تنافس على الإبهار السينمائي في «منتدى الأفلام السعودي»

شركات أولى من نوعها لـ«المكياج السينمائي» وتصنيع «طائرات التصوير»

إبهار تقنية الواقع الافتراضي يظهر في المعرض (الشرق الأوسط)
إبهار تقنية الواقع الافتراضي يظهر في المعرض (الشرق الأوسط)
TT
20

تنافس على الإبهار السينمائي في «منتدى الأفلام السعودي»

إبهار تقنية الواقع الافتراضي يظهر في المعرض (الشرق الأوسط)
إبهار تقنية الواقع الافتراضي يظهر في المعرض (الشرق الأوسط)

لا تكفي زيارة واحدة لمشاهدة الإبهار السينمائي المقدم من الشركات السعودية المشاركة في «منتدى الأفلام السعودي»، الذي تتنافس فيه عدة جهات على جذب زوار المعرض لاكتشاف أحدث تقنيات صناعة الأفلام، ومن ضمنها الواقع الافتراضي المعزز وتصنيع أجهزة التصوير وتقنيات المكياج السينمائي وغيرها، بما يظهر القفزات النوعية السريعة لهذه الصناعة، وتوجهها نحو الاكتفاء المحلي من حيث الكوادر الاحترافية.

ويلفت زائر المعرض المقام في واجهة الرياض، تحويل شركات إنتاج الأفلام أجنحتها إلى صالات عرض سينمائي، بما يشمله ذلك من بوسترات الأفلام المعلقة، والإضاءات المكثفة، ومرايا المكياج السينمائي، والسجادة الحمراء التي يسير عليها مرتاد المعرض، ويجعله يشعر وكأنه في حدث «أوسكاري»، في المعرض الذي يبتعد عن القالب الاعتيادي ويتجه للابتكار.

فرص شراكات سينمائية

وتجد هذه المشاريع فرصتها في أول منتدى من نوعه، كما يوضح هاني الملا، المدير التنفيذي لجمعية السينما السعودية، الذي أوضح في حديث له مع «الشرق الأوسط» أن «المعرض المصاحب للمنتدى هو مكان خصب لعقد الشراكات، ويشكل علامة فارقة لوجود عدد كبير من العاملين في قطاع الأفلام المحليين والإقليميين».

ولفت الملا خلال حديثه إلى أن الجمعية بدورها تشارك في المعرض من خلال التعريف بـ12 مشروعاً تعمل عليها حالياً لدعم صناع الأفلام، أبرزها مقر الجمعية الذي سيكون مبتكراً ومختلفاً، وتابع: «ستكون منطقة تفاعلية كبيرة تتضمن عدة مسارات، واستديوهات مرئية وسمعية، ومركزاً للإنتاج، ومتحفاً سينمائياً، ومكتبة سينمائية، وأرشيفاً سينمائياً، ومساحة كبيرة لإقامة الفعاليات طيلة العام، بالإضافة إلى وجود قاعات تدريب، ومساحة عمل مشتركة للجهات المهتمة بسوق الإنتاج».

أول شركة سعودية متخصصة بالمكياج السينمائي (الشرق الأوسط)
أول شركة سعودية متخصصة بالمكياج السينمائي (الشرق الأوسط)

أول شركة مكياج سينمائي سعودية

وتشارك في المعرض أول شركة مكياج سينمائي في السعودية، عن ذلك يقول عبد الرحمن العتيق، مدير العلاقات العامة في «THREE TREE»، إن «الأفلام هي فن الصورة، أولاً وأخيراً»، مبيناً أنهم لمسوا حاجة القطاع للمكياج السينمائي لكون السوق ما زالت معتمدة بشكل كبير على «الفريلانسرز»، وستزداد الحاجة إلى هذا القطاع مع النمو السريع الذي تشهده صناعة الأفلام محلياً.

ويتابع العتيق لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «قطاع الأفلام له متطلبات عالية واحترافية، فلا يكفي وضع أي مكياج، بل يتطلب الأمر نوعاً محدداً»، مضيفاً أن «فكرة المشروع بدأت قبل نحو عامين، وبدأنا بها قبل نحو سنة ونصف، ونجد في معرض (منتدى الأفلام) الفرصة لتعريف صناع الأفلام بنا؛ إذ لا نقتصر فقط على عمل المكياج، بل نقوم بتركيب القطع ووضع الأقنعة على غرار الأفلام العالمية».

الطائرة الكبرى في الشرق الأوسط لحمل الكاميرات بصناعة سعودية (الشرق الأوسط)
الطائرة الكبرى في الشرق الأوسط لحمل الكاميرات بصناعة سعودية (الشرق الأوسط)

طائرة تصوير سعودية

ولاحظت «الشرق الأوسط» خلال تجولها داخل المعرض، وجود طائرة ذات حجم كبير، تعرضها إحدى الشركات السعودية، وتعد الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تزن 14 كيلوغراماً، وبمقدورها حمل كاميرات يصل وزنها إلى 10 كيلوغرامات، مما يعني حمولة تقدر بـ24 كيلوغراماً تحلق أثناء التصوير، كما يفيد ممثل شركة «غلايدر» في المعرض، وهذه الطائرة صناعة سعودية بالكامل، وتوضع عليها كاميرات التصوير الجوي، ويصل ثمن الطائرة إلى 180 ألف ريال.

ولتقنية الواقع الافتراضي حضور كبير أيضاً في المعرض، حيث تعرض أكثر من شركة تقنياتها السينمائية أمام الزوار، وتتيح لمن أراد فرصة التجربة والوقوف لتصوير أعمال تخيليّة برؤية سينمائية، إضافة إلى عرض مجموعة من السيارات المتخصصة بالتصوير السينمائي والتي تتوافق مع أعلى المعايير العالمية، بحسب ما أفصح عنه القائمون على الأجنحة المختصة بها، ما يزيد من المعرفة السينمائية ويضاعف متعة التجوّل في المعرض.

«منتدى الأفلام السعودي» يتيح للزوار التزود بالمعرفة السينمائية (الشرق الأوسط)
«منتدى الأفلام السعودي» يتيح للزوار التزود بالمعرفة السينمائية (الشرق الأوسط)

جهات من خارج قطاع الأفلام

ولا تقتصر المشاركة في المعرض على الجهات المختصة بصناعة الأفلام؛ إذ تشارك جهات أخرى من مختلف مناطق المملكة مثل الهيئة الملكية بالجبيل وهيئة تطوير منطقة حائل، ما يعطي دلالة على أن صناعة الأفلام أصبحت ضرورية لعدد من القطاعات التي ترغب في إنتاج أفلام وبرامج توعوية أو تعريفية خاصة بها.

تجدر الإشارة إلى أن المعرض الذي يختتم فعالياته (الأربعاء) يأتي ضمن فعاليات «منتدى الأفلام السعودي»، الذي تنظمه هيئة الأفلام السعودية للمرة الأولى، ومن المتوقع أن يقام سنوياً لدعم القطاع، بحيث يكون هذا المنتدى بمثابة منصة تجمع الركائز الأساسية والجهات ذات الصلة؛ لتعزيز صناعة الأفلام والترويج لها، والتعريف بأهميتها للاقتصادات الوطنية، والفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع صناعة الأفلام.


مقالات ذات صلة

يومان على الأوسكار... من سيفوز ولماذا؟

سينما من «كثبان- 2»: أفضل تصوير (وورنر)

يومان على الأوسكار... من سيفوز ولماذا؟

يومان فقط يفصلانا عن حفل جوائز الأوسكار الـ97. تلك الجائزة الأقدم تاريخياً والأكثر متابعة بين كل الجوائز السنوية.

محمد رُضا (لندن)
سينما «كابتن أميركا: عالم جديد شجاع» (مارفل ستديوز)

شاشة الناقد: فيلم خيال وآخر عن الحرب الأهلية الأميركية

لا علاقة لهذا الفيلم برواية ألدوس هكسلي «عالم جديد شجاع» المنشورة سنة 1932، لكن إذا ما كان لا بدّ من المقارنة، وقد استعار صانعو الفيلم نصف عنوانه

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق نال الفيلم إشادات عدة بسبب مستواه الفني - (إدارة المهرجان)

«Têtes Brûlées»... عندما يواجه الأطفال فاجعة الفقد

الفيلم الروائي التونسي - البلجيكي «Têtes Brûlées»، الذي عرض للمرة الأولى عالمياً في مسابقة «أجيال +14» بمهرجان «برلين السينمائي» عبّر عن مشاعر الفقد والحزن.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم (إدارة المهرجان)

​«غروب الشمس في أميركا» يروي جانباً من أوجاع المهاجرين

الفيلم الوثائقي الذي أخرجه التشيلي ماتياس روخاس فالينسيا يتطرق للحظات العبور والهجرة غير النظامية بوصف ذلك معركة وجودية بين الأمل واليأس.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من «مندوب الليل» (الشركة المنتجة)

لماذا اختارت جمعية نقاد السينما المصريين «مندوب الليل» الأفضل عربياً؟

أعلنت جمعية «نقاد السينما المصريين» جوائز أفضل الأفلام التي عُرضت بمصر خلال عام 2024، وفاز فيها الفيلم السعودي «مندوب الليل» بجائزة «أفضل فيلم عربي».

انتصار دردير (القاهرة )

فانوس مصر التراثي يحتفظ ببريقه رغم «تقلبات الزمن»

TT
20

فانوس مصر التراثي يحتفظ ببريقه رغم «تقلبات الزمن»

فوانيس رمضان المعدنية تحتفظ ببريقها (الشرق الأوسط)
فوانيس رمضان المعدنية تحتفظ ببريقها (الشرق الأوسط)

وسط أجواء مفعمة بالبهجة، وأغاني رمضان الشهيرة، تتراص شوادر بيع فوانيس وزينة رمضان بحي السيدة زينب الشعبي في العاصمة المصرية القاهرة، ورغم تنوع أحجام وأشكال المعروضات، وانتشار الفوانيس الصينية في أرجاء المكان، فإن الفانوس المصري التقليدي أو المعدني ما زال صامداً ومحافظاً على بريقه رغم تقلبات الزمن وارتفاع أسعاره مقارنة بالأخرى الصينية والبلاستيكية والخيامية.

أشكال متنوعة (الشرق الأوسط)
أشكال متنوعة (الشرق الأوسط)

يعزو باعة حي السيدة زينب هذا الصمود إلى «وجود الورش المتخصصة في صناعة الفانوس التراثي المصري (الصاج) وتطويره»، بالإضافة إلى حرص كثير من المصريين على اقتنائه لتعبيره عن «روح المحروسة» بعدّه فلكلوراً متوارثاً منذ مئات السنين.

فانوس معدني مصري (الشرق الأوسط)
فانوس معدني مصري (الشرق الأوسط)

ويبدأ سعر الفانوس المعدني من 25 جنيهاً للأحجام الصغيرة جداً (الدولار الأميركي يعادل 50.6 جنيه مصري) ويصل إلى 5 آلاف جنيه للحجم الكبير، بينما تتراوح أسعار الفوانيس الخشبية المحلية من 50 إلى 350 جنيهاً، والصينية (البلاستيكية والمضيئة) من 150 إلى 350 جنيهاً.

وتمنح أغاني «رمضان جانا» لمحمد عبد المطلب، و«وحوي يا حوي» لأحمد عبد القادر، و«والله بعودة يا رمضان»، لمحمد قنديل، و«هاتوا الفوانيس يا ولاد» لمحمد فوزي، أجواء مبهجة لحي السيدة زينب الذي تمت تسميته بهذا الاسم نسبة لوجود مسجد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب.

فوانيس رمضان التراثية بمصر (الشرق الأوسط)
فوانيس رمضان التراثية بمصر (الشرق الأوسط)

ووفق مجدي فهمي أحد أبرز تجار ومصنعي الفانوس التقليدي بشارع «تحت الربع» الذي يتوسط باب الخلق وباب زويلة الأثري وسط القاهرة، فإنه يتم تطوير أشكال الفانوس المصري باستمرار، لاجتذاب الزبائن، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الفانوس المعدني لا يمكن أن يندثر بفعل تقلبات الزمن أو التغيرات الاقتصادية أو كثرة الفوانيس المستوردة»، مشدداً على أن «الفانوس المصري التقليدي» هو روح رمضان، و«إذا وُجد رمضان وُجد الفانوس»، على حد تعبيره.

ولفت فهمي إلى أن «العمل على صناعة الفوانيس المصرية مستمر على مدار العام ولا يتوقف حيث يتم تصديره إلى دول عربية وإسلامية من بينها الأردن وسوريا».

أشكال متعددة من الفانوس المصري (الشرق الأوسط)
أشكال متعددة من الفانوس المصري (الشرق الأوسط)

ويعدّ الرجل السبعيني الفانوس المعدني رمزاً مصرياً أصيلاً يعبر عن الهوية المصرية، حيث لا يمكن لأي بلد آخر أن ينتج مثله، وهو ما يجذب السائحين الذين يمرون من المنطقة لشرائه، وفق قوله.

وتمر صناعة الفانوس المصري المعدني بعدة مراحل يعمل فيها عدد من الحرفيين المهرة الذين ينتج كل منهم قطعة محددة قبل أن يتم تجميعها في النهاية باللحام، وهنا يؤكد فهمي أن كل خامات تصنيع الفانوس محلية. منوهاً بأنه «ورث حب الفانوس من أبيه وأجداده وأنه اعتاد على إدخال تعديلات وأشكال ورسومات جديدة كل عام على تصميمه لمواكبة التطور واجتذاب الزبائن المحليين والأجانب».

جانب من عملية تصنيع الفانوس التقليدي (الشرق الأوسط)
جانب من عملية تصنيع الفانوس التقليدي (الشرق الأوسط)

وتشتهر مناطق محددة في القاهرة التاريخية بصناعة الفانوس، من بينها السيدة زينب وتحت الربع وخان الخليلي، حيث يوجد بها ورش عتيقة.

وتتعدد الروايات المتعلقة ببداية ارتباط الفانوس بشهر رمضان؛ ومنها استقبال الحاكم بأمر الله الفاطمي بالفوانيس خلال وصوله إلى القاهرة في شهر رمضان، خلال القرن الرابع الهجري، بالإضافة إلى استخدامه في الإضاءة ليلاً خلال الشهر الكريم، وفق الدكتور مصطفى جاد، العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون.

ميدان السيدة زينب يعج بشوادر بيع الفوانيس (الشرق الأوسط)
ميدان السيدة زينب يعج بشوادر بيع الفوانيس (الشرق الأوسط)

ويؤكد جاد في تصريحات تلفزيونية أن «الحرفي المصري الماهر له فضل كبير في صمود الفانوس التقليدي أمام الفانوس الصيني الذي أحدث هزة كبيرة في مصر على مستوى بهجة اقتناء الفانوس؛ لأنه يشبه الدمية التي تغني تلقائياً، وعلى مستوى الصناعة بسبب رخص سعره مقارنة بالمحلي»، مشيراً إلى أن «الأخير بدأ في التعافي واستعادة مكانته خلال السنوات الأخيرة».

أجواء مبهجة بشوارع السيدة زينب في القاهرة (الشرق الأوسط)
أجواء مبهجة بشوارع السيدة زينب في القاهرة (الشرق الأوسط)

ويرى جاد أن «اقتناء الفانوس المعدني لا يرتبط بطبقة اجتماعية معينة في مصر، ففي الوقت الذي ينتشر فيه بشوارع وحارات الأحياء الشعبية فإنه يلمع في الوقت نفسه في كثير من المناطق الراقية وداخل بيوت الأثرياء لعدّه علامة مميزة لهذا الشهر الكريم».