غشت مهرجان سالزبورغ الثقافي، فجأة، نكهة سياسية تلازمت مع زيارة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي، واليوم يغادر المدينة ويودع المهرجان كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحرمه، وغدا وبعد غد يغادر الرئيسان التشيكي روبرت فيكو والسلوفاكي بوهوسلاف سوبوتكا.
خلال زيارتها حضرت المستشارة الألمانية عرضا لأوبرا «ليدي ماكبث»، وعكس ما صور الكاتب وليم شكسبير شخصية ليدي ماكبث، كامرأة ذات طموح جارف تصارع أنوثتها في محاولة لقمع غرائز وعواطف الأمومة ونعومة ورقة النساء، بسبب طموحات سياسية، وتفكير يتمركز وينصب أساسا حول السلطة، وصلت المستشارة الألمانية التي تستعد لمعركة انتخابية حاسمة لمنصب المستشارية وهي في قمة الأناقة، مرتدية كومينو ياباني بالغ الأناقة بألوان صارخة، بين الأحمر والأسود والأزرق، مع سروال أسود فضفاض.
المستشارة التي دائما توصف بأنها أقوى امرأة في العالم، ويلقبها اللاجئون ممن فتحت لهم حدود ألمانيا بـ«ماما ميركل»، يندر أن تتحدث عن حياتها الخاصة؛ لكنها أبدت حماسا في لقاء صحافي نادر للحديث عن زوجها، ودعمه ومساندته لها حتى في عمليات التسوق واختيار الأطعمة التي يفضلان تناولها سويا. كما كشفت عن بعض أسرار مطبخها وطريقتها في تحضير حساء البطاطس الذي يعشقه الألمان عموما، موضحة أنها «تهرس البطاطس يدويا وليس بالهراسة»، وذلك حفاظا على قطع صغيرة تكسب الحساء قواما مميزا.
بدوره وصل إلى مدينة سالزبورغ نهار الأمس (الأربعاء) الرئيس الفرنسي ماكرون بصحبة زوجته برجيت، وسط إجراءات أمنية بالغة، مما فرض قيودا غير معهودة على الحركة بالمدينة التي تتحول طيلة فترة الكرنفال من 21 يوليو (تموز) إلى 30 أغسطس (آب) إلى مسرح عريض ثري ومتنوع يحضره الآلاف من مختلف دول العالم.
مساء أمس، حضر ماكرون حفلا موسيقيا «كونسرت» بمتحف «موتزارت»، بقيادة المايسترو عازف البيانو دانيال بارينبويم.
وفي معرض أسئلة لزوار المهرجان الذي غشته احتياطات أمنية بسبب الزيارات الرئاسية للمسارح والمعارض، أبدى كثير منهم تسامحا وصبرا على الانتظار والتفتيش، مؤكدين أن سالزبورغ وإن تدثرت بثوب سياسي، إلا أنها لم تخلع مطلقا ثوبها الفني المرح.
نكهة سياسية تميز مهرجان سالزبورغ هذا الأسبوع
نكهة سياسية تميز مهرجان سالزبورغ هذا الأسبوع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة