حسين فهمي: نُقاد الفن وراء ابتعادي عن الإخراج

تحدث خلال فعاليات «الغردقة السينمائي» عن «بداياته الصعبة في هوليوود»

حسين فهمي خلال الندوة (إدارة المهرجان)
حسين فهمي خلال الندوة (إدارة المهرجان)
TT

حسين فهمي: نُقاد الفن وراء ابتعادي عن الإخراج

حسين فهمي خلال الندوة (إدارة المهرجان)
حسين فهمي خلال الندوة (إدارة المهرجان)

تحدث الفنان المصري حسين فهمي، عن تفاصيل فصله من العمل في «استوديوهات هوليوود» بأميركا، لأول مرة، خلال «الماستر كلاس» الذي أقيم له ضمن فعاليات «مهرجان الغردقة لسينما الشباب» الذي تستضيفه محافظة البحر الأحمر حتى 26 سبتمبر (أيلول) الحالي، قائلاً خلال حديثه مع شباب السينمائيين، إنه واجه صعوبات بالغة فترة شبابه بسبب حبه وشغفه بالفن، كاشفاً تفاصيل «فصله من العمل بهوليوود بسبب جنسيته المصرية»، موضحاً: «أثناء حرب 1967 كانت الأجواء عصيبة في مصر، فقررت السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية للعمل بدراستي في الإخراج باستوديوهات هوليوود، وبالفعل عملت في أحد الاستوديوهات الخاصة بالإعلانات التجارية والأفلام القصيرة، ومع انطلاق الحرب، طلب مني مدير الاستوديو أخذ مرتّبي وترك العمل».

وأشار الفنان المصري إلى أنه عانى الأمرّين خلال بداية مشواره الفني بسبب رفض عائلته احترافه الفن، موضحاً: «والدي كان مصمماً على التحاقي بكلية الحقوق، لكن حينما علمت بافتتاح أكاديمية الفنون، قررت تحويل ورقي من الحقوق إلى الأكاديمية، وبسبب هذا الأمر قاطعني والدي فترة طويلة، ومرضت أمي بسبب رفضها فكرة دخولي مجال الفن، إلى أن اكتشفوا فيما بعد جمال هذا المجال ورونقه».

جانب من حضور الندوة (إدارة المهرجان)

وعن سبب عدم إكمال مشواره الفني مخرجاً، قال: «من الأسباب الرئيسية التي جعلتني أبتعد عن مجال الإخراج النقد الفني الذي كنت أراه قاسياً للغاية على المخرجين في ذلك الوقت، كما أن المنتجين كانوا يرون أنه في تلك الفترة التي احترفت فيها التمثيل كانوا بحاجة لممثلين وليس لمخرجين».

وسرد حسين فهمي عدداً من المواقف الطريفة التي جمعته مع النقاد الصحافيين خلال مسيرته الفنية، مضيفاً أن «علاقة الفنان بالصحافة والنقد مهمة للغاية، لكن هناك مواقف طريفة لا يمكن أن تنساها ذاكرتي، من بينها موقف جمعني بصحافي لا أذكر اسمه، بعد عرض فيلم (العار) وجدته كتب صفحتين عن بطلَي الفيلم نور الشريف، الذي أطلق عليه لقب (الحصان الأبيض)، ومحمود عبد العزيز وأطلق عليه لقب (الحصان الأسود)، فاستفزني الموضوع، واتصلت بالمجلة التي يعمل بها المحرر وهي (مجلة الكواكب)، وقلت له (أنت رأيت الحصان الأبيض والحصان الأسود، لم ترَ..... اللي كان معاهما في الفيلم)، فوجدته في الأسبوع التالي يكتب مقالاً من صفحتين عن شخصي بعنوان (مارلون براندو الشرق الأوسط)».

وشدّد فهمي في كلمته لشباب السينمائيين على أن يعملوا في المجال الفني كهواية، ولا يتخذونه مهنة، ضارباً مثالاً بمشاركته في فيلم «مافيا» بصفته ضيف شرف: «في أحد الأيام تلقيت اتصالاً هاتفياً من المخرج شريف عرفة يعرض عليّ المشاركة في مشهد من الفيلم، رفضت، لكني وجدته مصراً على أن أجسّد الدّور، وطلب مني قراءته، وبعد اطلاعي عليه وافقت على الفور شرط ألّا يُكتب اسمي على التتر، وألّا أتقاضى أي أجر نظيره، لأنني وجدت في الدور رسالة فنية هادفة».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال فهمي: «وُلد مهرجان الغردقة لسينما الشباب على يدي، حينما استشارني السيناريست محمد الباسوسي في فكرة إقامة مهرجان خاص للشباب في الغردقة، فكنت من أوائل الداعمين له، ونفّذت فيديو يدعم المهرجان، كما سأعمل جاهداً على توقيع بروتوكول شراكة بين مهرجان القاهرة السينمائي الذي أترأسه وبين مهرجان الغردقة لسينما الشباب». وشدّد فهمي على أهمية تنظيم مهرجانات فنية في جميع أرجاء مصر، بقوله: «في دول العالم المتقدمة بصناعة السينما، تجد مئات المهرجانات التي تقام على أرضها، ومصر لا بد أن يكون في كل شبر بها مهرجان فني لدعم هذه الصناعة».


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )

صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
TT

صفعات وضرب بالهواتف والمأكولات... بعض هدايا جمهور الحفلات إلى المغنِّين

المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)
المغنية الأميركية بيبي ريكسا مصابة بجرح في الحاجب بعد أن رماها معجب بهاتفه (إنستغرام)

خلال إحدى حفلاته الأخيرة في بيروت، فوجئ المغنّي السوري «الشامي» بأحد الحاضرين الذي صعد إلى المسرح ووجّه إليه حركة نابية، بعد أن رفض الفنان الشاب ارتداء الكوفيّة نزولاً عند رغبة المعجب. أثارت تلك الحادثة الاستغراب، فبعد أن كان المعجبون يقتحمون خشبات المسارح لاستراق قبلة أو صورة مع مطربيهم المفضّلين، ها هم يحطّمون الحواجز الأخلاقية بينهم وبين الفنان.

لكن إذا كانت تلك التصرّفات العدائية من قبل المعجبين تجاه الفنانين طارئة على العالم العربي، فهي تُعد سلوكاً رائجاً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا منذ عام 2021، وتحديداً بعد عودة الحفلات الموسيقية عقب جائحة «كورونا».

تعرَّض المغني الشامي قبل أسابيع لحركة نابية من معجب اقتحم المسرح (إنستغرام)

هاتف وسِوار على وجهَي ريكسا وأيليش

قبل أسابيع، وخلال حفلٍ لها في أريزونا، التقطت عدسات الكاميرا الفنانة الأميركية الشابة بيلي أيليش وهي تتلقّى سواراً على وجهها. بدت أيليش ممتعضة من هذا التصرّف الذي قام به أحد الحاضرين، فما كان منها إلا أن رمت السوار جانباً. أيليش، محبوبة الجيل الصاعد، معتادة على مواقف كهذا؛ في عام 2019 جرى تطويقها من قبل مجموعة من المعجبين؛ حيث حاول أحدهم خنقها بينما سرق آخر خاتمها.

قبل أيليش، تعرَّض عدد كبير من الفنانين لاعتداءات بأغراضٍ من العيار الثقيل، وأكثر أذى من مجرّد سوار. كان على المغنية بيبي ريكسا التوجّه من حفلها في نيويورك إلى المستشفى مباشرة، بعد أن رماها شخصٌ من بين الحضور بهاتفه على وجهها. وفي وقتٍ ظهرت ريكسا بعد الإصابة مجروحة الحاجب، جرى توقيف المعتدي الذي قال إنه تصرّف على هذا النحو آملاً في أن تلتقط الفنانة صوراً بهاتفه.

دجاج مقلي ومشروبات ورماد موتى

من بين الحوادث الصادمة، الصفعة التي تلقّتها المغنّية آفا ماكس من شخصٍ صعد إلى المسرح، بينما كانت تؤدّي أغنية خلال حفل لها في لوس أنجليس. أما المغنّي هاري ستايلز فكانت حصّته من هذه الظاهرة المستجدة قطعة دجاج مقلي أصابت عينه خلال إحدى حفلاته.

إلى جانب الهواتف التي نال مغنّي الراب دريك نصيبه منها كذلك خلال حفل في شيكاغو عام 2023، غالباً ما يلجأ الحضور إلى رمي الفنانين بالدّمى، وقطع الملابس، والمأكولات، والمشروبات. هذا ما حصل مع المغنية كاردي بي التي وجّه إليها أحد حاضري حفلها في لوس أنجليس كوباً من المشروب، فما كان منها سوى أن رمته بالميكروفون. إلا أن صدمة المغنية بينك كانت الأكبر من بين زملائها، فخلال إحيائها حفلاً في لندن، قام فردٌ من الحضور بنَثر رماد والدته المتوفّاة على المسرح!

مغنية الراب كاردي بي تضرب معجباً بالميكروفون بعد أن رماها بالمشروب (يوتيوب)

إن لم يتطوّر الأمر إلى رمي الفنان بأداة ما، غالباً ما يلجأ الحاضرون مفتعلو المشكلات إلى حِيَل أخرى، كتصويب فلاشات الكاميرا إلى وجه المغنّي بهدف إزعاجه، أو كالصراخ والسعي إلى الانخراط في محادثة معه.

في المقابل، يلوم بعض متابعي هذا المشهد المستجدّ الفنانين أنفسهم، على اعتبار أنّ بعضهم يعمد إلى رمي الجمهور بأغراض خاصة به، مثل القبعات والملابس والنظارات، ما دفع بالحضور إلى اكتساب تلك العادة والقيام بالمثل.

يلجأ بعض حضور الحفلات إلى إزعاج المغنِّين بالصراخ أو بفلاشات الكاميرات (رويترز)

لماذا يعنّف الجمهور الفنانين؟

* كورونا وعزلة الحَجْر

إذا كان الجمهور في الماضي يرمي الفنان بالبيض أو الطماطم في حال لم يعجبه الأداء، فإنّ وسائل التعبير وأسباب الامتعاض تبدّلت كثيراً على أيادي «الجيل زد». يعزو خبراء العروض الموسيقية وعلماء النفس والاجتماع تفاقم تلك الظاهرة في السنوات الأخيرة، إلى الحجْر الذي فرضته جائحة «كورونا». بسبب العزلة وتوقّف العروض الترفيهية المباشرة، نسي بعض الناس لياقة التصرّف وأدبيّات السلوك خلال الحفلات، ولا سيما منهم الجيل الصاعد.

* أوهام السوشيال ميديا وأرقامُها

السبب الثاني الذي جعل المعجب يرفع الكلفة مع الفنان، ويعد نفسه متساوياً معه محطّماً الحواجز كلها، هي وسائل التواصل الاجتماعي التي أوهمت الجمهور بأنّ الفنان صديق له، وبأنّ ما بينهما معرفة ومشاعر حقيقية وليست افتراضية. يظنّ المعجبون أنهم بمتابعتهم للفنان، وبمعرفتهم أموراً كثيرة عنه، قد كسروا جدار البروتوكول، ونالوا اهتمام الشخصية المشهورة.

تتحمّل «السوشيال ميديا» كذلك مسؤولية تحويل الحفلات الموسيقية إلى عروضٍ من العنف ضد الفنان، بسبب هوَس الجيل الصاعد بمفهوم «التريند» وتجميع المشاهدات، ولا سيما على «تيك توك». يسعى الحاضرون إلى افتعال تلك المواقف النافرة بهدف أن يصيروا جزءاً من العرض، وأن ينشروا بالتالي فيديوهات لتلك اللحظات الغريبة على أمل أن تنال الرواج على المنصة، فيدخلون بدَورهم نادي المشاهير، ولو لأيام قليلة.

* حقدٌ ماليّ

من بين الأسباب التي حوّلت حفلات أشهر الفنانين إلى عروض من العنف، أسعار البطاقات التي قد تكون خيالية في بعض الأحيان. يلجأ الحاضرون إلى التعبير عن امتعاضهم من الغلاء، بأن ينتقموا على طريقتهم من الفنان. وما يزيد الأمر سوءاً ويستفزّ البعض، ظهور الفنانين أمام الناس وهم يرتدون الملابس والحلي ذات الأثمان الباهظة والماركات العالمية.

يترافق ذلك وقناعة لدى أفراد الجمهور الذين يقومون بأعمال نافرة، بأنّ عشقَهم للشخصية المشهورة يبرر العنف ضدّها إن لم تبادلهم الاهتمام؛ خصوصاً إذا أنفقوا الكثير من أموالهم لشراء بطاقات الحفل. فبعض الجمهور يذهب في إعجابه إلى حدّ اعتبار أنّ أي شيء مبرّر من أجل الحصول على لفتة انتباه أو نظرة من الفنان، حتى وإن اضطرّه ذلك إلى افتعال مشكلة أو ضرب المغنّي بأداة حادّة!

يعد بعض جمهور الحفلات كل التصرفات مبررة من أجل لفت انتباه الفنان (رويترز)

أدبيات سلوك الحفلات

من ليدي غاغا، إلى دوا ليبا، مروراً بجاستن بيبر، وكولدبلاي، وليس انتهاءً بمايلي سايرس وتايلور سويفت؛ لم ينجُ أحد من اعتداءات الجمهور الغريبة. فرض ذلك اتّخاذ مواقف من قبل الفنانين تجاه ما يحصل، فخلال إحدى حفلاتها في لوس أنجليس رفعت المغنية البريطانية أديل الصوت قائلة: «هل لاحظتم كم نسي الناس أخلاقيات الحفلات؟ إذا تجرّأ أحد على أن يرميني بغرض ما، فسأقتله».

أما رابطة معجبي تايلور سويفت، فقد ابتكرت دليلاً لأدبيّات السلوك في الحفلات، خوفاً على محبوبتهم من التعدّيات. مع العلم بأنّ المغنية الأميركية الشابة كانت قد نالت نصيبها من تلك التصرفات، وقد عاشت إحدى أكثر اللحظات غرابة، عندما هجم أحد المعجبين باتّجاه المسرح، وحاول التقاط قدمِها بينما كانت تغنّي، قبل أن يلقي عناصر الأمن القبض عليه.