بلجيكا: عناصر الجيش غيرت أسلوبها لتفادي هجمات إرهابية في شوارع بروكسل

منفذ الهجوم الأخير على الجنود دخل إحدى المصحات النفسية بعد أن اعتدى بآلة حادة على زميله في العمل

TT

بلجيكا: عناصر الجيش غيرت أسلوبها لتفادي هجمات إرهابية في شوارع بروكسل

جرى الإعلان في بروكسل عن نية السلطات البلجيكية تمديد بقاء عناصر الجيش في الشوارع حتى عام 2020 للمشاركة في دعم عمل الأجهزة الأمنية لمواجهة المخاطر الإرهابية وتأمين المراكز الاستراتيجية في البلاد، وجاء ذلك بعد أيام قليلة من حادث الاعتداء بسكين على عدد من الجنود في وسط المدينة ومقتل منفذ الهجوم وهو شخص من أصل صومالي، وفي الوقت نفسه، بدأت تتكشف بعض المعلومات حول الشخص الذي نفذ الهجوم والذي تبين أنه كان قد ذهب طواعية إلى أحد المستشفيات المتخصصة لعلاج المرضى النفسيين عقب اعتدائه بآلة حادة على زميل له في العمل.
وأمضى الصومالي منفذ حادث الاعتداء على الجنود في شوارع بروكسل، عدة أسابيع في إحدى المصحات النفسية في مدينة بروج الشاطئية. وقال محاميه السابق نوربرت ديمولنير إن الشاب الصومالي كان قد اعتدى على زميل له في العمل داخل إحدى شركات صناعة المعادن قبل عدة أشهر، مستخدماً إحدى أدوات فك الأجهزة المعدنية، وقامت الشرطة باصطحابه إلى إحدى المصحات النفسية، وهناك أقنعه الأطباء بالبقاء طواعية لتلقي العلاج، وهذا ما حدث بالفعل وبعد أسابيع سمحوا له بالخروج.
وبحث عن عمل آخر ووجد بالفعل فرصة عمل. وأضاف محاميه في تصريحات للتلفزة البلجيكية «في آر تي» أن «الشاب الصومالي بعد أن وجد فرصة عمل في وقت قصير انقطعت الاتصالات بيني وبينه». وقال عمدة مدينة بروج إن الشاب الصومالي كان لافتاً للنظر في الشارع، لأنه كان يردد الأغاني بصوت عالٍ نسبياً، ولكن ليس لدرجة تتطلب اصطحابه إلى الطبيب النفسي، كما أن الجيران عرفوا عنه حرصه على تنظيف المكان الذي كان يعيش فيه، حيث كان حريصاً بشكل دائم على تنظيف نوافذ منزله. وتزايد الجدل في البلاد في أعقاب هذا الحادث حول استمرار نشر الجنود في الشوارع في إطار المساهمة في مكافحة الإرهاب ومواجهة المخاطر والتهديدات. وفي ظل هذه الأجواء يتوقع رئيس أركان القوات المسلحة البلجيكية، أن يحافظ الجيش على وجوده في شوارع بلجيكا لبضع سنوات أخرى مقبلة. وبناء عليه، فقد تم تكييف برنامج التدريب العسكري وفقاً لذلك. هذا ما يفسره اللواء مارك ثيس، ونشرته صحيفة «دي ستاندارد» الفلمنكية. ومن المتوقع في التخطيط الحالي للدفاع أن ما يسمى «عملية وطن» ستستمر حتى عام 2020. وبالتالي، تم استعراض برنامج التدريب. ويتم تفضيل التدريبات واسعة النطاق التي تشمل عدة وحدات، في حين يتم وضع المهارات غير الضرورية لدوريات الشوارع جانباً بشكل مؤقت. وعلق مارك ثيس قائلاً: «يجب أن نكون مستعدين ومدربين للقيام بجميع مهامنا».
وأضاف: «ومع ذلك تبقى معنويات القوات أكبر تحدٍ لنا. في المتوسط، يشارك أفراد من الجيش في دوريات الشوارع لمدة 6 أشهر، وكجزء من هذا البرنامج، نهدف إلى خفض عدد دوريات الشوارع بمقدار الثلث».
ويود اللواء مارك أن يرى الدور الذي يقوم به الجنود أكثر على الدوريات وأقل ثباتاً أمام المباني الاستراتيجية الرئيسية التي تعتبر أهدافاً إرهابية محتملة.
وقال قائد القوات البرية إن جنوداً يجوبون شوارع بلجيكا سيغيرون أساليبهم بهدف حماية أنفسهم من أي هجمات للمتشددين، وذلك بتكثيف التنقل من موقع لآخر وتغيير مساراتهم. وقال الجنرال مارك تيس، في تصريحات لوسائل إعلام غربية، إن الضباط في زيهم الرسمي أصبحوا هدفاً للمتشددين في شتى أنحاء أوروبا. وأضاف أن القادة يراجعون الآن مهامهم ويقللون الوقت الذي تقف فيه القوات ثابتة، مضيفاً: «من الأسهل بكثير إطلاق النار على هدف ثابت عن هدف متحرك». وأصبحت القوات القتالية المسلحة ورجال الشرطة الذين يحمون المواقع في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا هدفاً لكثير من الهجمات منذ نشرهم بعد هجمات نفذها متشددون إسلاميون في باريس في مطلع عام 2015.
وقال تيس: «كل من يرتدي زياً رسمياً يجذب الناس الذين يريدون ارتكاب أعمال سيئة... نحن مدربون للتعامل مع ذلك، ومن ثم نعلم كيف نرد، ولذلك من الأفضل أن يهاجموا جندياً بدلاً من مدني». وتولى تيس (55 عاماً) منصب قائد القوات البرية البلجيكية العام الحالي، وكان عليه تحقيق توازن في الميزانية المقسمة بين العمليات الأمنية بالداخل والالتزامات الدولية في أفغانستان ومالي وشرق أوروبا. ومددت بلجيكا مراراً عملية نشر قوات على أراضيها لتبقي على 1200 جندي في شوارع مدنها الرئيسية.
ومع دخول ما كان من المزمع أن يكون إجراءً مؤقتاً عامه الثالث الآن، قال تيس إن الجيش يعتزم مواصلة العملية حتى عام 2020. وتابع: «نخطط لأسوأ السيناريوهات احتمالاً... بالتأكيد لن يختفي التهديد بسهولة». وقتل جنود يجوبون وسط مدينة بروكسل مهاجماً بالرصاص يوم الجمعة بعد أن هاجمهم بسكين وهو يكبر في ثاني هجوم يتعرض له جنود في بلجيكا خلال فصل الصيف الحالي.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.