القليل من السعرات الحرارية... يطيل العمر

دراسات علمية تشير إلى أهمية تقييد تناول الغذاء

القليل من السعرات الحرارية... يطيل العمر
TT

القليل من السعرات الحرارية... يطيل العمر

القليل من السعرات الحرارية... يطيل العمر

هل تقليل المحتوى اليومي من السعرات الحرارية بنسبة 10 في المائة مفيد للصحة وطول العمر؟ هناك مقولة تقول: «قلة الأكل تطيل العمر». وقد أظهرت معدلات السمنة المرتفعة أن الأميركيين يستهلكون أكثر من اللازم، وأن الحد من السعرات الحرارية قد يكون من الخطوات الذكية على هذا الطريق.
تقول فاسانتي مالك، عالمة الأبحاث بقسم التغذية في «كلية تشان للصحة العامة» التابعة لجامعة هارفارد: «يزيد وزن الناس بمقدار رطل (الرطل نحو 453 غراما) في العام بشكل طبيعي. وهذا هو السبب في أن إدراك عدد السعرات الحرارية التي نحتاجها بالفعل - وربما تقليل بعض منها، وهو الأسلوب الذي يسمى (تقييد السعرات الحرارية) - قد يساعد بعض الرجال على الاستمرار في صحة جيدة وربما العيش لفترة أطول».
- فوائد السعرات القليلة
تشير الإرشادات الفيدرالية الأميركية إلى أن كبار السن يستهلكون ما بين 2000 و2800 سعر حراري في اليوم بناء على مستوى الأنشطة. (راجع: مستويات السعرات اليومية للرجال البالغين من عمر 51 عاما فأكبر).
ويمكن لمصطلح «تقييد السعرات الحرارية» أن يكون مصطلحا فضفاضا، ولكنه ينطوي بوجه عام على تقليل استهلاك السعرات الحرارية بنحو 10 إلى 15 في المائة من المحتوى العادي، ولكن من دون الحد من العناصر الغذائية الرئيسية، وفقا للسيدة مالك... «قد يساعد هذا الرجال على فقدان الوزن الزائد من خلال الخيارات الغذائية الذكية وحصة أطباقها».
وقد أظهرت دراسة على الحيوانات الأليفة أن تقييد السعرات الحرارية يساعد في زيادة العمر الافتراضي عن طريق إبطاء عملية التمثيل الغذائي وزيادة الكتلة العضلية. ومع ذلك، فإن هذه النتائج لم تُترجم بعد إلى الدراسات البشرية. ومع ذلك أيضا، فإن تقييد السعرات الحرارية قد يساعد في طول العمر ولكن بطرق أخرى.
وبحثت دراسة عام 2015 نشرت في «دورية علم الشيخوخة»، (Journal of Gerontology)، في تجربة استمرت لمدة عامين حول تقييد السعرات الحرارية تحت عنوان «كاليري»، (CALERIE). واختار الباحثون 220 من البالغين في منتصف العمر، وأغلبهم من أصحاب الوزن الزائد بشكل معتدل، الذين قسموا إلى مجموعتين. وكان هدف المجموعة الأولى فقدان الوزن بنسبة 15.5 في المائة خلال العام الأول، متبوعا باستقرار في الوزن خلال العام الثاني. وكان المنهج يهدف إلى تقليل السعرات الحرارية بواقع 25 في المائة أدنى من المتناول اليومي المعتاد.
وقد كان هذا من الأهداف الطموحة. وحققت تلك المجموعة تقييدا أكثر واقعية للسعرات الحرارية بنسبة 12 في المائة. ومع ذلك، فقد المشاركون متوسط 10 في المائة من وزن الجسم فقط خلال العام الأول، والأفضل من ذلك، أنهم حافظوا على استقرار أوزانهم خلال العام الثاني.
ومن حيث الفوائد المحددة المرتبطة بطول العمر، خلص الباحثون إلى أن مستوى ضغط الدم للمجموعة الأولى قد انخفض بنسبة 4 في المائة، بينما انخفض مستوى الكولسترول الكلي بنسبة 6 في المائة مقارنة بمجموعة الضبط الثانية. كما كان هناك أيضا انخفاض مقداره 47 في المائة في مستويات «بروتين سي التفاعليC - reactive protein»، وهو العامل الالتهابي المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وانخفضت مستويات هرمون الغدة الدرقية بأكثر من 20 في المائة في مجموعة تقييد السعرات الحرارية. وأشارت بعض الدراسات إلى أن انخفاض نشاط الغدة الدرقية قد يساعد على إبطاء وتيرة شيخوخة الجسم.
- ما وراء فقدان الوزن
من المنطقي أن تقييد السعرات الحرارية قد ساعد البدينين على فقدان الوزن، ولكنه قد يفيد الأشخاص العاديين أيضا. واستخدمت دراسة نشرت في دورية «Aging Cell» في فبراير (شباط) عام 2016 المعلومات من تجربة كاليري لمدة عامين في استكشاف كيف يمكن للنظام الغذائي القائم على تقييد السعرات الحرارية التأثير على الأشخاص من ذوي مؤشر كتلة الجسم من مستوى «25»، (وهو على الحدود بين الطبيعي والوزن الزائد).
وبعد عامين، فقدت هذه المجموعة، في المتوسط، نحو 11 في المائة من وزن الجسم، و71 في المائة من هذه النسبة كانت في صورة فقدان الدهون. كما خلص الباحثون أيضا إلى أنه لدى هؤلاء الناس، فإن تركيزات بروتينات النمو الشبيهة بالإنسولين قد زادت بنسبة تتراوح بين 21 و25 في المائة. وترتبط المستويات المنخفضة من بروتينات النمو الشبيهة بالإنسولين بالشيخوخة.
يتعلق تقييد السعرات الحرارية بمصادر الغذاء كما يتعلق بالأرقام. تقول السيدة مالك: «لا يتعلق الأمر بالحد من تناول الطعام، ولكن بمراقبة المتناول منه، وضمان أنك تأكل الأغذية الصحيحة وبالكميات المناسبة، من دون حرمان جسمك من العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها، مثل فيتامين (دي)، والكالسيوم، والحديد».
يعد حساب السعرات الحرارية من الأمور المربكة والمرهقة. بدلا من ذلك، ضع في اعتبارك أحجام الأجزاء التي تتناولها واختيار الأطعمة عالية الجودة، مثل الفواكه والخضراوات الكاملة، وكذلك مصادر البروتين مثل السمك، والبيض، والدجاج. وبالإضافة إلى ذلك، يراعى الحد من، أو تجنب، الحبوب المكررة والأغذية المصنعة.
وبالنسبة للتحكم في حصص الأطباق؛ أي كميات الغذاء، يراعى قياس الجزء الواحد على لوحة التغذية على العبوات الغذائية للحصول على تصور للكمية المناسبة. وعلى سبيل المثال، إن رؤية كيف يبدو عليه كوب من المعكرونة على الطبق يمنحك فكرة أفضل عما كنت تتناوله في المعتاد. وفي كثير من الأحيان يمكن أن تشعر بالشبع بكمية أقل، عندما تأتيك الفرصة لذلك.
تأكد من استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات في نظامك الغذائي المعتاد، فالرجال المسنون الذين يعانون من صعوبات في الحصول على السعرات الحرارية الكافية، وبالتالي على العناصر الغذائية المناسبة، لن يستفيدوا من فقدان الوزن الذي لا ضرورة له.

-- عدد السعرات الحرارية حسب النشاط البدني
فيما يلي مستويات السعرات الحرارية اليومية للرجال البالغين من عمر 51 عاما فأكبر:
- 2000 إلى 2200 سعر حراري: للرجال المستقرين غير النشطين (تأدية الأنشطة المرتبطة بالحياة اليومية النموذجية).
- 2200 إلى 2400 سعر حراري: للرجال ذوي النشاط المعتدل (المشي بما يعادل 1.5 إلى 3 أميال في اليوم بسرعة 3 إلى 4 أميال في الساعة – الميل نحو 1.6 كلم).
- 2400 إلى 2800 سعر حراري: للرجال النشطين (المشي بما يعادل أكثر من 3 أميال في اليوم بسرعة 3 إلى 4 أميال في الساعة).

- «رسالة هارفارد - مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».