النجمة الفرنسية «فاني آردان» في مواجهة مع أصعب أدوارها

حين يرتدي فريد شكيب ثياب الراقصة لولا

لقطة تجمع فاني آردان والممثل الشاب توفيق جلاب
لقطة تجمع فاني آردان والممثل الشاب توفيق جلاب
TT

النجمة الفرنسية «فاني آردان» في مواجهة مع أصعب أدوارها

لقطة تجمع فاني آردان والممثل الشاب توفيق جلاب
لقطة تجمع فاني آردان والممثل الشاب توفيق جلاب

مغامرة، بهذه الكلمة يمكن وصف الدور الذي تؤديه الممثلة الفرنسية فاني آردان في فيلمها الجديد «لولا باتر»؛ إنه واحد من تلك الأدوار التي تتطلب شجاعة استثنائية لأنها يمكن أن تلقي بظلالها على نظرة الجمهور لها في التالي من أفلامها. كيف وافقت فاني، المرأة التي تمتلك أنوثة طاغية، على تقمص شخصية رجل عربي يقيم مع زوجته وابنه الطفل في فرنسا، يقرر أن يتحول إلى امرأة. يهجر فريد شكيب أسرته لكي لا تعاني من تبعات قراره، ويذهب ليصحح الالتباس الذي ولد به، ويخضع لعملية تحويل جنس.
يبدأ الفيلم بمشهد لجنازة مليكة، حيث يكون على ولدها الشاب زينو شكيب أن يتابع قضية بيت ورثه بالمشاركة مع أبيه الغائب، يجب أن يعثر على الأب الذي اختفى من حياته وهو طفل، ولم يعد يذكر من ملامحه سوى ما رآه في صورة قديمة. لقد أعطته قريبة للعائلة عنواناً في باريس. وهكذا، ركب دراجته البخارية، وقصد العنوان، ليجد أن المكان عبارة عن مدرسة للرقص الشرقي، تديرها امرأة تدعى لولا. إن زينو لا يتخيل لحظة أن تلك المرأة الجذابة، ذات الشعر الطويل والقلائد الكثيرة، يمكن أن تكون والده، فريد شكيب. لكن الراقصة لولا تتعرف على ابنها، ويرف قلبها له، وتملؤها السعادة حين تعرف أنه فنان يحب الموسيقى، مثلها، يشتغل في دوزنة آلات البيانو. مع هذا، لا تعرف كيف تصارحه بالحقيقة، وتنتظر الفرصة المناسبة.
نجح المخرج نذير مخناش، الجزائري الأصل، في تحويل موضوع حساس يحتمل الفجاجة إلى قصيدة ناعمة مغلفة باللقطات الرومانسية، والديكور الدافئ والموسيقى الهادئة. وحتى في لحظات التوتر الشديد بين زينو ولولا، حين تصرخ في وجهه: «أنا فريد...»، لم يقع الفيلم في فخ الميلودراما، بل حافظ على مساره الشاعري. إن اختيار الممثل توفيق جلاب لدور زينو كان في محله، نظراً لملامح الخشونة المرتبطة بالبراءة في وجهه. أما تحويل فاني آردان من رجل إلى امرأة، فلم يكن صعباً؛ إن أنوثتها ليست محل خلاف، لكن كان من المجازفة إقناع المتفرج بأن الممثلة الستينية التي ما زالت تحتفظ بجاذبية مظهرها، والنبرة الساحرة لصوتها، كانت في شبابها رجلاً!
تقول فاني آردان، في حملة الدعاية للفيلم، إن المخرج أراد أن يروي حكاية حقيقية، من دون أن يأخذ الفيلم طابع الفيلم التسجيلي أو الوثائقي. إنه يتعامل مع تفاصيل من الخيال، ملتزماً بما يتيحه الفن السينمائي من ألعاب مبهرة، ومؤثرات تنقل المشاهد إلى عالم بعيد عن الواقع. وتضيف أن الموضوع بالنسبة لها لم يكن موضوع أنوثة ورجولة، بل قضية حب شائكة بين أب وابنه الوحيد الذي جاء يحاسبه بعد ربع قرن، لا لأنه صار امرأة، بل لأنه ابتعد عنه، ولم يشترك في تربيته. إن زينو يعتبر أباه أنانياً. أما لولا، فإنها كانت تشعر بالاختناق وهي في جسد فريد، ولم يكن أمامها سوى التحرر، وإعلان هويتها الجنسية الحقيقية، أو الموت. وهي حين اتخذت قرار التحرر، كانت مستعدة لمواجهة المجتمع والقوانين والتقاليد، لكنها هربت وهجرت البيت لكي تجنب ابنها لعنة الفضيحة.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.