تشييع جثمان الفنان المصري الشاب أشرف مصيلحي

تُوفي بعد صراع طويل مع المرض

أشرف مصيلحي (صفحة الفنان الراحل على «فيسبوك»)
أشرف مصيلحي (صفحة الفنان الراحل على «فيسبوك»)
TT
20

تشييع جثمان الفنان المصري الشاب أشرف مصيلحي

أشرف مصيلحي (صفحة الفنان الراحل على «فيسبوك»)
أشرف مصيلحي (صفحة الفنان الراحل على «فيسبوك»)

شُيعت جنازة الفنان المصري الشاب أشرف مصيلحي، الاثنين، إلى مثواها الأخير بعد الصلاة عليه في «مسجد المشير طنطاوي»، بحضور عدد من الفنانين على رأسهم أحمد سعيد عبد الغني ولبلبة وإلهام شاهين ويسرا اللوزي ودينا فؤاد، والمخرج أحمد نور.

وغيب الموت مصيلحي، عن عمر ناهز 49 عاماً بعد صراع مع المرض. وكان آخر أعماله الفنية مسلسل «الطاووس»، الذي عُرض في رمضان 2021، بطولة جمال سليمان وسهر الصايغ.

ونعى عدد من نجوم الفن من مختلف الأجيال الفنان الراحل. وقالت الفنانة هند صبري على صفحتها في موقع «إنستغرام»: «أشهد أنه كان من أكثر الزملاء احتراماً وطيبة وتهذيباً»، ووصفت ريهام عبد الغفور رحيله بأنه «خبر حزين»، في حين أضافت يسرا أنه «من أطيب الناس الذين قابلتهم» في حياتها، مشيرة إلى أنه «تلميذ يوسف شاهين النجيب، وشخص كريم وخلوق إلى أقصى حد».

وتوجه آخرون منهم الفنان محمد هنيدي وأمير كرارة وشيريهان وحسين فهمي وصلاح عبد الله ونبيل الحلفاوي، بالعزاء لأسرته وزوجته المخرجة منال الصيفي.

أشرف مصيلحي (صفحة الفنان الراحل على «فيسبوك»)
أشرف مصيلحي (صفحة الفنان الراحل على «فيسبوك»)

بدأ مصيلحي مسيرته الفنية بالمشاركة بدور محدود في فيلم «الأبواب المغلقة» عام 2001، ومن ثَمّ في فيلم «ونو بونو» مع نادية الجندي، وتوالت أعماله السينمائية مثل «جواز بقرار جمهوري»، و«الرهينة»، و«الجزيرة». ومن أبرز المسلسلات التي شارك فيها «الباطنية»، و«تاجر السعادة»، و«قضية رأي عام»، و«كلابش»، و«ابن موت»، و«نونة المأذونة».

اشتهر الراحل بتجسيده لشخصية ضابط الشرطة في عدد من الأعمال منها «تيتو»، و«خالتي فرنسا». وقال الناقد الفني محمد عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «يعد مصيلحي أحد الكوادر التي تربت في شركة الإنتاج السينمائي (أفلام مصر العالمية) التي كان يملكها المخرج يوسف شاهين، وامتلك خبرة كبيرة في مجال الإنتاج الفني، كما ساهم في تأسيس عدد من قاعات العرض متعددة الشاشات».

وأضاف عبد الرحمن: «بداية شهرة مصيلحي جاءت من خلال مشاركته في فيلم (تيتو)، إنتاج 2004؛ إذ جسّد شخصية ضابط شرطة يطارد الفاسدين في وزارة الداخلية ويخاطر بحياته في معركة غير متكافئة من أجل قيم يؤمن بها». وعلى الرغم من مساحة الدور البسيطة، فإنه ترك أثراً قوياً لدى المتفرج.


مقالات ذات صلة

يومان على الأوسكار... من سيفوز ولماذا؟

سينما من «كثبان- 2»: أفضل تصوير (وورنر)

يومان على الأوسكار... من سيفوز ولماذا؟

يومان فقط يفصلانا عن حفل جوائز الأوسكار الـ97. تلك الجائزة الأقدم تاريخياً والأكثر متابعة بين كل الجوائز السنوية.

محمد رُضا (لندن)
سينما «كابتن أميركا: عالم جديد شجاع» (مارفل ستديوز)

شاشة الناقد: فيلم خيال وآخر عن الحرب الأهلية الأميركية

لا علاقة لهذا الفيلم برواية ألدوس هكسلي «عالم جديد شجاع» المنشورة سنة 1932، لكن إذا ما كان لا بدّ من المقارنة، وقد استعار صانعو الفيلم نصف عنوانه

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق نال الفيلم إشادات عدة بسبب مستواه الفني - (إدارة المهرجان)

«Têtes Brûlées»... عندما يواجه الأطفال فاجعة الفقد

الفيلم الروائي التونسي - البلجيكي «Têtes Brûlées»، الذي عرض للمرة الأولى عالمياً في مسابقة «أجيال +14» بمهرجان «برلين السينمائي» عبّر عن مشاعر الفقد والحزن.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم (إدارة المهرجان)

​«غروب الشمس في أميركا» يروي جانباً من أوجاع المهاجرين

الفيلم الوثائقي الذي أخرجه التشيلي ماتياس روخاس فالينسيا يتطرق للحظات العبور والهجرة غير النظامية بوصف ذلك معركة وجودية بين الأمل واليأس.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من «مندوب الليل» (الشركة المنتجة)

لماذا اختارت جمعية نقاد السينما المصريين «مندوب الليل» الأفضل عربياً؟

أعلنت جمعية «نقاد السينما المصريين» جوائز أفضل الأفلام التي عُرضت بمصر خلال عام 2024، وفاز فيها الفيلم السعودي «مندوب الليل» بجائزة «أفضل فيلم عربي».

انتصار دردير (القاهرة )

فانوس مصر التراثي يحتفظ ببريقه رغم «تقلبات الزمن»

TT
20

فانوس مصر التراثي يحتفظ ببريقه رغم «تقلبات الزمن»

فوانيس رمضان المعدنية تحتفظ ببريقها (الشرق الأوسط)
فوانيس رمضان المعدنية تحتفظ ببريقها (الشرق الأوسط)

وسط أجواء مفعمة بالبهجة، وأغاني رمضان الشهيرة، تتراص شوادر بيع فوانيس وزينة رمضان بحي السيدة زينب الشعبي في العاصمة المصرية القاهرة، ورغم تنوع أحجام وأشكال المعروضات، وانتشار الفوانيس الصينية في أرجاء المكان، فإن الفانوس المصري التقليدي أو المعدني ما زال صامداً ومحافظاً على بريقه رغم تقلبات الزمن وارتفاع أسعاره مقارنة بالأخرى الصينية والبلاستيكية والخيامية.

أشكال متنوعة (الشرق الأوسط)
أشكال متنوعة (الشرق الأوسط)

يعزو باعة حي السيدة زينب هذا الصمود إلى «وجود الورش المتخصصة في صناعة الفانوس التراثي المصري (الصاج) وتطويره»، بالإضافة إلى حرص كثير من المصريين على اقتنائه لتعبيره عن «روح المحروسة» بعدّه فلكلوراً متوارثاً منذ مئات السنين.

فانوس معدني مصري (الشرق الأوسط)
فانوس معدني مصري (الشرق الأوسط)

ويبدأ سعر الفانوس المعدني من 25 جنيهاً للأحجام الصغيرة جداً (الدولار الأميركي يعادل 50.6 جنيه مصري) ويصل إلى 5 آلاف جنيه للحجم الكبير، بينما تتراوح أسعار الفوانيس الخشبية المحلية من 50 إلى 350 جنيهاً، والصينية (البلاستيكية والمضيئة) من 150 إلى 350 جنيهاً.

وتمنح أغاني «رمضان جانا» لمحمد عبد المطلب، و«وحوي يا حوي» لأحمد عبد القادر، و«والله بعودة يا رمضان»، لمحمد قنديل، و«هاتوا الفوانيس يا ولاد» لمحمد فوزي، أجواء مبهجة لحي السيدة زينب الذي تمت تسميته بهذا الاسم نسبة لوجود مسجد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب.

فوانيس رمضان التراثية بمصر (الشرق الأوسط)
فوانيس رمضان التراثية بمصر (الشرق الأوسط)

ووفق مجدي فهمي أحد أبرز تجار ومصنعي الفانوس التقليدي بشارع «تحت الربع» الذي يتوسط باب الخلق وباب زويلة الأثري وسط القاهرة، فإنه يتم تطوير أشكال الفانوس المصري باستمرار، لاجتذاب الزبائن، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الفانوس المعدني لا يمكن أن يندثر بفعل تقلبات الزمن أو التغيرات الاقتصادية أو كثرة الفوانيس المستوردة»، مشدداً على أن «الفانوس المصري التقليدي» هو روح رمضان، و«إذا وُجد رمضان وُجد الفانوس»، على حد تعبيره.

ولفت فهمي إلى أن «العمل على صناعة الفوانيس المصرية مستمر على مدار العام ولا يتوقف حيث يتم تصديره إلى دول عربية وإسلامية من بينها الأردن وسوريا».

أشكال متعددة من الفانوس المصري (الشرق الأوسط)
أشكال متعددة من الفانوس المصري (الشرق الأوسط)

ويعدّ الرجل السبعيني الفانوس المعدني رمزاً مصرياً أصيلاً يعبر عن الهوية المصرية، حيث لا يمكن لأي بلد آخر أن ينتج مثله، وهو ما يجذب السائحين الذين يمرون من المنطقة لشرائه، وفق قوله.

وتمر صناعة الفانوس المصري المعدني بعدة مراحل يعمل فيها عدد من الحرفيين المهرة الذين ينتج كل منهم قطعة محددة قبل أن يتم تجميعها في النهاية باللحام، وهنا يؤكد فهمي أن كل خامات تصنيع الفانوس محلية. منوهاً بأنه «ورث حب الفانوس من أبيه وأجداده وأنه اعتاد على إدخال تعديلات وأشكال ورسومات جديدة كل عام على تصميمه لمواكبة التطور واجتذاب الزبائن المحليين والأجانب».

جانب من عملية تصنيع الفانوس التقليدي (الشرق الأوسط)
جانب من عملية تصنيع الفانوس التقليدي (الشرق الأوسط)

وتشتهر مناطق محددة في القاهرة التاريخية بصناعة الفانوس، من بينها السيدة زينب وتحت الربع وخان الخليلي، حيث يوجد بها ورش عتيقة.

وتتعدد الروايات المتعلقة ببداية ارتباط الفانوس بشهر رمضان؛ ومنها استقبال الحاكم بأمر الله الفاطمي بالفوانيس خلال وصوله إلى القاهرة في شهر رمضان، خلال القرن الرابع الهجري، بالإضافة إلى استخدامه في الإضاءة ليلاً خلال الشهر الكريم، وفق الدكتور مصطفى جاد، العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون.

ميدان السيدة زينب يعج بشوادر بيع الفوانيس (الشرق الأوسط)
ميدان السيدة زينب يعج بشوادر بيع الفوانيس (الشرق الأوسط)

ويؤكد جاد في تصريحات تلفزيونية أن «الحرفي المصري الماهر له فضل كبير في صمود الفانوس التقليدي أمام الفانوس الصيني الذي أحدث هزة كبيرة في مصر على مستوى بهجة اقتناء الفانوس؛ لأنه يشبه الدمية التي تغني تلقائياً، وعلى مستوى الصناعة بسبب رخص سعره مقارنة بالمحلي»، مشيراً إلى أن «الأخير بدأ في التعافي واستعادة مكانته خلال السنوات الأخيرة».

أجواء مبهجة بشوارع السيدة زينب في القاهرة (الشرق الأوسط)
أجواء مبهجة بشوارع السيدة زينب في القاهرة (الشرق الأوسط)

ويرى جاد أن «اقتناء الفانوس المعدني لا يرتبط بطبقة اجتماعية معينة في مصر، ففي الوقت الذي ينتشر فيه بشوارع وحارات الأحياء الشعبية فإنه يلمع في الوقت نفسه في كثير من المناطق الراقية وداخل بيوت الأثرياء لعدّه علامة مميزة لهذا الشهر الكريم».