المشتبه بهم الأربعة في هجومي كاتالونيا يمثلون أمام القضاء الإسباني

TT

المشتبه بهم الأربعة في هجومي كاتالونيا يمثلون أمام القضاء الإسباني

مثل أمس أربعة مشتبه بهم في تنفيذ اعتداءي إسبانيا هم أعضاء خلية من 12 عضوا قتل أفرادها الباقون أمام المحكمة، حيث قد يوجه إليهم الاتهام رسميا. ودخلت حافلات الشرطة الإسبانية وسط حراسة مشددة مقر محكمة مدريد الوطنية التي تنظر في قضايا الإرهاب، حيث سيمثل المشتبه بهم الأربعة أمام قاض سيقرر ما إذا كان سيوجه إليهم التهم على خلفية عمليتي الدهس اللتين أسفرتا عن 15 قتيلا و120 جريحا. وكتبت شرطة كاتالونيا في تغريدة على «تويتر» أول من أمس قرابة الثامنة مساء الاثنين (السادسة بتوقيت غرينتش): «الأهداف الاثنى عشر الرئيسيون اعتقلوا أو قتلوا». وقتلت الشرطة الإسبانيّة أول من أمس المغربي يونس أبو يعقوب (22 عاما) منفذ اعتداء برشلونة الذي صدم بشاحنة صغيرة حشدا الخميس الماضي، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً، بعد عملية بحث واسعة النطاق. وأعلنت الشرطة أن أبو يعقوب كان يرتدي حزاما ناسفا مزيفا وكان يردد «الله أكبر» قبل أن يقتل. وتبنى تنظيم داعش اعتداءي برشلونة ومنتجع كامبريلس البحري الأسبوع الماضي. وهي أول مرة يتبنى فيها التنظيم اعتداء في إسبانيا. وقتلت الشرطة أو اعتقلت أفراد خلية مؤلفة من 12 عضوا عقب اعتداءي الأسبوع الماضي في برشلونة ومنتجع كامبريلس. وبعد خمسة أيام قضوها في الاعتقال مثل المشتبه بهم الأربعة أمس الثلاثاء أمام محكمة خاصة بالإرهاب في مدريد في جلسة سيقرر فيها القاضي ما إذا كان سيوجه إليهم الاتهام. وأكد قائد شرطة كاتالونيا أمس جوسيب لويس ترابيرو، أن «الإمام عبد الباقي الساتي الذي يُعتقد أنه كان وراء تطرف الشباب الذين نفّذوا اعتداءي إسبانيا، قتل في الانفجار».
وبعد أربعة أيام على الاعتداء على جادة لارامبلاس في برشلونة، قتلت الشرطة أبو يعقوب في قرية في سوبيريتس على بعد نحو 60 كلم غرب برشلونة، بعد تلقيها معلومات استخبارية. وذكر إرناو غوميز الذي يعيش على بعد نحو كيلومتر واحد من المكان الذي قُتل فيه أبو يعقوب، أن القرية هي مخبأ مثالي، «لأنها بعيدة عن كل شيء»، ولا يتجاوز عدد سكانها 300 شخص. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «في التلال، يوجد كثير من مساكن العمال الموسميين، ومن السهل الاختباء هناك». وفي ريبول، بلدة أبو يعقوب، حيث نشأ أو عاش معظم المشتبه بتورطهم في الاعتداءين، قال عامل مغربي يدعى حسن أزيدي، إنه «سعيد وحزين في الوقت نفسه». وأوضح: «هذا يجب أن ينتهي، لأننا نعيش كما لو أننا في حرب. لكن في الوقت نفسه هناك من غسل عقل هذا الشاب». وقتل في الاعتداءين 15 شخصا آخرهم باو بيريز (34 عاما) الذي عثر عليه ميتا بعد طعنه بسكين في سيارة من طراز «فورد فوكس» على مشارف برشلونة الجمعة، قتل على يد أبو يعقوب. وكانت الشرطة أطلقت النار على السيارة عندما اقتحمت حاجزا عقب اعتداء برشلونة، ويعتقد المحققون أن القتيل هو مالك السيارة، وأن أبو يعقوب سرق السيارة للهروب عقب ارتكابه اعتداء برشلونة. وكان المحققون ركزوا في سعيهم لكشف الخلية عملهم على بلدة ريبول الحدودية الصغيرة على سفح جبال البيرينية. كما ركزت السلطات على الإمام المغربي عبد الباقي الساتي البالغ الأربعين من العمر الذي يعتقد أنه دفع الشبان في ريبول إلى التطرف. وقالت الشرطة إن الأمام قضى وقتا في السجن، وكان في وقت من الأوقات على اتصال بمشتبه بهم مطلوبين في تهم إرهاب، إلا أنه لم توجه له مطلقا تهم في حوادث تتعلق بالإرهاب. وفي بلجيكا، قال رئيس بلدية منطقة فيلفوردي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الساتي أمضى وقتا في منطقة ماشيلين بالضاحية الكبرى لبروكسل القريبة من المطار، في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار) 2016. وفي بلدة مريريت المغربية، اتهم أقارب أبو يعقوب الإمام الساتي كذلك بدفع ذلك الشاب وشقيقه حسين إلى التطرف. وقال جدهما لوكالة الصحافة الفرنسية: «خلال العامين الماضيين بدأ يونس وحسين يصبحان متطرفين بسبب تأثير هذا الإمام». وكان قائد الشرطة في كاتالونيا ترابيرو قال سابقا للصحافيين إن المتشددين المشتبه بهم كانوا يحضرون قنابل لتنفيذ «اعتداء واحد أو أكثر في برشلونة»، كاشفا عن العثور على آثار لمادة بيروكسيد الأسيتون (تي آي تي بي) المفضلة لدى متشددي تنظيم داعش، لأن إنتاجها يتم بمواد تباع في الأسواق. وتسبب المشتبه بهم في الانفجار عشية هجوم برشلونة الخميس، وهو الخطأ الذي يرجح أنه دفعهم إلى تعديل خططهم. وبدلا من ذلك اختاروا استخدام عربة لدهس الحشود في شارع لارامبلا الشهير في برشلونة، حيث يحتشد السياح، ما أدى إلى مقتل 13 شخصا على الفور، وإصابة نحو 100 آخرين. وبعد ساعات وقع هجوم مشابه في بلدة كامبريلس الساحلية أدى إلى مقتل امرأة. وقتلت الشرطة المهاجمين الخمسة في كامبريلس، كان بعضهم يرتدي أحزمة ناسفة مزورة ويحملون سكاكين. وتظاهر مئات المسلمين الاثنين في لاس رامبلاس رافعين شعارات «لا للإرهاب» و«نحن مسلمون ولسنا إرهابيين».
وبحسب بيانات الشرطة، فقد تم تفكيك خلية مؤلفة من 12 عضوا بينهم من قُتل، ومنهم من تم اعتقاله عقب هجومين الأسبوع الماضي في برشلونة ومنتجع كامبريلس أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهما، وهي المرة الأولى التي يتنبى فيها «داعش» اعتداء في إسبانيا.
وكانت الشرطة قد اعتقلت أربعة رجال، فيما قتل أفراد الخلية الآخرون بعضهم بأيدي الشرطة وبعضهم الآخر في انفجار عرضي وقع في منزل كان يستخدم لتصنيع المتفجرات في ألكنار جنوب كاتالونيا. وفي سياق متصل، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب أمس، إن السلطات الفرنسية لم تكن على دراية بوجود الخلية التي نفذت هجمات في برشلونة وكامبريلس الأسبوع الماضي. وأكد كولومب أن السيارة التي نفذت الهجوم في كامبريلس رصدتها كاميرا مراقبة وهي تسير بسرعة في منطقة باريس، لكنه قال إن السلطات لم تكن تعلم في هذه المرحلة سبب وجود السيارة هناك. وقال كولومب إنه من المبكر أن تكشف التحقيقات ما كانت تفعله المجموعة في فرنسا. وأضاف لإذاعة «آر إم سي»: «كانت سيارة تخص المجموعة، ولكنها كانت رحلة عودة سريعة للغاية». وكانت صحيفة «لي بارسيان» قد ذكرت أول من أمس، أن رادار السرعة رصد سيارة من طراز «أودي3»، استخدمت في الهجوم الثاني في كامبريلس، في منطقة بباريس (أقل من أسبوع قبل الهجوم). كما أكد كولومب أن الشخص المشتبه فيه أنه قام باقتحام محطتي حافلات في مدينة مارسيليا الفرنسية أول من أمس، مما أسفر عن مقتل سيدتين، أقام في مستشفى للأمراض العقلية في السابق. وأشار إلى أن هناك تداخلا بين القضايا العقلية والأمنية، تجب معالجته بالتعاون مع وزارة الصحة والخبراء الطبيين. وقال الوزير إن نحو ثلث 18 ألف شخص رصدتهم قوات الأمن بسبب التطرف يبدو أنهم لديهم مشكلات عقلية. وأضاف أن هناك أشخاصا معينين لديهم مشكلات عقلية، يشاهدون ما حدث في برشلونة والهجمات ضد قوات الجيش في فرنسا، ويقولون لأنفسهم «حسنا يمكنني شن هجوم مثل ذلك».



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.