود في كل البلدان، لكنها في مكة المكرمة تحمل معنى آخر بحسب الحاج محمد من تونس، الذي أشار إلى أن جميع الناس يحنون إلى البيت العتيق ويكنون لهذه المدينة مشاعر خاصة وذكريات ليست محفورة فقط على الخشب، بل في القلوب التي شغفتها مكة حبا وعشقا.
محمد المحمدي يعمل في المنحوتات الخشبية، أكد أن النحت على الخشب من أقدم أنواع النحت على مستوى العالم، والحجاج والسياح في كل العالم يحرصون على نقش ذكرياتهم وأسمائهم، فهي نوع من أنواع الحضارة الإسلامية، وبعض النحاتين يطعمّونها بالقصدير والصدف والنحاس ويصدّرونها إلى قارات العالم وبأسعار ليست رخيصة.
وأضاف المحمدي، أن ميزة النقش على الخشب أنها فن يعتمد على الجماليات الهندسية، خصوصاً في الحج لاختلاف الأذواق والجنسيات، مدللاً في هذا السياق أن الآسيويين شغوفون بالأعمال الخشبية ومتفوقون فيها نظير وجود وكثرة الأنواع الخشبية هناك، وأيضاً أهالي دمياط في مصر يكثر فيها الحرفيون والنحاتون.
ولفت إلى أن بعض السعوديين بدؤوا يلتفتون للنحت، وأثبتوا أنفسهم وبدأوا يجذبون الكثير من الشباب لمعرفة أسراره، خصوصاً في المنحوتات الحجرية، خصوصاً أن السعودية مليئة بسلاسل الجبال الصخرية.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.